مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

بريكس تدشن رسائل جديدة للعالم عن السلام

نشر
الأمصار

تستضيف قمة مجموعة دول بريكس للاقتصادات الناشئة - التي انطلقت أمس وتستمر 3 أيام- بمدينة قازان الروسية، أكثر من 24 رئيساً كأكبر تجمع لزعماء العالم في روسيا منذ عقود، وتعقد في وقت تخوض فيه موسكو حربا مع أوكرانيا المدعومة من الغرب.

ما بريكس؟

بريكس هو تجمع يضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. بدأت المجموعة في عام 2006، واجتمعت البرازيل وروسيا والهند والصين في قمة بريكس الأولى في عام 2009. وانضمت إليها جنوب أفريقيا بعد عام.

ويهدف هذا التجمع أو التحالف إلى تحدي الاحتكار الاقتصادي والسياسي الغربي، وتحدد المجموعة أولوياتها وتجري مناقشات خلال قمتها السنوية التي يتناوب الأعضاء على استضافتها.

وسبب حضور دول أخرى بالقمة غير المذكورة، هو أنه في عام 2023، وجهت البريكس الدعوات لتشمل مصر وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بعد أن تقدمت هذه الدول بطلب لنيل عضوية المجموعة. مع الإشارة إلى أن السعودية لم تنضم رسميا بعد، لكن الدول الأخرى انضمت إليها.

كما تم توجيه دعوة إلى الأرجنتين، لكن الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية رفضتها بعد أن قام الرئيس خافيير ميلي، الذي انتخب في ديسمبر الماضي، بحملته الانتخابية على أساس وعد بتعزيز العلاقات مع الغرب.

من يحضر بركس الحالية؟

تم افتتاح القمة أمس بحضور 24 من زعماء العالم، بينهم زعماء الدول الأعضاء في مجموعة البريكس وهم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والرئيس الصيني شي جين بينغ، ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا. كما وصل إلى قازان لحضور القمة رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.

ويشارك أيضا في القمة زعماء العديد من الدول الأخرى التي أبدت اهتماما بتعميق العلاقات مع مجموعة البريكس، بمن فيهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه. وألغى الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا رحلته إلى روسيا بعد تعرضه لإصابة في الرأس إثر سقوطه بمنزله في 19 أكتوبر. وسيمثل البرازيل في القمة وزير الخارجية ماورو فييرا.

ويحضر أيضا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ومن المتوقع أن يلتقي بوتين يوم الخميس. 

ما جدول أعمال قمة بريكس؟ ولماذا تعد مهمة لبوتين؟

بدأت أمس الثلاثاء فعاليات القمة السنوية لمجموعة بريكس بمدينة قازان عاصمة جمهورية تترستان في روسيا، والتي تنعقد هذا العام تحت عنوان رئيسي هو "بريكس والجنوب العالمي لبناء عالم أفضل بشكل مشترك"، ويأتي انعقادها وسط تطلعات لتعزيز التعاون الاقتصادي بين دول المجموعة بما يحميها من التحديات التي تواجهها وسط انفتاح على زيادة عدد دول التكتل الذي أصبح 10 خلال العام الجاري، بعد انضمام 5 دول هي السعودية ومصر والإمارات وإيران وإثيوبيا.

تركز القمة الحالية على البحث مع مؤسسات الحوكمة العالمية التي يقودها الغرب، وخاصة الاقتصادية منها حيث أثارت العقوبات المفروضة على روسيا بعد حربها على أوكرانيا عام 2022 ذعر العديد من دول الجنوب العالمي، التي شعرت بالقلق من أن الغرب قد يستخدم أدوات التمويل العالمي كسلاح ضدها.

وتشارك في الاجتماعات 36 دولة، بينها 22 على أعلى مستوى وقيادات 6 منظمات دولية، يناقشون قضايا التفاعل بين دول الأغلبية العالمية، في حل الأزمات الملحة، بما في ذلك تحسين بنية العلاقات الدولية، وضمان التنمية المستدامة للأمن الغذائي والطاقة، بالإضافة إلى الوضع المتفاقم في الشرق الأوسط.

لماذا تعتبر القمة مهمة لبوتين؟


منذ أن شنت روسيا حربا واسعة النطاق على أوكرانيا في فبراير 2022، واجهت البلاد هي وزعيمها عزلة من الغرب. وبعد شهر من بدء الحرب، كشفت كندا والاتحاد الأوروبي واليابان ونيوزيلندا وتايوان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة عن سلسلة من العقوبات على البنوك الروسية ومصافي النفط والصادرات العسكرية. وفرضت المزيد من العقوبات على روسيا وحلفائها منذ ذلك الحين.

كما أن مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق بوتين تعني أنه لا يستطيع السفر إلى البلدان الموقعة على نظام روما الأساسي، وهي معاهدة للأمم المتحدة أنشأت المحكمة، دون المخاطرة بالاعتقال.

وفي عام 2023، غاب عن قمة البريكس في جنوب أفريقيا، وهي طرف في المعاهدة، وسط ضغوط على بريتوريا لاحتجاز الزعيم الروسي إذا حضر.

كما أن الزعماء الغربيين غير راغبين إلى حد كبير في الانضمام إلى بوتين في أي إطار متعدد الأطراف.

وغاب بوتين عن قمة مجموعة الـ20 في الهند العام الماضي، على الرغم من أن نيودلهي ليست طرفا في نظام روما الأساسي.

وعلى هذه الخلفية، يأمل بوتين في تحقيق فوز كبير في العلاقات العامة ضد أوكرانيا والغرب، في محاولة لإرسال رسالة مفادها أنه على الرغم من الحرب والعقوبات الغربية، لا تزال روسيا تتمتع بقدرة كبيرة على الصمود.

الكرملين تصف القمة بأنها "من أضخم أحداث السياسة الخارجية على الإطلاق" في روسيا.

كريس ويفر، وهو خبير اقتصادي وشريك مؤسس لشركة ماركو أدفايزوري للاستشارات، يرى أن "الرسالة بوضوح هي أن محاولات عزل روسيا قد باءت بالفشل".

يقول كريس ويفر: "جانب كبير من رسالة الكرملين هو أن روسيا تقف صامدة في مواجهة العقوبات. نعلم أن هناك شروخاً عديدة تحت السطح، لكن على المستوى الجيوسياسي، روسيا تنعم بكل هؤلاء الأصدقاء وكلهم يسعى للشراكة مع روسيا".