هل تنجح مفاوضات السلام بين إسرائيل وحزب الله؟
مع تصاعد القتال بين إسرائيل وحزب الله في الأشهر الأخيرة، برزت جهود دبلوماسية جديدة لمحاولة إنهاء الصراع المستمر في المنطقة.
فعلى الرغم من التوترات العسكرية المشتعلة، تتواصل المحادثات بجدية لوقف إطلاق النار. فما هي فرص نجاح هذه المفاوضات، وما هي العوامل المؤثرة على الوضع الحالي؟
تطورات المفاوضات:
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية في 31 أكتوبر 2024 بأن المفاوضات لوقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله شهدت "تقدماً ملحوظاً". حيث ناقش المبعوث الأمريكي الخاص للبنان، آموس هوكشتاين، ومستشار الرئيس الأمريكي، بريت ماكغورك، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تفاصيل اتفاق لوقف إطلاق النار، يتضمن أيضاً استئناف المفاوضات المتعلقة بغزة.
وفقاً لموقع أكسيوس الأمريكي، يشمل الاتفاق المقترح التزام الحكومتين الإسرائيلية واللبنانية بتنفيذ كامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي أنهى حرب 2006. ينص الاتفاق على أن إسرائيل ستسحب قواتها من لبنان خلال فترة 60 يوماً بعد إعلان وقف إطلاق النار، لتقوم القوات اللبنانية بدوريات في المنطقة تحت مراقبة دولية.
عوامل النجاح المحتملة:
تشير تحليلات سياسية إلى وجود عدة أسباب تدعم هذه المفاوضات.
أولاً، قرب الانتخابات الأمريكية وضرورة إدارة بايدن تحقيق نتائج إيجابية تساعد في تحسين الصورة العامة قبل الانتخابات.
ثانياً، الخسائر البشرية والمادية الكبيرة التي عانت منها إسرائيل في الجبهات الجنوبية، مما جعلها تتطلع إلى تهدئة الوضع. ثالثاً، تصاعد الاحتجاجات الداخلية في إسرائيل ضد حكومة نتنياهو، ما يعكس تململ الشعب من استمرار الصراع.
في سياق متصل، يعتبر الدكتور سهيل دياب، خبير في العلوم السياسية، أن الوضع الإقليمي قد تغير بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، حيث أصبح هناك مزيج من التحركات الدبلوماسية والعمليات العسكرية. ويشير إلى أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الإنسانية والاقتصادية في لبنان.
معوقات محتملة:
مع ذلك، تبقى هناك تحديات تعرقل إمكانية تحقيق السلام. من ضمنها عدم قبول حزب الله لشروط الاتفاق المقترحة، خاصة فيما يتعلق بالتحليق الجوي الإسرائيلي فوق لبنان.
ويرى المحلل الإسرائيلي إيلي نيسان أن هناك مقاومة قوية في الحكومة الإسرائيلية للموافقة على أي تعديل للأوضاع، مما قد يعقد عملية التوصل إلى اتفاق.
من جهة أخرى، يظهر في الساحة اللبنانية توافق عام على ضرورة وقف الحرب. فمع استمرار القتال، تزداد حالة التوتر بين مختلف الأطراف. يتفق العديد من السياسيين اللبنانيين على أن الأولوية يجب أن تكون لوقف القتال وتحديد سبل فعالة لتنفيذ قرار 1701.
مقارنة بين لبنان وإسرائيل في القدرات العسكرية
وتتفوق إسرائيل في عدد الجنود النشطين في الخدمة بـ170 ألف عنصر مقابل 60 ألف عنصر في لبنان.
- إسرائيل تتفوق في حجم الاحتياطي الذي يبلغ 456 ألف جندي مقابل 35 ألف جندي فقط في لبنان.
- لبنان تتفوق في عدد القوات شبه العسكرية بـ60 ألف عنصر مقابل 35 ألف لإسرائيل.
- ترصد إسرائيل ميزانية دفاعية ضخمة للغاية تصل إلى 24 مليار و400 مليون دولار أمريكي مقابل 995 مليون دولار للبنان.
- سلاح الجو:
تمتلك إسرائيل 612 طائرة عسكرية بينها 241 مقاتلة فيما يملك لبنان 81 طائرة عسكرية بدون أي مقاتلة.
تملك إسرائيل 42 مطارا عسكريا مقابل ٨ في لبنان.
- الدبابات:
تمتلك إسرائيل 1370 دبابة و43 ألفا و407 مدرعات مسلحة مقابل 204 دبابة و4 آلاف 522 مدرعة مسلحة في لبنان.
- البحر:
تتفوق لبنان بـ69 قطعة بحرية دون أي غواصة مقابل 67 قطعة بحرية بينها 5 غواصات تمتلكها إسرائيل.
مقارنة شاملة بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي.. تحليل القدرات العسكرية
تزداد وتيرة التصعيد الإسرائيلي في لبنان، بما يشمل ضربات جوية وصاروخية في مناطق متفرقة، ما يضع الطرفين على حافة حرب شاملة.
ذلك التصعيد الحاصل بين حزب الله وإسرائيل، ظل الجيش اللبناني طرفا غير فاعل فيه -حتى اللحظة.
وفي هذا السياق، تبرز أهمية المقارنة بين الجيشين الإسرائيلي واللبناني؛ سواء من حيث عدد الجنود في الخدمة، والآليات العسكرية والمقاتلات، وغيرها من محاور التباين بين الطرفين.
وتستند هذه المقارنة إلى إحصاءات موقع "غلوبال فاير باور" المعني برصد وترتيب القوى العسكرية عالميا.
في ظل هذه الظروف، يتساءل البعض عن مدى إمكانية توحيد الجبهات ضد إسرائيل في حال استمرت الحكومة اللبنانية في الضغط على حزب الله. فبينما يعتبر البعض أن المصلحة الوطنية اللبنانية تقتضي إنهاء الصراع، هناك من يرى أن التحركات الإسرائيلية قد تؤدي إلى تصعيد الأوضاع.
في الوقت الذي تجري فيه المفاوضات لوقف القتال بين إسرائيل وحزب الله، يبدو أن الوضع لا يزال هشًا. تتداخل العوامل السياسية والعسكرية والدبلوماسية بشكل يجعل من الصعب التنبؤ بمستقبل العلاقات بين الأطراف المعنية.
مع ذلك، تبقى الآمال معلقة على قدرة الدبلوماسية في تحقيق السلام، خاصة مع وجود دعم دولي لاستقرار المنطقة. بينما يستمر الحوار، تظل أعين العالم مشدودة نحو تطورات الموقف، متمنية أن تحمل الأيام القادمة أخبارًا أكثر تفاؤلاً.