آخر تطورات الانتخابات الأمريكية 2024.. تصويت بايدن وتكتيكات جديدة لهاريس وترامب
قبل أيام من الانتخابات الأمريكية احتدمت المنافسة بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب.
وتجرى الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 في الخامس من نوفمبر المقبل، في وقت حاول فيه المرشحان للمنصب الرفيع اعتماد تكتيكات جديدة، آملين أن تقودهما إلى الفوز بالمنصب الرفيع.
فماذا نعرف عن آخر تطورات الانتخابات الأمريكية 2024؟
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أدلى بصوته في التصويت المبكر بالانتخابات الرئاسية أمس الاثنين.
وفي يوليو الماضي تنحى الرئيس بايدن عن السباق إلى البيت الأبيض، مستسلما للضغوط المتزايدة من داخل حزبه الديمقراطي، معلنا تأييد نائبة الرئيس كامالا هاريس كمرشحة ديمقراطية، وأصبحت هاريس المرشحة الرئاسية للحزب لمواجهة مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب.
وكانت مناظرة دونالد ترامب مع بايدن في يونيو، التي تم بثها على شبكة «سي إن إن»، هي التي دقّت المسمار الأخير في نعش حلم الرئيس الحالي في البقاء في البيت الأبيض، حيث كانت المناظرة بمثابة كارثة بالنسبة لبايدن.
تصريحات عدائية
وبرزت خلال الأيام الأخيرة تكتيكات جديدة لكلا المرشحين من أجل كسب أكبر كتلة تصويتية، لا سيما في الولايات الأمريكية المتأرجحة.
اختارت هاريس اعتماد تكتيك مختلف يتمثل في تحفيز الناخبين بالتوجه إلى أحيائهم، وفق فريق حملتها، مع التركيز على السود واللاتينيين، بهدف جذب أكبر قدر من الأصوات في إحدى الولايات السبع الأكثر تنافسا، التي ستُرجح كفة الانتخابات. وقالت هاريس، الأحد، في فيلادلفيا "يجب ألا نستفيق في اليوم التالي للانتخابات ونشعر بالندم".
بجانب تحفيز الناخبين، تحاول هاريس (60 عامًا) انتهاج نفس مبدأ ترامب (78 عامًا) فيما يتعلق بـ"التصريحات العدائية"، ولم تترك مناسبة انتخابية إلا وأكدت من خلالها حالة "عدم الاستقرار النفسي" الذي يعاني منه منافسها، وأن سعيه نحو العودة للبيت الأبيض يهدف إلى "تكريس السلطة" في يده، مما يهدد الديمقراطية الأمريكية.
رسالة مبطنة
ومن المقرر أن تلقي هاريس، البالغة من العمر 60 عامًا، خطابها الختامي، الثلاثاء، في الموقع ذاته الذي حشد فيه ترامب أنصاره للاحتجاج على خسارته انتخابات 2020 قبل هجوم السادس من يناير/كانون الثاني 2021 على الكابيتول، حسب "فرانس برس".
وترسل هاريس رسالة مبطنة من وراء اختيار حديقة "ذي إيلبس" في منتزه "ناشونال مول" في واشنطن لتجمعها الانتخابي قبل أسبوع تماما من يوم الانتخابات، وهو المكان ذاته الذي خاطب فيه ترامب أنصاره منكراً هزيمته الانتخابية أمام بايدن، قبيل اقتحامهم مبنى الكابيتول، في إشارة للتركيز على أن ترامب يمثل خطرا حقيقيا على الديمقراطية الأمريكية.
ورغم سلسلة الأحداث غير المسبوقة التي شهدتها حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي لا تشبه أي اقتراع آخر جرى في الولايات المتحدة، تظهر استطلاعات الرأي أن النتائج بين نائبة الرئيس الديمقراطية والرئيس الجمهوري متقاربة إلى حدّ كبير.
أعداء الداخل
في المقابل، صعّد ترامب من خطابه شديد اللهجة، مع ازدياد قاعدته اليمينية حماسة إثر نجاته من محاولتي اغتيال خلال الصيف. ووصف ترامب المهاجرين بأنهم "حيوانات"، متعهدا بإقامة مخيمات ترحيل جماعية، كما هدد بتنفيذ حملة أمنية ضد معارضيه، واصفا إياهم بأنهم "أعداء الداخل".
كذلك، أكد تعهده بـ"إعادة أمريكا إلى عظمتها" مع التركيز على الاقتصاد، الذي يبقى، على غرار الهجرة، على رأس مخاوف الناخبين.
وفي مطلع الأسبوع الجاري واصل ترامب هجومه العنيف على منافسته الديمقراطية، متهما إياها بتدمير الولايات المتحدة الأمريكية، أمام حشد في ساحة ماديسون سكوير غاردن.
ويتوقع أن يرفض ترامب النتيجة في نوفمبر إذا خسر مرة أخرى، مما يثير المخاوف من إمكانية وقوع أعمال فوضى وعنف في الولايات المتحدة التي تعاني أساسا من التوتر والاستقطاب الشديدين.
سيناريوهات نتيجة الانتخابات الأمريكية 2024
وأمام اشتداد حدة المنافسة يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو جون مارك هانسن، لـ"فرانس برس"، أن النتيجة تبدو "مفتوحة على كل الاحتمالات".
وتابع هانسن "مهما تكن النتيجة سيسجل الأمريكيون فصلا جديدا في التاريخ، إذ إنهم إما سينتخبون أول امرأة على رأس القوة العالمية العظمى، أو سيختارون رئيسا سابقا أدين بتهمة جنائية ليكون القائد العام للقوات المسلحة، والرئيس الأكبر سنا على الإطلاق الذي يشغل المكتب البيضاوي".
دور الولايات المتأرجحة في حسم الانتخابات الأمريكية 2024
وتتركز الأنظار في السباق على الولايات المتأرجحة السبع التي تشهد أشد المعارك، وهي أريزونا، وجورجيا، وميشيغان، ونيفادا، وكارولاينا الشمالية، وويسكونسن، وبنسلفانيا.
وتعتمد نتيجة الانتخابات الأمريكية، التي تشهد سباقا متقاربا للغاية وغير مسبوق منذ عقود، على المرشح الذي سينجح في كسب تأييد عدد قليل من الناخبين الذين لم يحسموا قراراتهم، كما المرشح الذي سينجح في دفع قاعدته الانتخابية للتصويت.
وتتوقع استطلاعات الرأي، وفق "فرانس برس"، أيضا انقساما تاريخيا على أساس الهوية الجنسية بين ناخبي المرشحين، إضافة إلى انقسامات كبيرة بناء على العرق والسن.
وفي الأيام الأخيرة قبل الاقتراع ستنفق الحملتان مئات ملايين الدولارات على الإعلانات، بينما يعتمد الطرفان أيضا على النجوم لدعمهما.
ويوضح أستاذ الحكومة والسياسات في جامعة ميريلاند ديفيد كارول أن حملة هاريس "تدار بطريقة أفضل" على الأرض وبأموال أكثر، لكن ترامب "ما زال على الأرجح يستفيد" من ميزة داخل النظام الانتخابي الأمريكي لصالح الجمهوريين.
وأضاف "إن الحملة تشهد منافسة كبيرة، ولا يوجد سبب يدفع أي طرف للشعور بالثقة" بالفوز.