مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

اغتيال السنوار.. ماذا قال رؤساء أمريكا وأوروبا؟

نشر
الأمصار

أثار إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن اغتيال يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موجة من ردود الأفعال القوية بين زعماء العالم الغربي، حيث اعتبر بعضهم أن هذا الحدث قد يكون نقطة تحول كبيرة في الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس. 

وردّت العديد من الدول الغربية على الخبر بتصريحات تحمل أبعادًا سياسية واستراتيجية حول مستقبل غزة والحرب الإسرائيلية الفلسطينية.

ردود الأفعال الدولية:

 الولايات المتحدة:
الرئيس الأمريكي جو بايدن كان من أوائل القادة الذين علّقوا على مقتل السنوار، واصفًا الحدث بأنه "يوم جيد لإسرائيل والولايات المتحدة والعالم". أشار بايدن إلى أن مقتل السنوار يمثل فرصة لإعادة ترتيب الأوضاع في غزة، وفتح الباب أمام مرحلة جديدة بدون سيطرة حماس على القطاع. 

 

كما أكد على ضرورة إنهاء الحرب الحالية وإعادة الرهائن الإسرائيليين، مشددًا على أن إسرائيل كانت لها "كل الحق" في استهداف قادة حماس بسبب المسؤولية التي يتحملونها في الهجمات السابقة، بما في ذلك هجوم 7 أكتوبر الذي خلف العديد من الضحايا الإسرائيليين والأجانب.

 بريطانيا:
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وصف السنوار بأنه "العقل المدبر لأكثر الأيام دموية في التاريخ اليهودي منذ الهولوكوست". 

وأكد ستارمر أن بريطانيا لن تندم على وفاة السنوار، بل إنها تقف بجانب عائلات الضحايا الإسرائيليين الذين سقطوا في الهجمات الأخيرة. وفي هذا السياق، ركّزت بريطانيا على ضرورة استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.

 فرنسا:
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زعم أن السنوار كان "المسؤول الرئيسي" عن الهجمات الإرهابية التي وقعت في 7 أكتوبر، بما في ذلك قتل 48 مواطنًا فرنسيًا.

 وأعرب ماكرون عن تعاطفه مع الضحايا وعائلاتهم، مؤكدًا أن وفاة السنوار قد تكون خطوة نحو إنهاء هذا الفصل الدموي من الصراع. كما دعت فرنسا إلى اتخاذ خطوات لتعزيز السلام في المنطقة والحد من التصعيد.

 كندا:
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو كان واضحًا في دعوته إلى إنهاء "عهد الإرهاب" الذي مثّله السنوار.

 وأشار ترودو إلى أن مقتل السنوار يجب أن يكون مقدمة لإنهاء حماس دورها في حكم غزة، مشددًا على ضرورة إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار الفوري. 

 

كانت هذه التصريحات جزءًا من دعوات أوسع في كندا لإنهاء الحرب والبحث عن حلول سياسية ودبلوماسية بدلاً من العنف.

 إيطاليا:
رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني أعربت عن اعتقادها بأن مقتل السنوار يجب أن يمثل نقطة تحول في الصراع، داعية إلى إطلاق سراح جميع الرهائن وإعلان وقف فوري لإطلاق النار.

 كما شددت على ضرورة البدء في إعادة إعمار غزة، ما يعكس رغبة إيطاليا في التركيز على الجوانب الإنسانية وإعادة الاستقرار إلى المنطقة.

 ألمانيا:
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك وصفت السنوار بأنه "قاتل وحشي وإرهابي" يتحمل مسؤولية تدمير إسرائيل ومحاولة القضاء على شعبها. 

 

كما دعت حماس إلى التخلي عن أسلحتها وإطلاق سراح جميع الرهائن، بالنسبة لألمانيا، كان مقتل السنوار يمثل خطوة نحو إنهاء معاناة المدنيين في غزة، وهي معاناة يجب أن تنتهي بسرعة بحسب تعبيرها.

 الاتحاد الأوروبي:
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين كانت من بين أولئك الذين رأوا في مقتل السنوار ضربة كبيرة لحماس. وصفت دير لاين السنوار بأنه "العقل المدبر" وراء أحداث 7 أكتوبر المروعة، مشيرة إلى أن موته سيسهم في إضعاف البنية التحتية لحماس وقدرتها على شن المزيد من الهجمات الإرهابية.

 التأثيرات الإقليمية والرد الإيراني
على الرغم من الترحيب الكبير بمقتل السنوار في الأوساط الغربية، إلا أن هناك دولًا، مثل إيران، ردت بغضب على الخبر. فقد أصدرت الحكومة الإيرانية بيانًا رسميًا يدين اغتيال السنوار، معتبرة أنه "استهداف للقادة الفلسطينيين الأحرار"، وداعية إلى مزيد من التضامن مع المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

تداعيات مقتل السنوار:
مقتل يحيى السنوار يعد تطورًا محوريًا في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وقد يحمل آثارًا طويلة المدى على الوضع الأمني والسياسي في المنطقة.

 من جهة، ترى إسرائيل وحلفاؤها في الغرب أن وفاة السنوار تفتح الباب أمام مستقبل بدون حماس في غزة، ما قد يمهد الطريق أمام تهدئة دائمة في الصراع المستمر منذ عقود.

 ومن جهة أخرى، قد تؤدي هذه التطورات إلى تصعيد جديد في العنف إذا ما اعتبرت حماس وحلفاؤها أن الرد العسكري هو الخيار الوحيد أمامهم.

في الوقت نفسه، يشير بعض المحللين إلى أن مقتل السنوار قد يضعف حماس على المستوى التكتيكي، لكنه لن يقضي على الحركة بالكامل. فقد سبق لحماس أن فقدت قادة بارزين في الماضي، لكنها ظلت قادرة على التعافي وإعادة بناء صفوفها. السؤال الرئيسي الآن هو: هل ستؤدي وفاة السنوار إلى تغييرات جوهرية في ميزان القوى في غزة، أم أنها مجرد حلقة جديدة في الصراع المستمر؟
في ظل هذه التطورات، يظل الوضع في غزة والمنطقة ككل غير مستقر. وبينما يحتفل بعض القادة بمقتل السنوار باعتباره خطوة نحو السلام، يظل آخرون قلقين من احتمالات التصعيد العسكري وزيادة معاناة المدنيين.

 قد يكون مقتل السنوار لحظة فارقة، لكن الطريق نحو حل نهائي للصراع لا يزال طويلاً ومعقدًا.