بعد مرور عام على "طوفان الأقصى".. صمود فلسطيني وسط محاولات للإبادة من إسرائيل
بعد مرور عام على 7 أكتوبر 2023، لم يعرف أحد على وجه الدقة الهدف من الهجوم المباغت لحركة "حماس" الفلسطينية على إسرائيل، الذي يوشك اليوم على تغيير وجه الشرق الأوسط، ويجرّ خلفه 3 حروب، واحدة مدمرة في غزة، وثانية دموية في لبنان، وثالثة صامتة طويلة الأمد في الضفة الغربية، وعدة حروب باردة مع إيران وأذرعها في العراق واليمن وسوريا.
ومر عام على حرب إسرائيل وغزة بعد طوفان 7 أكتوبر 2023، عام توالت فيه مشاهد مخيفة ومروعة ملأت الشاشات، عام قضاه أكثر من مليون شخص في خوف ونزوح تلو الآخر، يتساقط منهم الأفراد والأشياء ويدوم معهم فقط الألم والخذلان، عام استقرت فيه جثث تحت الأنقاض، واختفى فيه أثر بيوت وعائلات من على وجه الأرض.
وانتهى عام على حرب إسرائيل ضد غزة قُتل فيه أكثر من 41 ألف شخص وأُصيب أكثر من 96 ألفاً، عام حُرم خلاله الأطفال من التعليم واللعب والحياة، ومُزقت فيه الأوراق والصور ليُمحى ماضي المدينة كما يُمحى حاضرها، وتهدمت فيه جدران معالم كانت صامدة لأزمان.
عملية طوفان الأقصى
بدأت الرواية في أوّل ساعات الصباح من يوم السبت 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 حيث استيقظ العالم على وقع عملية تاريخية في فلسطين المحتلة مازالت تداعياتها في اوجها إلى يومنا هذا، عملية عسكرية نوعية مُمتدة شنَّتها فصائلُ المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وعَلى رأسِها حركة حماس عَبر ذراعها العسكري كتائب الشهيد عز الدّين القسام.
واختارت المقاومة الفلسطينية للعملية اسم "طوفان الأقصى" دلالة الرد على انتهاكات الجيش الإسرائيلي المستمرة للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس.
وعصفت عملية طوفان الاقصى بالجيش الإسرائيلي مسجلة أكبر هجوم على هذا الكيان منذ عقود، وشملت هجوما بريا وبحريا وجويا وتسللا للمقاومين إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة.
عملية السيوف الحديدية
وبعد أن استفاق الجيش الإسرائيلي من الصدمة التي الحقته بها عملية طوفان الاقصى، جن جنون هذا الكيان واستفرس بكل ما اوتي من استبداد مطلقة عملية عسكرية ضد قطاع غزة سماها عملية "السيوف الحديدية"، وبدأها بقصف جوي وعشوائي مكثف على القطاع في حين دوت صافرات الإنذار في المستوطنات المحيطة بغلاف غزة.
وبدأ الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة ظنا منه أنه قادرعلى إنهاء وجود حركة حماس هناك وفرض شروطه ورؤيته على القطاع ومستقبله، وبدأ بقصف المدنيين وطواقم الإسعاف والدفاع المدني والطواقم الصحفية ودور العبادة والمدارس والمستشفيات، وعلى مدى عام ارتكب افظع الجرائم اللانسانية بتاريخ البشرية ضاربا بعرض الحائط كل المقررات والقوانين الدولية.
عملية طوفان الاقصى تفضح إسرائيل
وعلى الرغم من قساوة المشاهد وثقل الجراحات والخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات في قطاع غزة، إلا أن عملية طوفان الأقصى أعزت الأمة الاسلامية وزلزلت إسرائيل وفضحت طبيعته الوحشية بحيث أصبح مضربا للمثل عن الهمجية والوحشية والدمار والخراب واللاانسانية.
الجيش الإسرائيلي يضرب بعرض الحائط كل القوانين
لم يهدأ الطوفان على الرغم من محاولات اخماده واللجوء إلى المفاوضات والحلول الدبلوماسية وذلك بسبب الجيش الإسرائيلي المتعطش لسفك دماء الأبرياء وقتل الأطفال، وبدأ حربه على قطاع غزة ظناً منه أنه قادرعلى إنهاء وجود حركة حماس هناك وفرض شروطه ورؤيته على القطاع ومستقبله.