بريطانيا: نصف السودانيين في حاجة ماسة إلى المساعدة
أصدرت بريطانيا إلى جانب 10 دول مانحة، بياناً مشتركاً، دعت في الأطراف المتحاربة في السودان إلى عدم عرقلة الاستجابة الإنسانية وإيصال المساعدات للمتضررين دون عوائق.
وجاء في البيان، الذي نُشر على الموقع الإلكتروني للحكومة البريطانية، أن الوضع في السودان "يتطلب التدخل بشكل عاجل للزيادة الفورية والمنسقة للمساعدات، إلى جانب وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن ودون عوائق إلى السكان المحتاجين، وذلك للحد من الخسائر واسعة النطاق في الأرواح".
وأدان البيان، الذي شمل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) والنرويج والسويد وفرنسا وألمانيا وهولندا وإيرلندا وسويسرا وكندا والمفوضية الأوروبية لإدارة الأزمات، استمرار القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في عرقلة الاستجابة الإنسانية، رغم الحاجة المُلحة بشكل واضح.
وأضاف البيان: "تستمر العوائق البيروقراطية من قبل كل من مفوضية العون الإنساني في السودان والوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية في عرقلة إيصال المساعدات على النطاق المطلوب، ولذا يجب على السلطات السودانية أن تدرك أن العمل بالشراكة مع الجهات الفاعلة الإنسانية في البلاد أمر ضروري للسماح لها بمعالجة الاحتياجات الأكثر إلحاحاً بشكل مستقل ودون عوائق".
وكانت كشف قادة منظمة أهليون، في السودان ، اليوم الجمعة، عن فرار نحو 40 ألف شخص إلى تشاد إثر هجمات عنيفة نفذتها قوات الدعم السريع ومليشيات متحالفة معها على 13 قرية في الجزء الشمالي الغربي لولاية شمال دارفور.
وشهدت مناطق في الجزء الشمالي الغربي لولاية شمال دارفور قبل أسبوعين مواجهات دامية بين الدعم السريع وقوة متحركة تابعة للقوة المشتركة للحركات المسلحة.
وتأتي هذه الاشتباكات امتدادا للمواجهات التي تشهدها مدينة الفاشر منذ مايو الماضي.
وقال عضو هيئة شورى قبيلة الزغاوة آدم مزة “40 ألف شخص فروا إلى الحدود مع دولة تشاد بعد حرق قوات الدعم السريع ومليشيات متحالفة معها لنحو 33 قرية واقعة بمحلية كتم بولاية شمال دارفور”.
وأوضح أن الجزء الأكبر من النازحين وصلوا إلى بلدة “الطينة” في الحدود مع دولة تشاد وهم في وضع إنساني بالغ التعقيد لإنعدام المعونات الإنسانية.
اتصالات مع حكومة إقليم دارفور
وأشار إلى أن الفارين يعيشون في العراء وبدون مأوى، كاشفا عن اتصالات أجراها مع حكومة إقليم دارفور والحكومة المركزية ومنظمات دولية وإقليمية طالبوا من خلالها بضرورة التحرك العاجل لتقديم المساعدات الإنسانية.
واتهم قوات الدعم السريع ومليشيات القبائل العربية المتحالفة معها بارتكاب انتهاكات وجرائم واسعة طالت ألاف الفارين وأغلبهم من إثنية الزغاوة شملت القتل على أساس عرقي ونهب الأموال والماشية.
وتنتاب مخاوف قوية من أن يتحول الصراع العسكري بين القوة المشتركة للحركات الحليفة للجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق بولاية شمال دارفور إلى قتال عرقي، بسبب حالة الاستقطاب الحادة بين المكونات السكانية في المنطقة.
وتدعم القبائل العربية قوات الدعم السريع، بينما تؤيد القبائل الأفريقية من بينها الزغاوة الجيش والحركات المسلحة.