الأزمة تتفاقم بين الصين وتايوان.. بكين تتأهب عسكريًا تحت أنظار الولايات المتحدة
من جديد عادت الأزمة فيما بين الصين وجارتها تايوان، إلى الواجهة مرة أخرى، مع إعلان الأخيرة، نشر 20 طائرة مقاتلة صينية بالقرب من حدودها، وهو ما يعزز من التكهنات بشأن التأهب الصيني لمواجهة عسكرية محتملة، تحت أنظار الولايات المتحدة التي تقف إلى جانب تايوان في مطالبها المتوالية بالحصول على استقلالها من التبعية الصينية.
وأعلنت تايوان أن الصين قامت بنشر 20 طائرة مقاتلة ومسيرة، في إطار "دورية مشتركة للاستعداد القتالي" حول تايوان.
وقالت وزارة الدفاع التايوانية إنها رصدت طائرات مقاتلة صينية ومسيرات، قرب الجزيرة لنحو 4 ساعات في إطار "الدورية المشتركة للاستعداد القتالي" لبكين مع سفن حربية.. حسبما أفادت قناة "الحرة".
يأتي هذا في وقت كانت قد أدانت بكين عملية بيع أنظمة صواريخ أمريكية وافقت عليها واشنطن لتايوان، مؤكدة أن هذه الإجراءات تضر بشكل خطير بالعلاقات الصينية الأمريكية ويعرض السلام للخطر في المنطقة.
وطالبت «وزارة الخارجية الصينية»، الولايات المتحدة بالتوقف فورًا عن تسليح «تايوان»، ووقف تحركاتها الخطيرة التي تُقوّض السلام والاستقرار في مضيق تايوان، حسبما أفادت وسائل إعلام صينية.
جاءت تصريحات المتحدث باسم الوزارة ردا على استفسار من صحفي بشأن إعلان وزارة الدفاع الأمريكية في 26 أكتوبر الجاري، أن وزارة الخارجية الأمريكية وافقت على مبيعات أسلحة لتايوان بقيمة 1.988 مليار دولار أمريكي تشمل "أنظمة صواريخ سطح-جو أمريكية متقدمة" وأنظمة رادار.
وأوضح المتحدث أن "مبيعات الأسلحة الأمريكية لمنطقة تايوان الصينية تنتهك بشدة مبدأ "صين واحدة" والبيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة، خاصة بيان 17 أغسطس 1982"، لافتا إلى أن "هذه المبيعات تمثل انتهاكا خطيرا لسيادة الصين ومصالحها الأمنية، وتضر بالعلاقات الصينية-الأمريكية وبالسلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، وتبعث برسالة خاطئة وخطيرة إلى القوى الانفصالية الساعية إلى ما يسمى استقلال تايوان".
وأعرب المتحدث عن إدانة الصين الشديدة ومعارضتها الصارمة لهذه المبيعات، لافتا إلى أن الصين قدمت احتجاجات رسمية جادة إلى الجانب الأمريكي حيال هذا الشأن.
وأوضح أن قرار الولايات المتحدة استخدام تايوان لاحتواء الصين والمساعدة في دفع أجندة ما يسمى "استقلال تايوان" من خلال تسليح تايوان، يتعارض مع تعهدات القادة الأمريكيين بعدم دعم ما يسمى "استقلال تايوان"، كما يتعارض مع جهود الجانبين لتحقيق الاستقرار في العلاقات الصينية-الأمريكية.
وأشار إلى أن الصين تحث الولايات المتحدة على التوقف الفوري عن تسليح تايوان ووقف التحركات الخطيرة التي تقوض السلام والاستقرار في مضيق تايوان.
ولفت إلى أن الصين ستتخذ إجراءات مضادة حازمة وستتخذ جميع التدابير اللازمة للدفاع بحزم عن سيادتها الوطنية وأمنها ووحدة وسلامة أراضيها.
ومن ناحيتها، اتهمت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، الصين بأن مناوراتها العسكرية «السيف المشترك 2024 بي» بالقُرب من تايوان تُزعزع الاستقرار في المنطقة وتهدف إلى «مُمارسة الضغط»، حسبما أفادت وكالة «تاس» الروسية، اليوم الثلاثاء.
وقال المتحدث باسم البنتاجون باتريك رايدر في بيان له: «نتابع باهتمام مناورات جيش التحرير الشعبي الصيني "السيف المشترك 2024 بي" حول تايوان. وتعتبر عملية ممارسة الضغط العسكري هذه غير مسؤولة وغير متناسبة ومزعزعة للاستقرار».
واعتبر البنتاجون أن الصين «قررت اغتنام الفرصة للقيام بأعمال عسكرية استفزازية».
وأكد رايدر أن الولايات المتحدة "تضمن الردع في منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، مُضيفًا أن "العالم بأسره يهتم بالسلام والاستقرار في مضيق تايوان، ونرى تزايدا لعدد الدول المتمسكة بالسلام والاستقرار في مضيق تايوان".
وتابع: "سنواصل العمل مع الحلفاء والشركاء لتفعيل رؤيتنا المشتركة لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة رغم أعمال جمهورية الصين الشعبية المزعزعة للاستقرار".
وكان الجيش الصيني أطلق مناورات للقوات البرية والبحرية والجوية حول جزيرة تايوان، تشمل محاصرة الموانئ والمناطق الرئيسية والسيطرة عليها.