«شريان حياة».. استكمال «النهر العظيم» ومدينة سكنية في ليبيا
نبع يفيض وشريان حياة جديد، هكذا يرى الليبيون مشروع النهر الصناعي العظيم في ليبيا الذي انطلق عام 1984، ويستكمله الجيش الوطني بعد أن مرت 40 سنة؛ لتوسيع رقعة الزراعة والمناطق السكنية.
ودشن القائد العام للقوات المسلحة في ليبيا، المشير خليفة حفتر، الخميس، مشروع الخط الجديد لمنظومة النهر الصناعي الممتد من الكفرة، جنوب شرقي ليبيا، إلى مناطق الجبل الأخضر والبطنان، شمال شرقي ليبيا.
وبجانب ذلك، أعلن القائد العام للقوات المسلحة في ليبيا، المشير خليفة حفتر، عن مشروع إنشاء مدينة سكنية متكاملة بمدينة بنغازي، شرقاً، تضم 2000 وحدة سكنية مجهزة بكل المرافق الخدمية، لتخصيصها لمهندسي ومستخدمي جهاز النهر الصناعي.
أهمية المشروع
ويعد هذا المشروع بارقة أمل جديدة للاقتصاد الليبي، الباحث عن مصادر أخرى للدخل، بدلاً من الاعتماد الرئيسي على النفط؛ حيث يقوم المشروع على نقل المياه لمناطق جديدة؛ لزيادة المساحات الزراعية وإنشاء تكتلات عمرانية حضارية.
وهذه المشروعات هى ضمن سلسلة من المشروعات القومية الضخمة التي تشهدها ليبيا، برعاية القوات المسلحة منذ نجاح الجيش في تطهير شرق البلاد ومساحات واسعة في الجنوب من العصابات الإرهابية والإجرامية بحرب "معركة الكرامة" التي بدأت عام 2014.
تاريخ مشروع النهر
النهر الصناعي العظيم في ليبيا تم وضع حجر أساسه عام 1984، ووصف بأنه أحد أهم المشروعات في العصر الحديث، وهو ينقل المياه الجوفية الغنية بها أراضي ليبيا في الجنوب إلى المناطق الزراعية والمدن كثيفة السكان في الشمال بتكلفة 35 مليار دولار، حيث يعيش نحو 80% من السكان على امتداد الساحل.
وينقل المشروع المياه من 1300 بئر على أعماق تتجاوز 500 متر من وسط الصحراء، عبر 4 أنابيب عملاقة، وتحمل هذه الأنابيب 6.5 مليون متر مكعب من المياه يومياً إلى المدن الكبرى، مثل مدن الزاوية وطرابلس وبنغازي وطبرق وسرت وإجدابيا.
وعانت المراحل التي تم إنشاؤها في سنين سابقة الإهمال والاعتداءات، بعد الفوضى الأمنية والسياسية التي ضربت ليبيا عام 2011، وكانت بعض الجماعات تقوم بوقف ضخ المياه من بعض الآبار؛ للضغط على الحكومة لتلبية مطالبها، وأخرى تقوم بسرقة النحاس من معداته؛ ما أدى لخروج بعض الآبار عن الخدمة، لكن استمر النهر في التدفق من خلال الصيانات لبعض الخطوط.
الدبيبة: ليبيا لم تشهد أي مشروع تخطيطي منذ عام 2004
قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها في ليبيا، عبدالحميد الدبيبة، إن ليبيا لم تشهد أي مشروع تخطيطي منذ عام 2004.
وأكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها في ليبيا، عبدالحميد الدبيبة، خلال مشاركته أمس الأحد، في ورشة عمل موسعة نظمتها مصلحة التخطيط العمراني، أن حكومته لن تتأخر عن الاهتمام بالتخطيط العمراني وإعطائه الأولوية في البرنامج التنموي للمرحلة المقبلة.
وشدد رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها في ليبيا، عبدالحميد الدبيبة، على ضرورة التنسيق مع وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي لاستحداث أقسام التخطيط العمراني بكليات الهندسة، لتتمكن من المساهمة في معالجة الأوضاع العمرانية التي تعيشها البلاد، واعتماد برامج تدريبية فنية للعاملين بالمصلحة لتواكب الخطة التنموية التي تستهدفها المصلحة في مشروعها التنموي.