أنفاق حزب الله كابوس يؤرق إسرائيل.. كيف سخرها في مواجهة تل أبيب؟

أنفاق حزب الله هي شبكة من الأنفاق التي تم تشييدها من قبل الحزب في مناطق مختلفة، خصوصًا في جنوب لبنان، هذه الأنفاق تُستخدم لأغراض عسكرية، مثل التنقل بين المواقع، وتخزين الأسلحة، وإجراء العمليات العسكرية.

وقد تصدرت الأنفاق، بصفتها سلاحا استراتيجيا، عناوين الحرب بين حماس إسرائيل بعد الهجوم الدامي الذي شنته الحركة، المصنفة إرهابية، على مناطق إسرائيلية في 7 أكتوبر 2023، حيث وضعت حكومة بنيامين نتانياهو تدمير شبكة أنفاق الحركة ضمن أهدافها الرئيسية.

ومع التوغل البري الإسرائيلي في الداخل اللبناني، عاد الحديث عن حرب الأنفاق إلى الواجهة بعد أن عرض الجيش الإسرائيلي مشاهد قال إنها داخل أنفاق حزب الله، فماذا عن تاريخ هذه الأنفاق في لبنان؟ وكيف سخرها الحزب في مواجهة إسرائيل؟ وهل أصبح هذا التكتيك سلاحا بحدين للحزب بعد مقتل أمينه العام حسن نصرالله في ملجأ محصن تحت الأرض.

الأهداف الأساسية للأنفاق 

التمويه: تُستخدم الأنفاق لتجنب رصد العدو وحماية العناصر العسكرية.
التنقل: تسهل حركة المقاتلين والعتاد في المناطق التي قد تكون معرضة للهجمات الجوية.
التخزين: تُستخدم لتخزين الأسلحة والذخائر بعيدا عن الأنظار.

التحديات التي واجهت تلك الأنفاق 

الرصد والمراقبة: تحاول القوات الإسرائيلية رصد هذه الأنفاق وتدميرها، مما يؤدي إلى صراعات مستمرة.
التأثير على المدنيين: وجود الأنفاق في المناطق السكنية قد يُعرض المدنيين للخطر ويؤدي إلى أضرار في البنية التحتية.

الاستجابة الدولية:تعتبر الأنفاق موضوعًا مثيرًا للجدل في المجتمع الدولي، حيث يتم مناقشة تأثيرها على السلام والأمن في المنطقة.

استخدم حزب الله لشبكة الأنفاق في عدة عمليات عسكرية

حرب لبنان الثانية (2006) استخدام الأنفاق في الهجمات: استخدم حزب الله الأنفاق لتنفيذ هجمات مفاجئة على القوات الإسرائيلية، مما سمح لهم بالتنقل بحرية وتنفيذ عمليات خلف خطوط العدو.

عملية "فجر الجرود" (2017) العمليات ضد داعش*: استخدم حزب الله الأنفاق في العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش على الحدود اللبنانية السورية، حيث ساهمت في تسهيل الحركة والتنقل بين المواقع.

العمليات في غزة (عبر الدعم اللوجستي)التعاون مع حماس على الرغم من أن الأنفاق ليست في لبنان، إلا أن حزب الله قدم دعمًا لحماس في غزة في مجال الأنفاق، حيث تم تبادل المعرفة والتكتيكات.

عمليات التسلل إلى إسرائيل: استخدمت الأنفاق في محاولات التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية لتنفيذ هجمات، وهو ما يعتبر تحديًا أمنيًا كبيرًا.

العمليات الدفاعية وحماية المواقع: استخدمت الأنفاق أيضًا كوسيلة للدفاع عن المواقع الاستراتيجية في مواجهة الهجمات الإسرائيلية.

العمليات الاستخبارية من خلال جمع المعلومات*: تم استخدام الأنفاق لأغراض جمع المعلومات الاستخبارية عن تحركات القوات الإسرائيلية.

تستمر الأنفاق في كونها عنصرًا حيويًا في استراتيجية حزب الله العسكرية، مما يجعلها جزءًا من الصراع المستمر في المنطقة.

تواجه إسرائيل عدة تحديات بسبب أنفاق حزب الله، ومن أبرز هذه التحديات:

صعوبة الرصد والكشف التكنولوجيا المتطورة: يصعب على إسرائيل رصد الأنفاق نظرًا لتقنيات البناء المتقدمة التي يستخدمها حزب الله، مما يجعلها مخفية عن الأنظار.

التهديد الأمني المباشر: يمكن أن تُستخدم الأنفاق لتنفيذ هجمات مفاجئة على القوات الإسرائيلية، مما يزيد من مستوى التهديد الأمني.

التأثير على العمليات العسكرية: وجود الأنفاق يمكن أن يؤدي إلى إعاقة تحركات القوات الإسرائيلية، حيث يجب عليهم توخي الحذر أثناء الانتقال بالقرب من الحدود.

تتبنى إسرائيل عدة استراتيجيات لمواجهة التحديات التي تفرضها أنفاق حزب الله، ومن أبرز هذه الاستراتيجيات:

تكنولوجيا الكشف
  - *استخدام أجهزة استشعار*: تعتمد إسرائيل على تقنيات متقدمة مثل أجهزة استشعار تحت الأرض والكاميرات الحرارية للكشف عن الأنفاق.
  - *الاستشعار عن بعد*: استخدام الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار لرصد الأنشطة المشبوهة في المناطق الحدودية.

العمليات العسكرية الاستباقية
  - عمليات تدمير الأنفاق: تنفيذ عمليات عسكرية تستهدف الأنفاق المكتشفة، سواء من خلال الهجمات الجوية أو العمليات البرية.
  - الاستخبارات: تعزيز جمع المعلومات الاستخباراتية حول مواقع الأنفاق وتحركات حزب الله.

تحسين التحصينات
  - بناء جدار أمني: إنشاء جدار أمني محصن على الحدود مع لبنان لتقليل احتمالية التسلل عبر الأنفاق.
  - *تعزيز المواقع العسكرية*: تحسين التحصينات الدفاعية للمواقع العسكرية القريبة من الحدود.

التعاون الدولي
  - التنسيق مع الحلفاء: التعاون مع الدول الحليفة للحصول على الدعم العسكري والتكنولوجي في مواجهة التهديدات من حزب الله.

استراتيجيات الحرب النفسية
  - الحملة الإعلامية: استخدام وسائل الإعلام للتأثير على الرأي العام ضد حزب الله، وتسليط الضوء على المخاطر المرتبطة بأنفاقه.

التدريب والتأهيل
  - تدريب القوات: تعزيز تدريب القوات المسلحة على مواجهة التهديدات الناتجة عن الأنفاق، وتطوير استراتيجيات جديدة للتعامل معها.

تحسين الاستجابة للطوارئ
  - *خطط الطوارئ*: تطوير خطط طوارئ فعالة للتعامل مع أي هجمات مفاجئة قد تنطلق من الأنفاق.

تستمر إسرائيل في تقييم وتعديل استراتيجياتها بناءً على التغيرات في البيئة الأمنية والتطورات على الأرض لضمان حماية حدودها وأمن مواطنيها.

ردود فعل حزب الله على الاستراتيجيات الإسرائيلية لمواجهة أنفاقه تتسم بالتنوع والمرونة، ومن أبرز هذه الردود:

تطوير الأنفاق
  - تحسين البنية التحتية: يقوم حزب الله بتطوير وتحسين شبكته من الأنفاق لتكون أكثر سرية وأمانًا، مما يصعب على القوات الإسرائيلية اكتشافها.

العمليات المضادة
  - الهجمات على المواقع الإسرائيلية: قد يرد حزب الله بشن هجمات على المواقع العسكرية الإسرائيلية أو الأهداف الاستراتيجية كنوع من الرد على العمليات العسكرية ضد أنفاقه.

التضليل الإعلامي
  - حرب المعلومات: يستخدم حزب الله وسائل الإعلام لنشر معلومات مضللة حول مواقع الأنفاق وأعدادها، مما يجعل من الصعب على إسرائيل تحديد الأهداف الصحيحة.

تعزيز القدرات العسكرية
  - استثمار في التكنولوجيا: يسعى حزب الله إلى تطوير قدراته العسكرية والتكنولوجية لمواجهة التفوق العسكري الإسرائيلي، بما في ذلك استخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ.

توسيع نطاق العمليات
  - التعاون مع جهات أخرى: قد يسعى حزب الله لتوسيع نطاق عملياته بالتعاون مع حركات أو فصائل أخرى في المنطقة، مثل حماس، لتشكيل جبهة موحدة ضد إسرائيل.

التأكيد على المقاومة
  - تعزيز الخطاب المقاوم: يركز حزب الله على تعزيز الخطاب المقاوم في صفوف أنصاره، مؤكدًا على أهمية الصمود والمقاومة ضد التهديدات الإسرائيلية.

التحكم في المسرح المحلي
  - أمين المناطق المحيطة: يعمل حزب الله على ضمان السيطرة على المناطق المحيطة بالحدود لمنع أي تقدم إسرائيلي قد يؤثر على عملياته.