مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

إسرائيل تشن أكبر هجوم على إيران..تفاصيل العملية وأبعادها السياسية والعسكرية

نشر
الأمصار

مع تصاعد التوترات الإقليمية، أطلقت إسرائيل ما وُصف بأكبر وأخطر هجوم على إيران في تاريخ مواجهاتهما، مستخدمةً أكثر من 100 طائرة مقاتلة وطائرات تجسس وأخرى لتزويد الوقود، في عملية دقيقة حملت اسم "أيام الحساب".

 جاء هذا الهجوم رداً على تصعيدات إيرانية سابقة ضد إسرائيل، وسعياً لتوجيه رسالة واضحة، دون إشعال مواجهة شاملة. 

وأثار هذا الهجوم تفاعلاً واسعاً في الأوساط الدولية، حيث سعت إسرائيل لتنسيق العملية لتفادي تداعيات قد تشمل أطرافًا أخرى في المنطقة.

تفاصيل العملية والاستعدادات:


في وقت متأخر من مساء الجمعة، وبينما كانت إسرائيل تتحضر لاستقبال يوم السبت، يوم الراحة اليهودي، أطلق القادة الإسرائيليون الضوء الأخضر للعملية من مقرهم العسكري في تل أبيب، تحديداً من غرفة القيادة المعروفة بـ"الحفرة".

 

 وسط أجواء متوترة وتحت غطاء من السرية التامة، صعد الطيارون الإسرائيليون إلى طائراتهم، واستعدوا لتنفيذ أكبر هجوم جوي على إيران. 

 

وقد استمر التخطيط لهذه العملية لأسابيع، بمشاركة خبراء عسكريين ودبلوماسيين، لضمان تنفيذها بدقة، وتحقيق أهدافها دون إشعال نزاع إقليمي أوسع.

تم اختيار الأهداف بعناية، بحيث تجنبت الطائرات الإسرائيلية المنشآت النفطية والنووية الإيرانية، بناءً على تحذيرات دولية وأميركية خاصة من احتمالية تداعيات واسعة إذا تم استهداف هذه المنشآت. استهدفت الضربات بطاريات صواريخ روسية الصنع من طراز إس-300 في إيران، ما أدى إلى تدميرها، بحسب تصريحات مسؤولين إسرائيليين.

التنسيق الإقليمي والدولي:


حرصت إسرائيل على تنسيق تحركاتها مع الحلفاء الدوليين، وقامت بإبلاغ الولايات المتحدة وبعض العواصم العربية والأوروبية حول تفاصيل الهجوم. 

وبعد بدء الهجوم، كانت الجهات الأميركية على اطلاع مستمر، وذلك لتجنب حدوث توتر غير متوقع بين الحليفين. 

وقد أوضح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لاحقاً أن التقارير التي تشير إلى تحذير إيران مباشرة من الهجوم عارية عن الصحة.

بالإضافة إلى ذلك، كان هناك قلق من ردود فعل إيرانية محتملة تشمل حلفاءها في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان، وحماس في غزة، ولذلك جرت اتصالات مكثفة بين وزراء الدفاع في كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، إذ أكدت الولايات المتحدة استعدادها للدفاع عن إسرائيل في حال تصاعد التوتر.

تفاصيل الضربات الجوية:


بدأت الضربات الإسرائيلية على شكل موجات متتالية، استُخدمت فيها طائرات إف-35 المقاتلة، المعروفة بقدرتها على التخفي عن الرادار.

 استهدفت الضربات مواقع حساسة، من بينها منشآت تعمل على تطوير الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، التي سبق أن استُخدمت ضد إسرائيل. 

وقد تعرضت قاعدة بارشين العسكرية، التي كانت في السابق مركزاً لتطوير الأسلحة النووية الإيرانية، لعدة ضربات دقيقة. وفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أصابت الهجمات أربع مبانٍ داخل المجمع، بما في ذلك منشآت تستخدم لإنتاج الوقود الصلب للصواريخ.

وكانت المرحلة الأولى من الهجمات تركز على تدمير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية في سوريا والعراق، لتسهيل مسار الطائرات الإسرائيلية في المراحل التالية من الهجوم. 

وذكرت تقارير أن الهجمات شُنّت من خارج المجال الجوي الإيراني، فيما أشارت إيران إلى أن الطائرات الإسرائيلية اخترقت الأجواء العراقية لتنفيذ الهجوم.

ردود الفعل الإيرانية:


في الساعات التي تلت الهجوم، أكدت إيران وقوع أضرار "محدودة"، مشيرةً إلى مقتل أربعة جنود، واحتفظت بحقها في الرد في الوقت المناسب. 

وقامت طهران بإبلاغ الدول العربية سراً بأن الهجوم الإسرائيلي قد أصاب أهدافاً بدقة عالية، مما زاد من حدة التوترات في المنطقة.

 وتراقب إيران الأوضاع عن كثب في انتظار ما إذا كانت هذه الضربات تمثل بداية لمرحلة جديدة من المواجهات.

الأهداف السياسية الإسرائيلية من العملية:


سعت إسرائيل من خلال العملية إلى تحقيق عدة أهداف؛ أولها توجيه رسالة قوية لإيران بأن الهجمات ضد إسرائيل لن تمر دون رد.

 وأوضح أحد المسؤولين الإسرائيليين أن الهجوم لم يكن يهدف إلى التصعيد، لكنه وضع إسرائيل في موقف يسمح لها بالتحرك بحرية داخل الأجواء الإيرانية إذا استمرت طهران في استفزازاتها.

 كما أن هذا الهجوم تزامن مع جهود إسرائيل لاحتواء الوضع في غزة بعد اغتيال زعيم حماس، يحيى السنوار، مما يعكس رغبة إسرائيلية في تركيز جهودها على جبهات أخرى في ظل استمرار التوترات مع إيران.

التداعيات الإقليمية والدولية:


في ظل استمرار الوضع المتوتر بين إسرائيل وإيران، ينتظر المراقبون ما ستؤول إليه الأوضاع، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات الأميركية، حيث يُتوقع أن تتأثر السياسة الخارجية الأميركية تجاه المنطقة. 

وقال العميد المتقاعد أساف أوريون إن هذه العملية، رغم خطورتها، تفتح مجالاً للطرفين لوقف التصعيد مؤقتاً حتى تتضح ملامح الوضع الإقليمي والدولي بعد الانتخابات.


انتهت العملية بعودة الطائرات الإسرائيلية إلى قواعدها دون تسجيل خسائر في صفوفها، لكنها تركت إيران أمام معضلة استراتيجيات جديدة يجب التفكير فيها. 

وتظل المنطقة على صفيح ساخن، في ظل تهديدات إيرانية بالرد المحتمل، وتخوفات من انزلاق الصراع إلى مواجهة أوسع قد تشمل قوى دولية وإقليمية.