اللاجئين السوريين.. فروا من جحيم الحرب إلى إضطهاد الأتراك في تركيا
فر سوريين من جحيم الحرب لتركيا، ظنًا منهم أنها ستصبح وطنا بديلا، لكنهم اصطدموا بحالة احتقان ورفض شديد من الشعب التركي وإضطهاد وتعامل لا إنساني من الاتراك.
ووصل عدد اللاجئين السوريين إلى حوالي 6.6 مليون لاجئ، موزعين في 126 دولة، بينما عدد اللاجئين حول العالم تجاوز 80 مليون شخص حتى نهاية 2019.
ويشار إلى أن 83% من اللاجئين السوريين يتركز في دول المنطقة العربية والجوار السوري، حيث يعيش فيها نحو مليون سوري كلاجئين أو طالبي لجوء: ألمانيا 530 ألفا يمثلون خامس أكبر نسبة لاجئين في العالم، والسويد 110 آلاف، والنمسا 50 ألفا، وفقا لمركز بيو الأمريكي للأبحاث.
وأكد المركز، وجود نحو 24 ألف سوري تمت إعادة توطينهم في أوروبا بين عامي 2011 و2016.
تخصيص 600 مليون يورو
وفي عام 2020، وافق البرلمان الأوروبي على تخصيص ما يقرب من 600 مليون يورو من المساعدات الإنسانية لدعم اللاجئين السوريين في البلدان المجاورة، وكان لتركيا نصيب الأسد من هذه المساعدات، فقد منح نواب البرلمان الأوروبي 485 مليون يورو لتركيا لضمان استمرار المساعدات الإنسانية العاجلة للاجئين السوريين بها.
بالإضافة إلى مبلغ 6 مليارات يورو للاجئين التي وعد بها الاتحاد الأوروبي تركيا، كجزء من اتفاق عام 2016 للحد من تدفق المهاجرين إلى دول التكتل.
دعم الاتحاد الأوروبي
ومن جانبه أكد المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات جانيز ليناريتش، دعم الاتحاد الأوروبي اللاجئين السوريين في تركيا، طالما استمرت الاحتياجات الإنسانية.
وعلى جانب آخر، لجأ عدد من السوريين إلى تركيا، أملين في الحياة الكريمة التي وعدهم بها أردوغان، ولم يتصوروا أن كل وعود الرئيس التركي زائفة وأن مصيرهم بتركيا سيواجهه الظلم والإضطهاد.
فنحو ما يقرب من 4 مليون سوري في تركيا، يعانون من أزمات اضطهاد وتمييز ضدهم، نتيجة سياسات خاطئة لنظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي حثهم على مغادرة بلادهم ليجعل منهم ورقة ضغط على الإتحاد الأوربي.
يمثلون % 4.2 من سكان تركيا
وتركيا تستضيف نسبة 63.4 % لاجئ سوري، وهو مايقارب الأربعة ملايين لاجئ وفقا لاحصاءات الأمم المتحدة، حيث يشكّل السوريون ما يقرب من ثلث إجمالي عدد اللاجئين في العالم، وشكل هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين في تركيا أثرا كبيرا ديمغرافيا وسياسيا واجتماعيا على المجتمع التركي، فحسب الإحصاءات أصبح السوريين يمثلون % 4.2 من عدد سكان البلاد.
فيما أصبحت قضية اللاجئين السوريين في تركيا، مادة تستغلها الأحزاب المعارضة بتركيا لغايات سياسية، لعبا على وتر القومية لكسب أصوات الناخبين طالب بعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
خسائر فاضحة
وبسبب تدفق اللاجئين السوريين بأعداد كبيرة تسبب هذا في تكبد اقتصاد تركيا خسائر فاضحة، يرى الأتراك أنهم يدفعون ثمنها في الوقت الحالي، مما أدى الى تزداد التوترات وأعمال الشغب في إسطنبول.
ومن جانبهم، نظم الاتراك حملات ضد اللاجئين السوريين، استندت إلى قائمة طويلة من الاتهامات المعتادة الغير صحيحة، أبرزها أن اللاجئين السوريين يحصلون على راتب شهري ومساعدات مالية من الدولة التركية، ويدخلون الجامعات من دون امتحانات قبول، ويحصلون على مساعدات سكن وشقق سكنية بالمجان، ويرتبكون نسبة عالية من الجرائم، ولا يدفعون الضرائب، ويحصلون على امتيازات اقتصادية تفوق تلك التي يتمتع بها المواطنون الأتراك، وغيرها الكثير.
مظاهرات ضد السوريين
وفي سياق متصل تجمع مجموعة من الأتراك في شوارع مقاطعة “إيكيتيلي”، في بلدية كوتشوك شكمجة، الواقعة على الجانب الأوروبي من إسطنبول، وهم يهتفون: “أيها السوريون اخرجوا من بلادنا”، كما قام الأتراك بمهاجمة المتاجر التي يديرها مواطنون سوريون، وقاموا بتدميرها بمنتهى العنف واللاإنسانية.
اعتداء جنسي على قاصر
ولم يكتفي الأتراك بمهاجمة المحال فقط بل قاموا بترويج شائعات، حيث تم ترويج شائعة الاعتداء الجنسي المزعومة التي أثارت اندلاع أعمال عنف ضد السوريين في تركيا، حيث قام حشد من الرجال مساء 29 يونيو 2019، بمهاجمة الشركات السورية في إسطنبول في أعقاب انتشار شائعات عن اعتداء جنسي على قاصر.
ومن جهتها نفت مديرية إسطنبول، وأكدت عدم صحه ما يم تداوله من الاتراك عن قيام سوري بالإعتداء على قاصر، إلا أن الواقعة أثارت موجة واسعة من العنف في الشوارع.
حملة مداهمات واعتقالات
ويعتبر عام 2019 أحد الأعوام الفارقة لآلاف اللاجئين السوريين في تركيا، حبث بدأت ملامح الوجهه الحقيقي لتركيا تظهر للسوريين، فبعد الأسبوع الأول من يوليو 2019، قامت الحكومة التركية بحملة مداهمات واعتقالات لشبان سوريين جرى ترحيلهم إلى داخل سوريا، واستهدفت السلطات التركية في هذه الحملة جميع المخالفين في اسطنبول.
كما نفذت تركيا حملات طالت المصانع والمعامل للبحث عن سوريين مخالفين، أو سوريين يعملون في تلك المصانع دون أذونات عمل، كذلك طلبت السلطات التركية من أصحاب المحال والمطاعم السورية بضرورة استبدال لافتات محالهم ومطاعمهم التي تحتوي على كلمات من اللغة العربية باللغة التركية.
سوريون مخالفون
وأعلنت سلطات الولاية حينها، إن عدد السوريين ممن يحملون بطاقة حماية مؤقتة صادرة من اسطنبول تجاوز نصف مليون سوري، يماثلهم بالعدد سوريون مخالفون يحملون بطاقات حماية مؤقتة من ولايات ثانية أو غير مسجلين في دوائر الهجرة بالبلاد قد تم ترحيلهم.
وعلى جانب آخر وثق ناشطين ترحيل عدد من اللاجئين يحملون بطاقة حماية مؤقتة صادرة عن اسطنبول إلى محافطات أخرى أو إلى إدلب السورية، ما أثار سخطاً بين جمعيات تركية تُعنى بقضايا اللاجئين.
ويُستثنى من وضع الحماية المؤقتة السوريون الذين يتمتعون بوضع اقتصادي جيد، والذين أعطوا حق الإقامة في تركيا، حيث قدرت إحصائية صادرة عن إدارة الهجرة العامة في عام 2018 عدد السوريين الحاصلين على الجنسية التركية بـ 99 ألفا و643 سوريا، وهؤلاء يشكلون الفئة الثانية من السوريين في تركيا.
بينما أعلن وزير الخارجية التركي في عام 2019، عن منح 92 ألفا و 280 سوريا الجنسية التركية.