الأونروا تدخل بؤرة الحظر الإسرائيلي.. إدانة عربية ودولية واسعة النطاق
أثار قرار الكنيست الإسرائيلي بالموافقة على تشريع بموجبه يحظر عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) موجة واسعة النطاق من الغضب على الصعيدين العربي والدولي، مع الصلاحية التي يمنحها القرار للحد من قدرات المنظمة على تقديم الدعم للمواطنين الفلسطينيين بالأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأدانت مصر تلك الخطوة، واعتبرتها جزءا من سلسلة طويلة من الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتعكس استخفافا مرفوضا بالمجتمع الدولي والأمم المتحدة مجددة رفضها المطلق لكافة الممارسات الإسرائيلية الهادفة لتهجير السكان الفلسطينيين من أراضيهم، وتصفية حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين.
وطالبت مصر المجتمع الدولي والمنظومة الأممية وفي مقدمتها مجلس الأمن بالتصدي بصورة حازمة لهذه الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية السافرة والممنهجة مستنكرة النهج الإسرائيلي الذي لا يكتفي بارتكاب الجرائم ضد المدنيين الفلسطينيين العزل، بل ويستهدف تقييد كافة الجهود الرامية للتخفيف من المعاناة التي تخلفها السياسات والممارسات الإسرائيلية.
وشددت مصر على أن دور وكالة الأونروا لا يمكن استبداله أو الاستغناء عنه، وأنه قد آن الأوان لمجلس الأمن أن يضطلع بدوره الأساسي في حفظ السلم والأمن الدوليين محذرة من استمرار فشل المنظومة الدولية في الدفاع عن مبادئها وقيمها الإنسانية الأخذة في التآكل بفعل الممارسات الإسرائيلية وسط تخاذل دولي مؤسف.
وفي السياق ذاته، وصفت السعودية قرار حظر الأونروا، بأنه "جزء من الاستهداف الممنهج للأونروا واستمرارًا لجهود إسرائيل المحمومة لاغتيال الوكالة التابعة للأمم المتحدة سياسيا، بالإضافة إلى حربها العدوانية على الشعب الفلسطيني".
فيما وجه الرئيس الإيرلندي، ميخائيل د. هيجينز، الدعوة إلى دول الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إلى توضيح دعمهم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا محذرًا من أنه "حان الوقت لوضع حد لهذا الرعب التاريخي"، بعد أن صوت البرلمان الإسرائيلي على حظر الوكالة من العمل في الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل.
وقال هيجينز في بيان:: "أكثر من 100,000 شخص في شمال غزة، معظمهم من النساء والأطفال، محاصرون فعليًا بلا مكان آمن للذهاب إليه".
وأضاف: "في ظل الظروف التي يموت فيها الناس جوعًا، فإن الهجوم على الوكالة الأممية المسئولة عن إبقائهم على قيد الحياة يشكل فشلًا مروعًا في الدبلوماسية واستخدام الجوع كوسيلة حرب. حان الوقت لوضع حد لهذا الرعب التاريخي، كما أنه يجب أن تعيش فلسطين وإسرائيل في النهاية معًا في مناطق متجاورة".
كما أشار رئيس الوزراء الإيرلندي، سيمون هاريس، إلى أن أوروبا بحاجة إلى العثور على "الشجاعة الأخلاقية" للتحرك بشأن هذه القضية، مردفًا: "المزيد من الناس سيموتون، المزيد من الأطفال سيتضورون جوعًا، لا يوجد بديل لأونروا.. إن الإجراءات التي رأيناها في الكنيست حقًا عار مطلق.
ومن ناحيتها، أدانت البرتغال قرار الكنيست حظر أنشطة "الأونروا"، وقالت وزارة الخارجية البرتغالية، في بيان، إن "خدمات الإغاثة الإنسانية الأساسية التي تقدمها الأونروا معرضة للخطر"، مؤكدة أن البرتغال تواصل إلى جانب الأمم المتحدة والشركاء الآخرين دعمها للأونروا.