مصر والسعودية.. سنوات من التعاون والاستثمارات المتبادلة
حل الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية رئيس مجلس الوزراء، ضيفًا عزيزًا على وطنه الثاني مصر، واستقبله الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مطار القاهرة الدولي، أمس.
ماذا تم خلال الزيارة السعودية لمصر؟
تشكل زيارة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء، إلى مصر فرصة لتعزيز التحالفات وتنسيق المواقف بين البلدين تجاه القضايا الإقليمية والدولية، كما أن توقيت الزيارة يعكس إدراك القيادة السعودية والمصرية لأهمية التنسيق المستمر لمواجهة التحديات المشتركة، بما في ذلك تعزيز الاستقرار الإقليمي ودعم مساعي التنمية المستدامة، إلى أن الزيارة سيكون لها مردود إيجابي لتحقيق الاستقرار بالمنطقة، وتعزيز سبل الأمن والسلم.
وكلا البلدين يلعبان دوراً محورياً في الحفاظ على التوازن في المنطقة العربية، ويعتبران شريكين استراتيجيين في معالجة العديد من القضايا الحساسة التي تواجه المنطقة، مثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والأزمات في اليمن وسوريا، ومكافحة الإرهاب.
وأن العلاقات المصرية السعودية ليست وليدة اليوم، فهي تمتد لعقود طويلة وتشكل عموداً فقرياً للاستقرار الإقليمي.
وقد أجرى الرئيس السيسي وولي العهد السعودي لقاءً ثنائيًا، أعقبته جلسة مباحثات موسعة بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ووفدي البلدين، حيث رحب الرئيس بالأمير محمد بن سلمان، معربًا عن أطيب تحياته لأخيه الملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين
وشدد الرئيس السيسي في هذا السياق على عمق ومحورية العلاقات الاستراتيجية بين مصر والسعودية، لاسيما فى ظل التهديدات التى تواجه المنطقة، ومؤكدًا أهمية مواصلة التنسيق والتعاون المشترك، لتجاوز المرحلة الدقيقة الحالية التى تمر بها منطقتنا وعالمنا الإسلامى، ومشيرًا إلى الحرص المتبادل على ترجمة العلاقات والروابط التاريخية بين البلدين.
الكشف عن حجم استثمارات السعودية في مصر
نتج عن التعاون بين القطاعين الخاص في السعودية ومصر اتفاقيات لضخ استثمارات بقيمة إجمالية 15 مليار دولار في مصر، والتي تشمل قطاعات الطاقة المتجددة والصناعة والتطوير العقاري، والسياحة إضافة إلى استثمارات في القطاع التقني.
وقد وقعت السعودية ومصر، أمس، اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، وذلك على هامش زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز إلى مصر.
تبلغ الاستثمارات السعودية في مصر حوالي 127 مليار ريال، فيما تعمل 805 شركة سعودية في مصر.
ويبلغ حجم الاستثمارات المصرية في السعودية 18.7 مليار ريال من خلال 6830 شركة مصرية.
وأظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تطور قيمة الاستثمارات السعودية في مصر، والتي حققت قفزة كبيرة في العام المالي الماضي 2022/2023، قياسا بالفترة المناظرة لها في العام المالي السابق له 2021/2022، حيث سجل إجمالي الاستثمارات السعودية في مصر نحو 2.4 مليار دولار في العام المالي الماضي، ارتفاعا من 491.6 مليون دولار خلال فترة المقارنة، بزيادة بلغت نحو 1.9 مليار دولار، بنسبة زيادة بلغت نحو 474%.
وتشير بيانات جهاز الإحصاء إلى أن ارتفاع قيمة الاستثمارات السعودية في مصر صاحبه ارتفاع قيمة التبادل التجاري بين البلدين خلال أول 5 أشهر من العام الجاري 2024، لتسجل 3.8 مليار دولار، بينما كانت نحو 2.9 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي 2023، بزيادة بلغت 900 مليون دولار، وبنسبة زيادة بلغت 29.3%، حيث ارتفعت صادرات مصر إلى المملكة من بعض السلع أهمها نحاس ومصنوعاته، والوقود والزيوت المعدنية ومنتجات تقطيرها، والفواكه، وآلات والأجهزة والمعدات الكهربائية، وأخيرا مصنوعات من حديد أو صلب.
وعن أهم واردات مصر من المملكة العربية السعودية، والتي تضم كلا من الوقود والزيوت المعدنية ومنتجات تقطيرها، واللدائن ومصنوعاتها، ومنتجات كيميائية عضوية، وألمنيوم ومصنوعاته، إلى جانب واردات منتجات كيميائية غير عضوية، والسكر ومصنوعات سكرية، ومراجل وآلات وأجهزة وأدوات آلية، ومحضرات غذائية، وأخيرا مصنوعات من حديد أو صلب.
أما أهم الصادرات السعودية إلى مصر، فتشمل منتجات معدنية، ألبان ومصنوعاتها، منتجات كيميائية عضوية، ألمنيوم ومصنوعاته، وورق وورق مقوى.
ووفقا لبيانات اتحاد الغرف التجارية السعودي، فإن حجم التبادل التجاري بين المملكة ومصر، يبلغ حوالي 48 مليار ريال، فيما تقدر قيمة الواردات السعودية من مصر بـ 20 مليار ريال، والصادرات السعودية إلى مصر تصل إلى 28 مليار ريال.