وزيرة الثقافة الجزائرية تكرم الفنان الحاج محمد الغافور
كرّمت وزيرة الثقافة والفنون بالجزائر صورية مولوجي، عميد الفن الأندلسي الفنان الحاج محمد الغافور، عرفاناً بما قدمه للتاريخ الفني الجزائري.
وجاء هذا التكريم في الحفل الذي بادرت به الجمعية الفنية والثقافية “الألفية الثالثة” بمساهمة المسرح الوطني والديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة.
من هو الحاج محمد الغافور؟
الحاج محمد الغافور، المولود في 5 مارس 1930 بمنطقة ندرومة في تلمسان، يُعتبر من أبرز رموز الفن الأندلسي والحوزي في الجزائر.
نشأ في بيئة روحانية حيث تأثر بالمدائح التي كانت تُنشد في الزوايا المنتشرة بالمنطقة، ما ساعده في مجالسة العلماء والشيوخ.
وجاء في بيان للوزارة، “اشتهر بحفظه لقصائد شعراء جزائريين مثل قدور بن عاشور الندرومي، وبدأ مسيرته الفنية في الأربعينيات ضمن الجمعيات الموسيقية في تلمسان وندرومة.”
طوال مسيرته الفنية التي امتدت لأكثر من 50 عاماً، برع الحاج الغافور في طابع الحوزي والغرناطي، حيث قدّم أعمالاً خالدة مثل “ولفي مريم”، “سعدي ريت البارح”، و”يا لايم”.
لم يكتفِ بالغناء في الأعراس والمناسبات بل حافظ على أصالة هذا التراث الفني في جميع حفلاته داخل الجزائر وخارجها.
كما مثّل الجزائر في العديد من العواصم العالمية وغنى في أرقى القاعات، مما جعله رمزاً للفن الجزائري الأصيل.
خلال الحفل، أشادت وزيرة الثقافة، بمسيرة الحاج الغافور، واعتبرته قيمة فنية رفيعة المستوى وأحد أعمدة الفن الأندلسي والحوزي والمديح الديني في الجزائر.
كما نوهت بجهود جمعية “الألفية الثالثة” في تنظيم هذا التكريم، مثمنةً المبادرات التي تساهم في الاعتراف بإسهامات الفنانين الذين كرسوا حياتهم للحفاظ على التراث الفني والثقافي الجزائري.
من جانبه، أعرب الفنان الحاج محمد الغافور عن امتنانه لهذه الالتفاتة الكريمة، معتبراً أن هذا التكريم يعد تتويجاً لمسيرته الفنية الطويلة التي بدأت في عام 1948 واستمرت حتى 2010، مؤكداً أن الساحة الفنية الجزائرية لا تزال تزخر بأصوات شابة قادرة على مواصلة مسيرة هذا الفن التراثي العريق.
وقدّم الحاج الغافور خلال الحفل مقتطفات من ريبرتواره الفني، بما في ذلك بعض المدائح الدينية وأغاني الحوزي التي كانت جزءاً لا يتجزأ من هويته الفنية.
ذكرت الإذاعة الوطنية، أن الحاج الغافور كان قد توقف عن الغناء خلال الثورة الجزائرية للانخراط في صفوف جبهة التحرير الوطني، ثم عاد بعد الاستقلال ليؤسس “جمعية الموحدين” التي ساهمت في الحفاظ على التراث الموسيقي الجزائري.
وحصل في عام 1969 على الجائزة الأولى في مهرجان الموسيقى الشعبية بالجزائر العاصمة، وشارك في مهرجان الأغنية الأندلسية، ممثلاً الجزائر في العديد من المناسبات الثقافية الدولية.