مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

بعد قطيعة دامت أكثر من 40عامًا.. ما مصير العلاقات بين مصر وإيران؟

نشر
الأمصار

ظهرت في الفترة الأخيرة مساعي إيرانية للتقارب مع مصر إلا أن المسئولون في القاهرة يؤكدون على أن موقف مصر وسياساتها الثابتة ترفض أي تقارب قبل وقف التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية واحترام سيادة الدول العربية.

 

دوافع التقارب

تشكل الحرب البحرية بين إيران وإسرائيل تهديدًا على حركة الملاحة من وإلى قناة السويس وتدرك إيران جيداً مدى قوة مصر التي عقدت صفقة سلاح فرنسية عام 2016 بشراء 2 حاملة مروحيات وسفينة هجوم لتحصين البحر الاحمر وحوض البحر المتوسط.

 

وفى عام 2017 افتتحت مصر الأسطول الجنوبي في سفاجا الأسطول الذي يحمى الخط الممتد من ميناء بورسعيد شمالاً لمضيق باب المندب جنوبا ويضم حاملة المروحيات والصواريخ والغواصات المتطورة وسفن الإمداد والتمويل.

 

وفى العام الماضي افتتحت مصر قاعدة برنيس الجو بحرية عند أقل مساحة بحرية بين مصر والسعودية وأقل مساحة طيران بين مصر والخليج العربي ونقطة التقاء بحرية وجوية بين القارتين وثلاث بحار ففي حالة تنفيذ مصر عملية بحرية عسكرية من قاعدة برنيس تصل إلى مضيق باب المندب.

 

العلاقات التاريخية بين البلدين

قديما كانت العلاقة بين مصر وإيران قوية ووصلت إلى درجة المصاهرة ففي العهد الملكي تزوج ولى عهد إيران محمد رضا بهلوي، الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق، وعندما أصبح محمد رضا بهلوي شاه إيران وتولى مقاليد الحكم حصلت الاميرة فوزية المصرية على لقب إمبراطورة إيران.

 

استمرت العلاقات بين البلدين حتى بعد أن تحولت مصر من الملكية إلى الجمهورية لدرجة أن شاه إيران كان من أكبر الداعمين لمصر خلال حرب اكتوبر وأمدها بالبترول في الاكثر الأوقات حرجاً وبشكل فورى وحثت إيران الولايات المتحدة للتجاوب مع مطالب القاهرة.

 

بداية الخلاف

توترت العلاقات بين مصر وإيران بعد استيلاء نظام الملالي على الحكم في إيران ووصول المتطرفين للسلطة حيث تدهورت العلاقات بشكل سريع خصوصاً أن الرئيس الراحل أنور السادات رفض التخلي عن شاه إيران واستضافه في القاهرة وفاءً لمواقفه الداعمة لمصر.

 

وعلى الجانب الآخر لم يُخفى النظام الملالي الإيراني عدائه لمصر حتى أعلن نظام الخميني قطع العلاقات مع مصر عام 1980 وفى المقابل كانت مصر دائما تنتقد النظام الإيراني الجديد حيث تسبب في انهيار إيران على الصعيد الداخلي وإفقار الشعب الإيراني.

 

وبعد اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات مُباشرةً؛ أطلق نظام الملالي اسم مُنفذ حادثة الاغتيال (خالد اسلام بولي) على واحد من أبرز الشوارع في العاصمة طهران، ما دفع القاهرة إلى طرد السفير الإيراني، وقطع العلاقات بين البلدين.

 

وفي عام 2008 أنتج النظام الإيراني فيلماً وثائقياً بعنوان “إعدام الفرعون” أنتجته لجنة تكريم شهداء الحركة الإسلامية العالمية، ويتناول هذا الفيلم حادثة اغتيال الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات، ويصف الفيلم أنور السادات بـ”الخائن”، ويصف قتلته بالشهداء.

 

الاختلاف الأيديولوجي

دعم الاختلاف الأيديولوجى بين مصر وإيران استمرار الفتور حيث انتقدت مصر الفكر التوسعي لدى إيران واعتدائها على دول الجوار وتهديد الأمن القومي والعربي.

 

الإخوان

استطاع نظام الملالي اختراق الجبهة المصرية بعد عام 2011 بوصول الإخوان المسلمين إلى حكم مصر نظرا ً للتقارب الأيديولوجي بين النظام الملالي وجماعة الإخوان، ولكن سرعان ما تحطمت أحلام الطرفين بثورة 30 يونيو 2013 وعادت القطيعة بين مصر وإيران إلى يومنا هذا.