انتخابات النمسا.. هل يصل زعيم حزب «على خطى هتلر» للمستشارية؟
تنتقل موجة أقصى اليمين المرتفعة في أوروبا من دولة إلى الأخرى، وهذه المرة تصل إلى النمسا، التي انطلقت الانتخابات التشريعية فيها، الأحد، مع توقعات بتحقيقه فوزا «تاريخيا».
تلك النتيجة التي إن تحققت فقد تقود حزب الحرية (أقصى يمين)، الذي أسسه نازيون سابقون بزعامة هربرت كيكل لمنصب المستشارية، وهو يريد أن يطلق عليه لقب "فولكسكانسلر" (مستشار الشعب) على غرار الزعيم النازي أدولف هتلر.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها، الأحد، أمام 6.3 مليون ناخب من أصل 9 ملايين عدد السكان الإجمالي.
ورغم التوقعات بأن تكون نتائجها متقاربة لكنها قد تشهد فوزا تاريخيا لأقصى اليمين بعد 5 سنوات تولى خلالها الحكم المحافظون والمدافعون عن البيئة في ثنائية غير مسبوقة، لكن كيكل الذي لا يريد أي حزب أن يحكم معه لا يضمن الوصول إلى المستشارية النمساوية.
اليمين واثق من الفوز
وحول فرص أقصى اليمين في الفوز، قال هربرت كيكل زعيم حزب الحرية (أقصى يمين)، خلال لقاء انتخابي أخير، الجمعة، وسط فيينا التاريخي: "هذه المرة سيكون الوضع مختلفا، سنفوز هذه المرة، هذا شعوري".
وسبق لحزب الحرية أن شارك في حكومات عدة في النمسا لكنه لم يتصدر يوما انتخابات وطنية.
وتظهر استطلاعات الرأي حصول هذا الحزب على نسبة 27% يليه المحافظون في الحزب الشعبي النمسوي (25%) وشركاؤهم في الائتلاف الحكومي، المدافعون عن البيئة على 8% فقط.
وبحسب محللين، فقد يتسبب حلول أقصى اليمين في المرتبة الأولى في هزة كبيرة لهذا البلد، ويشددون على أن هذا التيار سبق له أن شارك في السلطة، لكن لم يتصدر يوما نتائج انتخابات وطنية.
توقعات النتائج
ويتوقع أن تظهر التوقعات الأولى بالاستناد إلى نتائج التصويت عبر البريد ومراكز الاقتراع التي تغلق أبكر من غيرها، بعيد إغلاق مراكز الانتخابات عند الساعة 17,00 (الساعة 15,00 بتوقيت غرينتش).
وكان حزب الحرية النمساوي تعرض لنكسة في عام 2019 بسبب فضيحة "إيبيزاغيت" المدوية لكنه استعاد عافيته بدفع من هربرت كيكل الذي ركب موجة الخوف الاجتماعي والاقتصادي التي تعم قارة أوروبا.
وكيكل مقرب من بعض الجماعات التي تتعرض لانتقادات كبيرة يدافع عن مشروع نزع الجنسية عن النمساويين من أصول أجنبية.
وتمكن وزير الداخلية السابق البالغ 55 عاما من استقطاب المناهضين للقاحات مع تصريحات ضد إجراءات مكافحة جائحة كورونا، فضلا عن أفقر الفقراء الذين تضربهم أزمة التضخم ومؤيدي الحياد النمسوي من خلال التنديد بالعقوبات المفروضة على روسيا.
من الأخضر إلى الأحمر
في المقابل، تمكن المستشار كارل نيهامر زعيم المحافظين في النمسا من تقليص الفارق في الأسابيع الأخيرة مع تركيزه على التموضع "الوسطي" لحزبه على الساحة السياسية رغم مواقفه القاطعة جدا بشأن الهجرة.
ويدعو هذا الضابط السابق البالغ 51 عاما، في ملصقاته الانتخابية وخطاباته، إلى التصويت "ضد الراديكالية ومن أجل الاستقرار وليس الفوضى".
ورغم تراجع بنسبة تزيد على 10% مقارنة بانتخابات عام 2019، يتوقع أن يحتفظ حزبه الحاكم منذ 1987 على المستشارية على ما يفيد خبراء لكن المداولات ستكون طويلة لإيجاد شركاء.
ولا يريد نيهامر التحالف مع كيكل لكنه لا يستبعد ائتلافا مع أقصى اليمين كما حصل في العامين 200 و2017.
وعلى الرغم من أن برامجهما متقاربة لا سيما على صعيد الاقتصاد، قد يتردد في تكرار التجربة خصوصا بعد سلسلة من الفضائح خلال الائتلاف السابق الذي سقط بعد سنتين على تشكيله.
إضافة إلى أن المحافظين لن يقبلوا على الأرجح أن يكونوا الشريك الثانوي في الائتلاف في حال حقق حزب الحرية فوزا واسعا في الانتخابات، وقد يفضلون الاتفاق مع الحزب الاجتماعي-الديمقراطي (20%) أو الليبراليين في حزب نيوس.
ومع الخضر، ثمة الكثير من نقاط الخلاف ويبدو أن الطلاق قد وقع، أما تشكيل ائتلاف ثلاثي فستكون سابقة في تاريخ النمسا.