مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

صحيفة أمريكية تكشف كواليس جديدة عن «طوفان الأقصى» وسيناريوهات هجوم وخيارات «حماس»

نشر
طوفان الأقصى
طوفان الأقصى

زعمت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أنها اطلعت على سيناريوهات هجوم وخيارات حركة «حماس»، بعد عثور جيش الاحتلال الإسرائيلي على وثائق تعود للحركة في قطاع غزة، مُشيرة في تقرير إلى أن «الحركة وضعت قبل مُهاجمتها إسرائيل يوم 7 أكتوبر 2023، ثلاثة خيارات للهجوم مُستندة في ذلك على وجود 17 ألف صورة في حوزتها».

خطط هجوم «حماس» على إسرائيل

وقالت الصحيفة الأمريكية: «إن خطط الهجوم استندت إلى قاعدة بيانات ضخمة تضم أكثر من 17 ألف صورة، تتنوع بين صور أقمار صناعية وصور المدن والأماكن الطبيعية الإسرائيلية الملتقطة بكاميرات الطائرات بدون طيار أو المسحوبة من وسائل التواصل الاجتماعي».

وأضافت الصحيفة التي قالت إن الوثائق عُثر عليها داخل مراكز لقيادة «حماس»: «تم وضع صورة مُفصلة لثلاثة اتجاهات مُحتملة للهجوم، واقتراح تكتيكات لخداع وإرباك أفراد الأمن الإسرائيليين. وتشمل الخطط مزيجًا من العمليات ذات التقنية المنخفضة، بعضها تم استخدامه في 7 أكتوبر، والبعض الآخر يبدو أكثر طموحًا».

وأوضحت، أنها «لا تستطيع التحقق من صحة تلك الوثائق "لكن محتواها يتطابق مع تقييمات أجهزة المخابرات الأمريكية وحلفاء إسرائيل».

وتابعت «واشنطن بوست»: «إحدى الخطط تضمنت الهجوم على ناطحة سحاب "موشيه أبيب" المكونة من 70 طابقًا، بالإضافة إلى مجمع "عزرائيلي سنتر" المكون من ثلاث ناطحات سحاب ومركز تسوق ضخم وسينما ومحطة للسكك الحديدية بجانب مقر قيادة للجيش الإسرائيلي وكان من المفترض أن انهيار المباني قد يُؤدي إلى تدمير هذه المنشأة العسكرية».

هجوم طوفان الأقصى| ضياع في جيش الاحتلال قبل 7 أكتوبر بساعات وتعطل نظام التعقب

في غضون ذلك، حذّر ضابط استخبارات إسرائيلي في القيادة الجنوبية، من تحركات خطيرة في غزة، وذلك قبل ساعات من بدء هجوم «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر، حسبما كشف تحقيق للقناة «12» العبرية، مُشيرًا إلى أن برنامجًا للتعقب الإلكتروني وتلقي المعلومات من قطاع غزة، كان مُعطلًا قبل الهجوم بساعات.

جيش الاحتلال لم يكن لديه خطة كافية للرد على خطط حماس

ونقلت القناة «12» العبرية، عن مصدر عسكري قوله: إن «جيش الاحتلال في يوم 7 أكتوبر، لم يكن لديه خطة كافية للرد على خطط حماس والفصائل الفلسطينية وهنا بدأ الفشل»، وحاول ضابط المخابرات الإسرائيلي التواصل مع مساعد رئيس جهاز الأمن القومي، «أهارون هاليفا»، لإبلاغه بأن الوضع ليس على ما يرام في غزة، لكن الأخير لم يهتم ولم يقطع إجازته في إيلات رغم المعلومات التي تسلمها.

وبعد ذلك، قام اللواء يارون فينكلمان، قائد المنطقة الجنوبية، بعد تلقيه تحديثًا من قِبل ضابط المخابرات، بإبلاغ رئيس الأركان هرتسي هليفي بالمعلومات، وبعد الساعة الثالثة صباحا أرسل قائد الوحدة 8200 يوسي شاريئيل رسالة عبر «الواتساب» يقول فيها: «هناك حدث غير عادي للغاية هنا، هناك تنبيه شديد على الجانب الآخر (في قطاع غزة)».

ويُشير التقرير إلى أن «شاريئيل يعتمد على تلقي معلومات استخباراتية من نظام تكنولوجي خاص (نظام تعقب إلكتروني) ويوفر معلومات مهمة عن حماس منذ عدة سنوات، لكنه في تلك الليلة فوجئ بأن هذا النظام المهم لا يعمل ولن يعود للعمل قبل عدة ساعات، وقتذاك سيكون قد فات الأوان، لأنه في الساعة 6:30 صباحا.. ستكون لحظة انطلاق طوفان الأقصى».

وأشارت المعلومات لدى الوحدة 8200 في الجيش إلى أحداث غير عادية في القطاع في تلك الليلة، لكنهم لا يستطيعون الاتصال بأي شخص، لا يوجد حتى تقييم واحد للحالة، لا للوحدة 8200 ولا للمخابرات.

وفي الساعة الخامسة صباحا، رفض رئيس قسم لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، عميت ساعر تقييم الاشارات القادمة من قطاع غزة في تلك اللحظة على أنها إنذار، وقال «هذا لا يدل على إنذار».

ورغم تلقي «أمان» معلومات في 2021 حول نية يحيى السنوار مهاجمة المستوطنات الإسرائيلية وقواعد الجيش الإسرائيلي، وحصول الوحدة 8200 على معلومات بأن ذلك بحسب اللواء (احتياط) أهارون زئيفي فركاش، الرئيس السابق لـ"أمان"، لكن الجهاز الأمني لم يفهم طبيعة المعلومات وحجم الحدث، ويقول "المهام، الأهداف، من سيفعل ماذا؟ وبأي جداول زمنية؟".

ويتابع فركاش: «رغم أن هذه خطة مفصلة من قبل حماس لغزو شامل لإسرائيل، إلا أن (أمان) لم تفهم حجم الحادث. لذلك لم أتحقق منها بعمق».

البرنامج التكنولوجي الخاص بالمعلومات القادمة من قطاع غزة

وحول البرنامج التكنولوجي الخاص بالمعلومات القادمة من قطاع غزة، يقول التحقيق إن هاليفا وكبار قادة جهاز الأمن القومي على علم بوجوده ويستخدمونه، وكذلك القائد السابق للقيادة الجنوبية، إليعازر توليدانو، والقائد المنتهية ولايته لفرقة غزة، آفي روزنفيلد، وقائد الوحدة 8200، يوسي شاريئيل. لكن كثيرين في الجيش والأجهزة الاستخبارية والأمنية لا يعرفون عنه شيئا، إذ لا يعرف أيضا عن البرنامج كل من رئيس الأركان هرتسي هاليفي ونائبه أمير برعام، وكذلك رئيس شعبة العمليات عوديد باسيوك ورئيس شعبة العمليات شلومي بيندر، وهم الأشخاص الذين كان من المفترض أن يقوموا بإعداد القوات للحرب المقبلة، وكذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يقر أيضا بمعرفته بالبرنامج وكذلك وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس لجنة الخارجية والأمن يولي إدلشتين.

ويُؤكد رئيس قسم الأبحاث في «أمان» عميت ساعر، ورئيس قسم العمليات الثالثة بشكل قاطع أنهم لم يسمعوا قط عن خطة «حماس» بمهاجمة قواعد الجيش والمستوطنات في غلاف غزة، على الرغم من أن دور رئيس قسم الأبحاث هو تحليل الخطة وتحديد خطر الحرب على أساسها، ومن صلاحية رئيس قسم العمليات توزيعها على الوحدات المختلفة، أي أن رئيس «آمان» أهارون هاليفا لم يبلغهم بذلك، وكذلك قائد 8200 لم يفكر في مشاركتهم المعلومات.

ويقول العميد يوسي كوبرفاسر، الرئيس السابق لقسم الأبحاث في «أمان» إن الأمر «يبدو غريبا للغاية بالنسبة لي.. أعتقد أن الأمر خطير للغاية. فأنت تتلقى معلومات لا يمكنك تجاهلها، بمستوى عالٍ من المصداقية.. عليك أن تتحرك».

وحتى كبار مسؤولي سلاح الجو، وعلى رأسهم قائده تومر بار، لم يقبلوا المعلومات حول خطة حماس في الهجوم. ويقول العميد (احتياط) يارون روزين، رئيس مشاركة القوات الجوية والمروحيات «هنا يبدأ الفشل.. كان ذلك نابعا من تقييم استخباراتي.. وصلنا إلى 7 أكتوبر لأنه لا توجد خطة عملياتية ترد على خطة الجانب الآخر».

وصرح روزين: «نحن نعرف كيف نتحرك بشكل جيد للغاية نحو حالة تراكمية للحرب.. لكن لاستخدام القوة في الجيش، يجب وضع خطط معدة مسبقا.. إذا لم تكن هناك معلومات استخباراتية، فأنت لا تعرف أين تطلق النار وتواجه وضعا ليس هناك استعداد له».

ويُتابع التحقيق أن القوات الجوية والمخابرات شعرت أن الصورة الاستخباراتية التي كانوا يتلقونها كانت ناقصة.

وقال مسؤول كبير في القوات الجوية: «لقد أصبح 8200 جمعية سرية، تحتفظ بالاستخبارات والتحليلات والأفكار لنفسها».

وأكمل روزين: «لقد فاجأ غزو حماس، القوات الجوية بشكل كامل. ولم تكن الوحدات مستعدة لمثل هذا السيناريو».

حرب غزة.. تفاصيل وثيقة إسرائيلية مُثيرة للجدل توقعت هجوم 7 أكتوبر

وفي وقت سابق، أفادت «هيئة البث الإسرائيلية»، بأنه تم العثور على وثيقة تُؤكد أن الجيش والمخابرات كانا على علم بخطة «حماس» قبل 3 أسابيع من «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر 2023، قائلة إن «الوثيقة التي وردت تحت عنوان «تدريبات تفصيلية على المداهمات من النهاية إلى النهاية» وجمعتها فرقة غزة في جيش الاحتلال الإسرائيلي تكشف أن مسؤولي المخابرات كانوا على علم بخطة حماس من هجوم واقتحام للمستوطنات واختطاف ما بين 200 إلى 250 رهينة».