الكويت تستقبل محمد بن زايد بحفاوة استثنائية.. لوحة حب تعكس أواصر الأخوة
شهدت الكويت، استقبالًا استثنائيًا لرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي وصل إلى الكويت في "زيارة دولة" تعزز الروابط التاريخية بين البلدين.
وأبرزت الكويت تقديرها الكبير للشيخ محمد بن زايد عبر مراسم استقبال رسمية وشعبية مهيبة، عكست متانة العلاقات الأخوية.
استقبال مهيب ورمزي
وبمجرد دخول طائرة الشيخ محمد بن زايد الأجواء الكويتية، رافقتها سرب من الطائرات العسكرية الكويتية، في استعراض ترحيبي مميز، امتدادًا لاهتمام دولة الكويت بضيفها الكبير.
وعند وصول الطائرة إلى المطار الأميري، كان في مقدمة المستقبلين أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، حيث عُزف النشيدان الوطنيان للإمارات والكويت، واصطفت فرق حرس الشرف تكريمًا لرئيس الإمارات.
رسائل الترحيب في الشوارع
وفي مشهد يعكس التقدير الشعبي لرئيس الإمارات، تزينت شوارع الكويت بأعلام البلدين، وزهت برسائل ترحيبية على اللافتات الإلكترونية، مثل "الإمارات في قلب الكويت"، و"مرحبًا بضيف الكويت الكبير"، ليكتمل المشهد بلوحات زينت الطرقات والميادين.
احتفاء شعبي وجماهيري
واصطف الأطفال على جانبي الطريق ملوحين بأعلام الإمارات والكويت، مرددين عبارات ترحيبية، فيما أطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبية لحظة وصول الموكب إلى قصر بيان.
وقد شاركت فرق الفنون الشعبية بأهازيج ولوحات تراثية ترحب بالضيف الكبير وتظهر عمق العلاقات بين الشعبين.
ترحيب إلكتروني واسع
وواكب الاحتفاء الإلكتروني هذه الزيارة المميزة، حيث تصدر وسم "الكويت ترحب بمحمد بن زايد" منصة إكس (تويتر سابقًا) بالكويت.
وتناقل المغردون رسائل حب وترحيب، واصفين الشيخ محمد بن زايد بأنه "زعيم استثنائي وضيف كبير"، مؤكدين على مكانته الخاصة بين الكويتيين.
تعزيز العلاقات المشتركة
وتأتي هذه الزيارة بعد زيارة "دولة" قام بها أمير الكويت إلى الإمارات في مارس الماضي، ضمن سلسلة من الزيارات الرسمية المتبادلة التي تسلط الضوء على الأهمية الكبيرة للعلاقات الثنائية بين البلدين.
ومن المقرر أن يناقش الشيخ محمد بن زايد مع أمير الكويت سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري ومجالات التنمية، بما يخدم مصلحة الشعبين ويسهم في استقرار المنطقة.
وبهذا الاستقبال البهيج، تؤكد الكويت والإمارات على أن علاقتهما تتجاوز البروتوكولات الدبلوماسية، لتجسد عمق الأخوة والارتباط الوثيق بين القيادتين والشعبين الشقيقين.
وتمثل العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة الكويت نموذجاً فريداً للعلاقات بين الدول الشقيقة والروابط الأخوية العميقة التي تجمع بين الشعوب، وتتشارك الدولتان أهدافاً وطموحات وأولويات مشتركة.
وهناك زيارات متبادلة بين قيادتي ومسؤولي دولة الإمارات والكويت تبرز حرص البلدين على دفع العلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب من التعاون المثمر بين الجانبين.
وتأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى الكويت بعد 8 شهور من زيارة أجراها الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت للإمارات 5 مارس/آذار الماضي.
تعزيز الشراكة
وتخللت هاتين الزيارتين واستبقتهما زيارات متبادلة لمسؤولين رفيعي المستوى بين البلدين، في إطار الحرص على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين بدعم ورعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت.
وضمن أحدث تلك الزيارات أجرى الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، على رأس وفد رفيع المستوى، زيارة رسمية لدولة الكويت 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي التقى خلالها أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
وتم خلال اللقاء استعراض تطور العلاقات الثنائية التي جمعت الدولتين على مدار عقود طويلة، وما تشهده الشراكة الاستراتيجية بين البلدين من نمو مستمر على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وما ينتظرها من مزيد التطور خلال المرحلة المقبلة في ضوء الأهداف والرؤى المشتركة لمستقبل التنمية الشاملة في البلدين، وطموحاتهما للمرحلة المقبلة.
العلاقات الإماراتية الكويتية
وتمثل العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة الكويت نموذجاً فريداً للعلاقات بين الدول الشقيقة والروابط الأخوية العميقة التي تجمع بين الشعوب، وتتشارك الدولتان أهدافاً وطموحات وأولويات مشتركة، في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت.
وتمتاز العلاقات الإماراتية الكويتية بالمتانة والرسوخ، وشهدت تطوراً ملحوظاً على مدى العقود الماضية، وتعاوناً في مجالات بارزة، منها التعاون السياسي، والاقتصادي والتجاري، والتعاون العسكري والأمني، والعلاقات الثقافية والتعليمية، ما أسفر عن توقيع عشرات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة بين البلدين.
وتنطلق علاقات البلدين الشقيقين من روابط قوية متأصلة وتاريخ مشترك، وتدعم أواصرها الزيارات المشتركة بين قيادة البلدين، ما أعطاها قوةً وزخماً للمضي قُدماً لتحقيق ما فيه مصلحة البلدين.
وتتميز العلاقات الإماراتية الكويتية، بأنها علاقة قديمة تعود لأكثر من ستة عقود، وزادت العلاقة الأخوية بين البلدين بفضل السياسة الحكيمة للمغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ جابر الأحمد الصباح.
التبادل التجاري
بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين دولة الإمارات ودولة الكويت في عام 2023 نحو 45 مليار درهم، مقارنة بـ 44.1 مليار درهم في عام 2022، ليعكس النمو المستمر تعميق العلاقات الاقتصادية بين البلدين، والذي شهد تعزيزًا مستمرًا على مدار السنوات الماضية.
وبحسب بيانات وزارة الاقتصاد، وصل إجمالي حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الإمارات والكويت منذ العام 2010 وحتى نهاية 2023 إلى نحو 409 مليارات درهم، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين بواقع 5 أضعاف من 7.422 مليار درهم في 2010 إلى 45 مليار درهم في 2023.
وتفصيلاً حول التبادل التجاري غير النفطي، سجل العام 2010 نحو 7.422 مليار درهم، ليرتفع بشكل ملحوظ إلى 19.4 مليار درهم في 2011، و20 مليار درهم في 2012، وينمو إلى 23.3 مليار درهم في 2013، ثم 25.7 مليار درهم في 2014، و26 مليار درهم في 2015.
كما بلغ 25.8 مليار درهم في 2016، و25.4 مليار درهم في 2017، ليقفز بشكل ملحوظ إلى 39.3 مليار درهم في 2018، و38.9 مليار درهم في 2019، بينما سجل 30 مليار درهم في 2020، وقفز مجدداً إلى 38.5 مليار درهم في 2021، ليرتفع إلى 44.1 مليار درهم في 2022، ثم 45 مليار درهم في 2023.
وفي الفترة من 2019 إلى 2023 بلغت الاستثمارات المتدفقة من دولة الإمارات إلى الكويت نحو 4 مليارات درهم (1.087 مليار دولار)، بينما بلغت الاستثمارات المتدفقة إلى دولة الإمارات من الكويت نحو 715.5 مليون درهم (194.7 مليون دولار) خلال الفترة ذاتها.
وتضم الإمارات 1702 علامة تجارية كويتية مسجلة، و13 وكالة تجارية كويتية مسجلة، و15 شركة كويتية مسجلة، ومن أهم قطاعات الاستثمار الكويتي في الإمارات، الأنشطة المالية والتأمين والصناعة التحويلية والأنشطة العقارية والمعلومات والاتصالات، إضافة إلى تجارة الجملة والتجزئة والتعدين واستغلال المحاجر والتشييد والبناء وخدمات الإقامة والطعام والنقل والتخزين والأنشطة المهنية والعلمية والتقنية وأنشطة الخدمات الإدارية وخدمات الدعم.
أما أهم قطاعات الاستثمار الإماراتي في الكويت، صناعة الكابلات وصناعة الأدوية ومستحضرات التجميل وصناعة الإسمنت وتجارة الجملة والتجزئة، إضافة إلى التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي والأنشطة العقارية والقطاع المالي والمصرفي، فضلاً عن العلاقات العامة والتسويق والدعاية والإعلان والسياحة والسفر والبناء والتشييد.