مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

نساء أوكرانيا في زمن الحرب.. وظائف لا تشبه أنوثتهن

نشر
الأمصار

وراء مقود الشاحنات تجدها، وفي مهن أخرى لا تشبه أنوثتها سجلت بصمتها، وفي جبهات القتال كانت حاضرة، إنها المرأة الأوكرانية.

هالينا يافورسكا، محامية، لكنها حصلت على وظيفة ثانية لا تقل أهمية عن ذلك على الأقل.. تجميع الطائرات بدون طيار التي تشكل ركيزة أساسية لجيش أوكرانيا في الحرب.

وفي حديثها لمجلة "بوليتيكو"، تقول يافورسكا: "عندما ذهب زوجي إلى الحرب، فهمت أنني أريد أيضا أن أكون مفيدة. إنه طيار طائرات بدون طيار. لذلك، منذ حوالي عام، قررت الانضمام إلى الإنتاج الصغير لهذا النوع من الطائرات".

بدأت يافورسكا ومن معها من 10 نساء و30 رجلا، من 70 طائرة بدون طيار شهريا، والآن كما تقول، يمكنهم إنتاج بضعة آلاف في الأسبوع.

على عكس الرجال في أوكرانيا في سن القتال، تتمتع النساء بالحق في الفرار من أوكرانيا التي مزقتها الحرب، وقد فعلت الملايين ذلك بالفعل. وفق "بوليتيكو".

لكن العديد من النساء الأخريات اخترن البقاء، وبعضهن التحقن متطوعات في الجيش.

بينما تدخل أخريات لسد الثغرات في الاقتصاد الناجم عن غياب الكثير من الرجال.

وفي حين حلّت النساء محل الرجال في الوظائف من البناء إلى قيادة الشاحنات، فإنهن أيضا يشكلن حضورا كبيرا ومتناميا في شركات الدفاع، حيث يشكلن 38 في المائة من القوة العاملة في شركة الدفاع الحكومية Ukroboronprom.

ووفق يافورسكا: "لا يوجد عدد كافٍ من الناس في كل مكان الآن. أعتقد أن النساء يجب أن يتقدمن. الحرب صعبة علينا، لكنها أيضا فرصة لنا لاكتساب مهنة جديدة، لمراجعة مهاراتنا".

 

 

نساء أوكرانيات يعملن في تجميع السلاح

يافورسكا ليست وحدها

وهذا ما كانت يوليا فيسوتسكا تفعله أيضا. فهي من كبار المسؤولين التنفيذيين للمبيعات في "براكتيكا"، وهى شركة كانت قبل الحرب متخصصة في الخزائن وغيرها من المعدات لصناعة البنوك، فضلا عن الزجاج المضاد للرصاص.

وفي عام 2009، صنعت الشركة أول مركبة مدرعة من طراز كوزاك.

تقول فيسوتسكا: "في ذلك الوقت لم يكن أحد مهتما بها. لكننا واصلنا العمل عليها. لذا مع بداية الحرب، عرفنا كيف نفعل ذلك وتمكنا من إعادة توجيه إنتاجنا بسرعة".

والآن أصبحت مركبات المشاة المتحركة من طراز كوزاك على الخطوط الأمامية، وشاركت في الهجوم الأوكراني في منطقة كورسك الروسية.

في الورشة الواقعة أسفل مكتب فيسوتسكا، يقوم العشرات من الرجال الذين يرتدون معدات الحماية بصب المعدن المنصهر ليتم تشكيله في صفائح مدرعة، بينما يملأ صوت اللحام الهواء.

وبالنسبة لفيسوتسكا، التي ترأس أيضا رابطة الشركات الدفاعية الأوكرانية، وهي جماعة ضغط صناعية، فإنه "لا يوجد وقت للشوفينية الذكورية بينما تقاتل أوكرانيا من أجل حياتها".

عبء ثقيل.. ولكن "يستحق"

"لم أواجه أي شكل من أشكال التمييز الجنسي في هذه الصناعة. لدينا امرأة تقود وكالة المشتريات الدفاعية العليا، وامرأة، نائبة وزير الصناعات الاستراتيجية ... النساء يأخذن العديد من الوظائف المختلفة. وأعتقد أنه من التمييز حتى التفكير في أنه يجب أن نحظى بأية معاملة خاصة"، تتابع فيسوتسكا.

ووفقا لتقرير اتحاد أصحاب العمل الأوكراني، فإن الحاجة إلى عمال إضافيين ماسة. فمنذ بداية الحرب في فبراير 2022، فقدت أوكرانيا أكثر من 30 في المائة من قوتها العاملة، أو 5.5 مليون شخص، بسبب التعبئة والهجرة وسيطرة روسيا على جزء كبير من الأراضي.

وتؤكد هالينا يافورسكا، على ضرورة أن تلعب النساء دورا رائدا في اقتصاد البلاد. مستطردة "لأن رجالنا يحمون (أوكرانيا) ويفعلون كل شيء، وحتى لا تصل إلينا الحرب، يجب أن نساعدهم في الجبهة ونذهب إلى الدورات ونتقن مهنا أخرى أيضا".

ويافورسكا أيضا، لم تواجه تمييزا في وظيفتها الليلية الجديدة. وتعمل الآن في لحام أجزاء الطائرات بدون طيار.

وعلى الرغم من عبء العمل الثقيل، أشارت إلى أنها لا تزال تجد الوقت لصنع طائرة بدون طيار إضافية أو اثنتين لإرسالها إلى زوجها.

كما يساعدها العمل على الشعور بأنها تساهم في المجهود الحربي.

وتابعت  "هذا يساعدني. إنه أمر مثير للاهتمام، لقد تعلمت اللحام. من الصعب تجميع الطائرات بدون طيار بعد العمل، لكنه يساعدني على الشعور بالفائدة ويساعدني على عدم التفكير في كيفية أداء زوجي في جبهة الحرب في كل ثانية من وقتي. وأعتقد أن زوجات الجنود الأخريات يجب أن يفعلن ذلك أيضا".