مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

هل ستؤدي إلى مزيد من التصعيد؟.. أمريكا تتهم إيران بمحاولة اغتيال "ترامب"

نشر
الأمصار

وجهت وزارة العدل الأمريكية الجمعة بيانا تعلن فيه اتهام عميل لإيران من أصل أفغاني بصلته بمخطط هدف لاغتيال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أمر به الحرس الثوري الإيراني في شهر أكتوبر الماضي.

 

 والسبت أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بيانا شددت فيه على أن هذا الزعم "مؤامرة مقززة من قبل الأوساط الإسرائيلية والمناهضة لإيران لتعقيد القضايا بين الولايات المتحدة وإيران".

لائحة الاتهام

حيث أفاد المدعون الفيدراليون في مانهاتن- وذلك وفقًا للائحة اتهام تم الكشف عنها- بأن مؤامرة الاغتيال المزعومة كانت بتكليف من الحرس الثوري الإيراني، وأن أحد العملاء الإيرانيين أمر بالتركيز على مراقبة ترامب واغتياله.

وتستمر القصة، حيث قام أحد العملاء بأخبار مسؤولًا في الحرس الثوري بأن تنفيذ الخطة سيكلف مبلغًا كبيرًا من المال، لكن المسؤول رد قائلًا: "لقد أنفقنا بالفعل الكثير من المال، وليس المال مشكلة".

وكشفت لائحة الاتهام أيضًا عن مؤامرة أخرى مزعومة لاغتيال الناشطة الحقوقية الإيرانية الأمريكية، ماسيح ألينجاد، وهي ناشطة معروفة بنقدها لقمع المرأة في إيران.

ووفقًا للائحة الاتهام؛ فإن الرجل المتهم بالتخطيط لاغتيال ترامب وألينجاد هو فرهاد شاكري.

من هو فرهاد شاكري؟

فرهاد شاكري، هو مواطن أفغاني هاجَرَ إلى الولايات المتحدة في صغره. قضى "شاكري" 14 عامًا في سجون ولاية نيويورك بعد إدانته بالسرقة، وتم ترحيله في عام 2008 بعد انتهاء فترة سجنه.

ويواجه "شاكري"- الذي يُعتقد أنه يقيم حاليًا في إيران- تهمًا بالتواطؤ لارتكاب جريمة قتلٍ مأجور، والتآمر لارتكاب جريمة قتل مأجور، والتآمر لانتهاك العقوبات الأمريكية على إيران.

ووصفت وزارة العدل الأمريكية شاكري (51 عاما) بأنه تابع للحرس الثوري الإيراني يقيم في طهران. وقالت إنه هاجر إلى الولايات المتحدة عندما كان طفلا قبل ترحيله في عام 2008 بعدما قضى 14 عاما في السجن بتهمة السرقة. وقال ممثلو ادعاء إن شاكري طليق ويُعتقد أنه موجود في إيران. ووصفت وزارة العدل شاكري بأنه "أحد أصول الحرس الثوري الإيراني المقيم في طهران".

كارلزل ريفرا وجوناثان لوداهولت

واعتُقِل رجلان آخران متهمان بالمشاركة في المؤامرة، وهما كارلزل ريفرا وجوناثان لوداهولت، وهما الآن رهن الاحتجاز في نيويورك، وقد أدانت الناشطة ألينجاد هذه المحاولات المتكررة لاغتيالها، قائلة: "يبدو أن نشاطي يؤذيهم كثيرًا لدرجة أنهم حاولوا التخلص مني للمرة الثالثة. إنها محاولة لقتل مواطن أمريكي على الأراضي الأمريكية".

ما سبب التوتر بين إيران وترامب؟

قد انسحب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران خلال فترة رئاسته الأولى، وفرض أكثر من 1500 عقوبة عليها؛ بما في ذلك العقوبات على مبيعات النفط والبنوك؛ مما أضعف الاقتصاد الإيراني. كما أمر ترامب باغتيال قائد عسكري إيراني، وهو اللواء قاسم سليماني، الذي كان مصنفًا كإرهابي.

وعن المحاولة الأخيرة لاغتيال ترامب، في أكتوبر الماضي، نفت إيران هذه المزاعم؛ حيث وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بغائي، الاتهامات بأنها لا أساس لها من الصحة.

يأتي ذلك، في الوقت الذي تعاني فيه العلاقات الأمريكية الإيرانية توترًا متزايدًا، حيث اتهمت الولايات المتحدة إيران بتصعيد خططها للعنف داخل الولايات المتحدة؛ بما في ذلك استهداف الرئيس المنتخب ترامب، الذي يعتبره الإيرانيون عدوًّا لهم.

رد إيران

من الصعب التأكد من صحة هذه المزاعم، خاصة مع نفي إيران لها؛ لكنها بالتأكيد تُسَلط الضوء على التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وإيران، وتثير التساؤلات حول مدى جدية هذه المؤامرات المزعومة.

وهل ستؤثر هذه المزاعم على العلاقات الأمريكية الإيرانية؟ وهل ستؤدي إلى مزيد من التصعيد أم أنها مجرد محاولة لتخويف الطرف الآخر؟ هذه الأسئلة وغيرها تطرح نفسها في ظل هذه الاتهامات الخطيرة.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها الناشطة ألينجاد لمحاولات الاغتيال. ففي عام 2022، وجّهت السلطات الأمريكية اتهامات لمسؤول كبير في الحرس الثوري الإيراني وعدة رجال آخرين مرتبطين بالحكومة الإيرانية، للتخطيط لاغتيال ألينجاد. وفي تلك القضية، تم اعتقال رجل خارج منزلها وهو يحمل بندقية هجومية من طراز AK-47، وفي عام 2021 تم توجيه اتهامات لأربعة إيرانيين بالتآمر لاختطاف ألينجاد ونقلها إلى إيران.

وأثارت هذه المزاعم ردود فعل متباينة؛ حيث أعرب البعض عن قلقهم إزاء سلامة الرئيس المنتخب ترامب والناشطة ألينجاد؛ في حين شكك آخرون في صحة هذه الاتهامات؛ معتبرين أنها قد تكون مجرد محاولة لتشويه صورة إيران أو لتعزيز أجندة سياسية معينة.

ومن المتوقع أن تستمر التحقيقات في هذه القضية، وأن يتم الكشف عن مزيد من التفاصيل في الأيام والأسابيع القادمة.

وتسلط هذه القضية الضوء على التوترات السياسية والأمنية بين الولايات المتحدة وإيران، وعلى مدى تعقيد العلاقات بين البلدين. فمن جهة هناك اتهامات خطيرة بمؤامرات الاغتيال، ومن جهة أخرى، هناك نفي إيراني وتساؤلات حول صحة هذه المزاعم.