مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

زيارة فرنسا للمغرب.. مرحلة جديدة ستتوج باتفاقات تجارية كبرى

نشر
الأمصار

وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الإثنين، إلى المغرب لإجراء مباحثات مع ملك المغرب الملك محمد السادس، والعمل على توطيد العلاقات بين باريس والرباط ومسح ذاكرة الفتور التي استمرت لسنوات بين البلدين.

واستقبل الملك محمد السادس الرئيس ماكرون الذي يقوم بزيارة المملكة المغربية لمدة 3 أيام، تجرى خلالها مباحثات ثنائية مع الملك ومع رئيس الوزراء عزيز أخنوش فضلا عن إلقاء كلمة أمام البرلمان المغربي.

ماكرون في المغرب.. ما دلالات الزيارة؟

فرنسا مهدت للزيارة من خلال إعلان دعم خطة الحكم الذاتي في الصحراء ومن المتوقع تتويج الزيارة بتوقيع عدد من الاتفاقيات بين البلدين باعتبار المغرب شريك فرنسا التجاري الأول بالقارة الأفريقية.

ويترقب الجميع من هذه الزيارة تكتب فصلا جديدا من العلاقات بين المغرب وفرنسا من الناحية السياسة والدبلوماسية ، وذلك من خلال الاعتراف بمغربية الصحراء ودعم مبادرة الحكم الذاتي كما جاء في رسالة ماكرون لمحمد السادس في أغسطس من هذه السنة.

كما يتوقع من الزيارة الفرنسية، استعراض فرصا لمزيد من الشراكة الاقتصادية بين البلدين بعد الأزمة الدبلوماسية الصامتة أو مرحلة الفتور في العلاقات التي سببتها بعض الأحداث وأضرت بالمصالح الفرنسية بشكل كبير.

ماذا تنتظر الرباط من باريس؟

أهم ما يشغل بال المغرب ناحية فرنسا، هو الاعتراف بمغربية الصحراء دبلوماسيا وعلى أرض الواقع، وذلك لمحاولة إنهاء التوتر بسبب هذه الأزمة

وبالتالي تدارك المصالح التي تضررت والدفع بالشراكة الاستراتيجية بين البلدين خصوصا أن خطة الاقتصاد التي أطلقها ماكرون عام 2021 بغلاف مالي قدره 100 مليار يورو تتشكل من 4 محاور تتقاطع موضوعيا مع الاستراتيجية المغربية لسنة 2035 والنموذج التنموي المتعلق بتنويع القطاعات الصناعية وعلى رأسها قطاع السيارات وقطاع التكنولوجيا الحديثة وقطاع الطاقات المتجددة.

ويذكر، أن الغلاف المالي الذي خصصته فرنسا للطاقات المتجددة يشكل 30 بالمئة من هذا المبلغ وبالتالي هناك فرص هائلة أمام المستثمرين الفرنسيين ورجال الأعمال الذين حضروا ضمن مجموعة الكاك 40 وهي تعتبر رافعة في الاقتصاد الفرنسي.

ماكرون يجدد أمام البرلمان المغربي دعم فرنسا لـ"سيادة" المملكة على الصحراء الغربية

وبالفعل، جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، أمام البرلمان المغربي موقف فرنسا الداعم "لسيادة المغرب" على الصحراء الغربية.

 

ووعد ماكرون باستثمارات فرنسية في الإقليم المتنازع عليه مع جبهة البوليساريو، غداة إبرام البلدين عقودا بقيمة تناهز 10 مليارات يورو. وتأتي هذه الزيارة عقب استعادة العلاقات بين البلدين دفءها بعد ثلاث سنوات من التوتر. 

وأكد ماكرون ، أن الموقف الفرنسي "ليس عدائيا تجاه أحد"، وأنه "يتيح فتح صفحة جديدة بيننا، وأيضا مع كل أولئك الذين يريدون العمل في إطار تعاون جهوي".

تفاصيل الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وفرنسا

فرنسا تجمعها بالمغرب تاريخيا علاقة اقتصادية وسياسية قوية جدا، ورغم أن فرنسا لم تعادي المغرب ودعمتها سياسيا في الكثير من القضايا لكن موقفها من الصحراء كان متجاوزا".

وقد اندلعت أزمة دبلوماسية بين المغرب وفرنسا السنوات الثلاث الماضية بسبب النزاع حول الصحراء وقضايا الهجرة. لكنّ الأولوية التي خصّ بها الرئيس الفرنسي الجزائر بعد إعادة انتخابه عام 2022، قد زادَ من توتّر العلاقات بين الرباط وباريس.

واضطرت فرنسا في يوليو/تموز الماضي أن تعلن اعترافها بالمقترح المغربي حول الحكم الذاتي، واعتبرته "الإطار الذي يجب من خلاله حل هذه القضية" وهو ما أغضب الجزائر.

وأتاح هذا الموقف، الذي سبق لماكرون إعلانه في رسالة للملك محمد السادس نهاية يوليو/تموز، فتح صفحة جديدة في علاقات الحليفين التاريخيين، تزامنا مع ضغط المغرب على فرنسا لتحذو حذو واشنطن التي أعلنت أواخر 2020 اعترافها بسيادة الرباط على الصحراء الغربية.

وتشكل الصحراء الغربية -المستعمرة الإسبانية السابقة التي تصنفها الأمم المتحدة ضمن "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي"- محور نزاع بين المغرب وجبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر منذ نحو نصف قرن.

وضمت المملكة الصحراء، التي يعتبرها جزءا لا يتجزأ من أراضيها، عقب انسحاب الاستعمار الإسباني منها عام 1975، لتتأسس جبهة البوليساريو بعد عام وترفع السلاح في وجه المغرب مطالبة بانفصال الإقليم الغني بالفوسفات والثروة السمكية ويعتقد أن به مكامن نفطية. ولم يتوقف إطلاق النار إلا عام 1991، عندما تدخلت الأمم المتحدة.