إيران تتوعد إسرائيل برد قوي وواشنطن تُهدد طهران بعواقب وخيمة
توعدت «إيران» بالرد القوي على «دولة الاحتلال»، بعد الهجوم الذي شنته الأخيرة نهاية الأسبوع الماضي، ردًا على الهجمات الإيرانية الصاروخية في أوائل أكتوبر الجاري، مُحذرة من أنها «سترد بحزم وفاعلية على الضربات التي شنّتها إسرائيل على مواقعَ عسكرية في الجمهورية الإسلامية».
إيران تتوعد إسرائيل برد صارم ومُتناسب
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «إسماعيل بقائي»، في تعليقه على الهجوم الإسرائيلي الأخير على بلاده، أن «طهران ستستخدم كل الأدوات المتاحة للرد على إسرائيل بشكل صارم ومُتناسب»، قائلاً: «طهران لن تتنازل عن حقها القانوني في الرد على الكيان الصهيوني».
وأضاف بقائي: «دفاعاتنا الجوية كانت جاهزة وتمكنت من دفع الاعتداء الصهيوني»، مُؤكدًا أن إيران تدافع عن حقها دائما وهي صارمة في الدفاع عن سيادتها ومصالحها.
وحول ما يجري من تطورات في قطاع غزة ولبنان وواجبات وزارة الخارجية في هذا الشأن قال بقائي: إن «الابادة الجماعية الصهيونية مُستمرة في غزة والضفة»، مُضيفًا بدأنا نشاطات مُكثفة لإيقاف الجرائم الصهيونية في غزة ولبنان.
وذكر أن «الوزراة قد استخدمت ومازالت تستخدم كافة صلاحياتها وإمكاناتها في خلق تعبئة عالمية ضد الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في فلسطين».
وفي هذا السياق، أفاد بقائي بأن «جميع المشاورات التي أجراها وزير الخارجية في الأسابيع الأخيرة قد ركزت مباشرة على الجرائم الصهيونية في غزة ولبنان وتعبئة المجتمع الدولي لمساعدة اللاجئين ومحاولة محاسبة الكيان الصهيوني»، مُعتبرًا أن «الإفلات من العقاب هو السبب الأهم لتهور الكيان الصهيوني».
ولفت أن «الدبلوماسية والميدان يُكملان بعضهما ويمكن مشاهدة ردود الأفعال بعد العدوان الصهيوني عبر الإدانات من الكثير من دول المنطقة للعدوان».
وتابع بقائي: «إحدى نتائج النشاطات الدبلوماسية الأخيرة هي أننا توصلنا إلى نتيجة أنه على كل الدول رصد الأوضاع الجارية».
وأشار إلى أن «داعمو الكيان الصهيوني وعلى رأسهم الولايات المتحدة يتحملون مسؤولية جرائمه، وعدم محاسبة الكيان الصهيوني سيشجعه على ارتكاب مزيد من الجرائم».
حقيقة استخدام إيران السلاح النووي
وتطرق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إلى الحديث عن السلاح النووي قائلًا: «حسب فتوى أعلى شخصية دينية وسياسية في بلادنا نحن لن نبحث عن السلاح النووي أبدًا».
وفي هذا الصدد، دان المندوب الإيراني في مجلس الأمن أمير سعيد إيرواني، يوم الإثنين، ما وصفه بالأعمال العدائية الإسرائيلية ضد طهران، وانتهاكها لمبدأ السيادة وسلامة الأراضي.
وقال المندوب الإيراني: إن "الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل وإعاقتها لقرارات مجلس الأمن شجع إسرائيل على انتهاكاتها".
وأضاف: "إسرائيل وداعمتها الولايات المتحدة تتحملان المسؤولية عن التصعيد الخطير في المنطقة".
وتابع: "استمرار إسرائيل في عدوانها على إيران وغزة ولبنان يُمثل ضررًا للسلم والأمن الدوليين".
الهجوم الإسرائيلي على إيران
وفيما يتعلق بالهجوم الإسرائيلي، يوم السبت، على مواقع عسكرية في إيران ردًا على هجوم طهران الصاروخي على أراضيها في الأول أكتوبر، قال إيرواني: "دفاعاتنا الجوية تصدت لمعظم الصواريخ الإسرائيلية".
وشدد في كلمته على أن إيران تحتفظ "بحق الرد على العدوان الإسرائيلي على أراضينا، وردنا سيكون قانونيا"، داعيًا مجلس الأمن إلى إدانة الانتهاكات الإسرائيلية.
واتهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، يوم الأحد، الولايات المتحدة بالمشاركة في الضربة الإسرائيلية على إيران، مُشيرًا إلى أن المشاركة الأميركية واضحة عبر توفير ممر جوي للمقاتلات الإسرائيلية.
وأفاد وزير الخارجية الإيراني بأن "الأمريكيين قدموا ممرًا فضائيًا لسلاح الجو الصهيوني والمعدات الدفاعية التي أرسلوها لهم مُسبقًا تعتبر نوعًا من المشاركة في العمليات الأخيرة، وفي رأينا أن مشاركة الولايات المتحدة في خلق التوتر لهذا النظام في المنطقة".
أمريكا: «نُحذّر إيران من عواقب وخيمة إذا شنت هجمات أخرى على إسرائيل»
من ناحية أخرى، حذرت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة «ليندا توماس غرينفيلد»، إيران من شن هجمات أخرى على إسرائيل أو القوات الأمريكية بالشرق الأوسط، مُؤكدة أن «واشنطن لن تترد في الدفاع عن نفسها»، حسبما أفادت وكالة «رويترز»، اليوم الثلاثاء.
وقالت غرينفيلد في كلمتها خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي يوم الإثنين بشأن الضربة الإسرائيلية على إيران: إن «إيران ستواجه عواقب وخيمة إذا شنت أي هجمات أخرى على إسرائيل أو القوات الأمريكية بالشرق الأوسط».
وأضافت: «لن نتردد في اتخاذ إجراءات دفاعا عن النفس، لا ينبغي أن يكون هناك أي لبس، الولايات المتحدة لا تريد أن ترى مزيدا من التصعيد، نعتقد أن ما حدث يجب أن يكون نهاية التبادل المباشر لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران».
هذا وشنت إسرائيل غارة جوية على مواقع في إيران فجر السبت 26 أكتوبر في إطار الرد على الضربة الصاروخية الإيرانية على إسرائيل يوم 1 أكتوبر الجاري، التي وجهتها إيران بدورها ردا على اغتيال الأمين العام لـ "حزب الله" اللبناني حسن نصر الله في وقت سابق.
هذا وأكدت طهران أنها "تحتفظ بحق الرد الشرعي على هذه الهجمات الإجرامية في الوقت المناسب".
وأثار الهجوم ردود أفعال متناقضة داخل الطبقة السياسية الإسرائيلية، بين من رآه "مناسبًا"، وآخرين اعتبروه "غير كاف".
وأكدت إيران استهداف إسرائيل مواقع عسكرية حول العاصمة وفي محافظات أخرى، مُشيرةً إلى أن الغارات تسببت بـ"أضرار محدودة" لكنها أدت إلى مقتل أربعة جنود.
«الهجوم الإسرائيلي على إيران» حطم جزء من قوة الدفاع الجوي وأظهر فجوة بين الخصمين
شنت «دولة الاحتلال»، هجمات دقيقة ومُوجهة على عدة أهداف عسكرية إيرانية، بما في ذلك مواقع لتصنيع الصواريخ وأخرى للقدرات الجوية، حيث وجه «الهجوم الإسرائيلي على إيران» ضربة للعديد من الدفاعات الجوية المتطورة في طهران، وكشف عن ضعف الجمهورية الإسلامية أمام الهجمات الإسرائيلية في المستقبل مع دخول الخصمين حُقبة جديدة من المواجهة المباشرة.