مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الانقسام يُسيطر على إدارة «بايدن» بشأن استراتيجية «نتنياهو» ضد حزب الله اللبناني المُثيرة للجدل

نشر
 إدارة بايدن و نتنياهو
إدارة بايدن و نتنياهو

سيطر الانقسام على «الإدارة الأمريكية»، بشأن موقفها حول التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد «حزب الله اللبناني»، حيث يرى بعض كبار المسؤولين أن «القصف مُتهور وسينتج عنه دورات أكثر دموية من العنف»، بينما يعتقد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، أن الهجوم الحالي يُحرز تقدمًا كبيرًا نحو هدفه المُعلن المُتمثل في تغيير ميزان القوى، بحيث لا تُرجّح الكفة لحزب الله.

الحملة العسكرية الإسرائيلية على لبنان

وعلى الطرف المقابل من إدارة الرئيس الأمريكي «جو بايدن»، يرى آخرون أن الحملة العسكرية الإسرائيلية على لبنان، «بمثابة وسيلة فعالة مُحتملة لإضعاف حزب الله وإجباره على التراجع»، ويدعو كبار المسؤولين الأمريكيين علنًا إلى وقف التصعيد في الوقت الذي يُحاول فيه «البيت الأبيض» إيجاد انفراجة دبلوماسية في الصراع المتصاعد بالشرق الأوسط، خاصة في الأسبوعين الماضيين.

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن «الهجمات التخريبية البشعة التي شنتها إسرائيل لآلاف أجهزة الاستدعاء واللاسلكي وسلاسل الغارات الجوية أدت إلى مقتل المئات، بما في ذلك أحد كبار قادة حزب الله يوم الجمعة».

وقال الرئيس جو بايدن في كلمة ألقاها أمام الأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن «الحرب الشاملة ليست في مصلحة أحد، وإن الحل الدبلوماسي يظل السبيل الوحيد لتحقيق الأمن الدائم للسماح لسكان البلدين بالعودة إلى ديارهم على الحدود بأمان».

وفي الوقت الذي كان يتحدث فيه رئيس البيت الأبيض، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف لبنان بغارات جوية.

وأبدى مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية، في حديثه للصحفيين في بداية اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع في نيويورك، وجهة نظر قاتمة بشأن نهج تكثيف الضغوط العسكرية على حزب الله حتى "يتراجع"، وهي استراتيجية مثيرة للجدل يطلق عليها البعض سياسة.

وقال المسؤول، الذي تحدث مثل غيره ممن تمت مقابلتهم بشرط عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر: «لا أستطيع أن أتذكر، على الأقل في الذاكرة الحديثة، فترة أدى فيها التصعيد أو التكثيف إلى خفض التصعيد بشكل أساسي وأدى إلى استقرار عميق للوضع».

ويقول الخبير في شؤون «حزب الله» في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والمسؤول الأمريكي السابق في مكافحة الإرهاب ماثيو ليفيت، إن «مسؤولين آخرين في الإدارة الأمريكية يدعمون بحذر استراتيجية خفض التصعيد من خلال الضغط على حزب الله. إنهم يسعون بقوة إلى بذل جهد دبلوماسي، لكن التصعيد الإسرائيلي كان العامل الحاسم في هذا الجهد».

إدارة بايدن تُجري «مناقشات نشطة» مع إسرائيل

وأشار مسؤول أمريكي إلى أن إدارة بايدن تجري «مناقشات نشطة» مع إسرائيل ودول أخرى لتأمين وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله"، دون ارتباط بجهود منفصلة - ومتوقفة - في غزة. وفي الوقت نفسه، تقول واشنطن إنها لن تتدخل بشكل مباشر في الصراع حتى مع قيام الجيش الأمريكي بنشر قواته في المنطقة.

وأكد مسؤولون أمريكيون أنه في ظل أي ظرف من الظروف لن تساعد الولايات المتحدة إسرائيل في هجومها أو إطلاق النار على لبنان أو أي دولة أخرى، بما في ذلك إيران، التي قالت إن الهجمات الإسرائيلية المستمرة على حزب الله لن تمر دون رد.

وأوضح مسؤول دفاعي كبير، رفض الكشف عن هويته، أن «سياسة الولايات المتحدة في تقديم الدعم العسكري لإسرائيل ليست شيكا على بياض».

وقال المسؤول: «كما قلنا لهم، فإن الأمر ليس بلا شروط. لا يمكنك فتح جبهة جديدة، ولا توجد عواقب. وهذه ليست في الواقع أسرع طريقة لإعادة مواطنيك إلى الحدود الشمالية».

وأضاف المسؤول أن وزير الدفاع لويد أوستن «كان واضحا للغاية في أن فتح جبهة مع حزب الله اللبناني في هذه اللحظة ليس هو الطريق إلى الأمام لتخفيف التوترات هناك».

وأشار مسؤول آخر إلى أن «بايدن وكبار مساعديه، بمن فيهم مستشار الأمن القومي جيك ساليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، يعملون بجد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك للتوصل إلى حل دبلوماسي لتصاعد القتال».

تزايد العمليات العسكرية في لبنان

من جانبه، أوضح مسؤول إسرائيلي أن «تزايد العمليات العسكرية في لبنان في الأيام الأخيرة كان يهدف إلى إقناع حزب الله بالتفاوض وليس إلى بدء حرب أوسع نطاقا»، مُضيفًا: «نعتقد أن هذا قد يدفع حزب الله إلى السعي إلى حل دبلوماسي».

وتابع المسؤول: «العنصر الأساسي في هذه الاستراتيجية هو الردع. لن نسمح لحزب الله بجرنا إلى حرب استنزاف. نحن لا نسعى إلى الحرب، ولكننا لن نتراجع عنها، ولا يمكن أن نبدو وكأننا نتراجع عنها، لأن هذا من شأنه أن يشجع حزب الله على التصعيد».

ويُشكك بعض المسؤولين الأمريكيين في جدوى هذه الاستراتيجية، ويتساءلون عن السبب الذي قد يدفع قيادة "حزب الله" إلى التراجع فجأة عن مسارها.

وقال مسؤول أمريكي آخر إنه «من الحماقة أن نفترض أن القصف الأكثر عدوانية للبنان من شأنه أن يجبر نصر الله على الاستسلام"، وأضاف "يحتاج (حزب الله) إلى حفظ ماء وجهه أيضا».

ولم يبد المسؤولون الإسرائيليون أي اعتذار عن تصعيد جهودهم لضرب حزب الله في لبنان، وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون في مقابلة: «نحن نهاجم أعداءنا في لبنان، ونهاجم حماس في غزة، ولسنا في وضع يجعلنا ننتظر رحمة العالم لدعمنا».

الحرب بين إسرائيل وحزب الله اللبناني 

ودخلت الحرب بين إسرائيل وحزب الله اللبناني مرحلة جديدة بعدما شنت طائرات الجيش الإسرائيلي غارات جوية مكثفة على مدار اليومين على أماكن متفرقة في لبنان، قابلتها عمليات مكثفة من حزب الله.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، أنه يشن هجمات واسعة في جنوب لبنان وفي منطقة البقاع الواقعة عند الحدود الشرقية مع سوريا.

من جانبه، أعلن حزب الله فجر الأربعاء، إطلاق صاروخ باليستي نحو تل أبيب للمرة الأولى منذ بدء التصعيد قبل نحو عام، مستهدفا مقرا لجهاز الموساد، لكن الجيش الإسرائيلي قال إنه اعترضه.

وتستهدف غارات إسرائيلية عنيفة، منذ الإثنين، جنوب لبنان وشرقه بشكل رئيسي، في تصعيد حاد للنزاع، حيث خاضت إسرائيل وحزب الله خلال الأسبوعين الماضيين أعنف معارك بينهما منذ حرب عام 2006 في لبنان.

وأدت الهجمات الإسرائيلية إلى مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين في لبنان، كما أُجبر عشرات الآلاف من اللبنانيين على النزوح من أماكن سكنهم في جنوب البلاد.

حزب الله اللبناني يرد بقوة على «تفجيرات البيجر» بشن هجوم صاروخي هو الأعنف على إسرائيل

وفي وقت سابق، رد «حزب الله اللبناني» بقوة، على العدوان الإسرائيلي المُتمثل باختراق أجهزة الاتصال اللاسلكية «البيجر» وتفجيرها في لبنان، حيث قام الحزب بإطلاق رشقة صاروخية من العيار الثقيل من جنوب لبنان باتجاه العُمق الإسرائيلي، فيما شهدت طيلة ساعات الفجر إطلاقات مُتكررة من الجانب اللبناني.