جسد الشعب الجزائري وحدة الوطن، في هبة تضامنية انطلقت من كل المدن والقرى لإخماد الحرائق التي شبت في غابات مدينة تيزي وزو وأعالي جبال جرجرة، وامتدت باندفاع الرياح وفعل إجرامي منظم لمدن أخرى.
وغلق الشعب الجزائري بوحدته التضامنية الأبواب أمام محاولات اختراق أمنه واستقراره باثارة الفتن العرقية وبعث سنوات الإرهاب السوداء، عير جريمة إحراق الغابات التي نفذتها أطراف حاولت عبثا المس بمقدرات الدولة، وإشغالها عن أداء دورها التنموي البناء، والدفاع عن أمنها القومي.
التهمت الحرائق اكبر الغابات في قارة إفريقيا، وراح ضحيتها العشرات من البشر بين مدني وعسكري، وصفها النائب العام لمجلس قضاء ولاية تيزي وزو، بأنها تدبير من فعل فاعل، جاءت إثر الإجراءات التي اتخذها رئيس الجمهورية من اجل حماية الثروة الغابية، واندلعت في وقت واحد في أماكن مختلفة، يوم 9 آب الماضي.
وقال النائب العام أن الحرائق عملية مدبرة من قبل أشخاص أو أطراف تقف وراءها جهات أخرى لم يسمها، لا تريد الخير لهذه البلاد، فعلوا الأشخاص فعلتهم مع سبق الإصرار والترصد، في عدة ولايات بوقت واحد.
وأكد الوزير الأول الجزائري أيمن عبدالرحمن طبيعة الفعل الإجرامي في حرائق الغابات التي تشهدها الجزائر في شرقها وغربها، مركزا على المؤشرات الأولوية الكاشفة عن الطابع الإجرامي الذي أودى بحياة أكر من 65 شخصا، متوعدا ملاحقة الجناة وفق قوانين القضاء.
وأوضح الوزير الأول أن “الحرائق كانت مدبرة ومخططا لها، والدليل أن الأماكن التي انطلقت منها الشرارة الأولى في ولاية تيزي وزو يصعب الوصول إليها”، مشيرا إلى ان الظروف الطبيعية ساعدت على انتشار الحرائق، خاصة وان التحليلات الأولية بينت أن مواقع اندلاع الحرائق كانت مختارة بصفة دقيقة، وبطريقة تسمح بإحداث اكبر عدد من الخسائر، خاصة أن أماكن نشوبها كانت “في تضاريس يصعب وصول النجدة والإسعافات إليها.
وأعلنت المديرية العامة للحماية المدنية، في بيان أولي لها، عن ارتفاع عدد حرائق الغابات إلى 99 حريقا عبر 16 ولاية، وتتمثل الولايات التي اندلعت فيها هذه الحرائق في كل من تيزي وزو 25 حريقا، الطارف 14، جيجل 12، بجاية 12، سكيكدة 09، بومرداس 04، المدية 03، البليدة 03، سطيف 03، عنابة والبويرة 02 حريقان، وحريق واحد في كل من قسنطينة، قالمة، تبسة، سوق اهراس، تيبازة، وهي أرقام أولية ومرشحة في نفس الوقت للارتفاع خاصة أن الحرائق لا تزال مستمرة ومست العديد من الولايات.
وأمام هول الكارثة أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الأربعاء، الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام ، حزنا على ضحايا حرائق الغابات التي لا تزال نيرانها متواصلة، وتمتد إلى ولايات أخرى، في الوقت الذي أعطى فيه تعليماته للجهاز الحكومي من أجل الإسراع في احتواء الوضع ورفع اللبس عن حيثيات وأسباب هذه الحرائق المدمرة.