أوقفوا الإبادة الجماعية للأمهرة.. مظاهرات ضد حكومة إثيوبيا في ألمانيا
نظمت الجاليات الأمهرية الإثيوبية مظاهرة كبيرة يوم السبت في فرانكفورت بألمانيا، لرفع مستوى الوعي بشأن ما وصفته بعمليات القتل الجارية لعرقية الأمهرة، والتي وصفها نشطاء بالإبادة الجماعية.
كان الإقبال على مظاهرة فرانكفورت كبيرا، حيث ردد المتظاهرون شعارات باللغة الألمانية وحملوا لافتات باللغة الإنجليزية، وكان أحد الشعارات يقول، "أوقفوا الإبادة الجماعية للأمهرة!".
وفي وقت سابق من الأسبوع، اندلعت احتجاجات مماثلة في الولايات المتحدة وكندا، ونزل الآلاف إلى الشوارع في كالجاري لمعارضة الصراع الدائر في منطقة الأمهرة الإثيوبية وقتل المدنيين، وفي الولايات المتحدة، أقيمت مظاهرة كبرى في واشنطن العاصمة وأخرى ضخمة في سياتل.
وقال المحتجون، إنه على الرغم من مقتل الآلاف من المدنيين في منطقة الأمهرة –وهو عدد من القتلى يتجاوز عدد القتلى في الصراعات الأخيرة في الشرق الأوسط وحتى أوكرانيا– إلا أن المجتمع الدولي ظل صامتا إلى حد كبير.
وقد أفادت منظمات حقوق الإنسان المرموقة عن عمليات قتل خارج نطاق القضاء وهجمات بطائرات بدون طيار في المنطقة.
ففي هذا الأسبوع فقط، وردت أنباء عن مقتل ما لا يقل عن 70 مدنيا في غارات بطائرات بدون طيار في موقعين بالقرب من دوربيتي وأرماتشيهو في منطقة أمهرة، وإصابة العشرات.
وكان من بين الضحايا أطفال ونساء وشيوخ، كما قُتلت امرأتان حاملان على الأقل عندما ضربت إحدى الطائرات بدون طيار منشأة صحية، وورد أن الضحايا كانوا في المستشفى لتلقي رعاية الأمومة.
ودعا مجتمع الشتات الأمهري الإثيوبي في أوروبا وأمريكا الشمالية المجتمع الدولي إلى التحدث ضد العنف.
وكانت الحرب قد اندلعت في منطقة أمهرة في أغسطس 2023 بعد إعلان الحكومة الفيدرالية الإثيوبية بقيادة رئيس الوزراء أبي أحمد قرارا بنزع سلاح مليشيات فانو الأمهرية، وأشارت في البداية إلى أنها ستكمل العمليات العسكرية في غضون أسابيع قليلة.
ومع ذلك، بعد أكثر من عام ونصف، لا يزال الصراع مستمرا، وبحسب ما ورد أصبحت قوات فانو أقوى، ومسلحة بالأسلحة التي استولت عليها من القوات الحكومية.
وقد تزايدت عمليات قتل المدنيين في ظل تعرض قوات الدفاع لانتكاسات عسكرية في عدة أجزاء من المنطقة، وفقا لناشطين على صلة بأمهرة. كما انتقد مسؤولون حكوميون علنا سكان المنطقة لدعمهم لقوات فانو.
إثيوبيا.. تصاعد الاشتباكات بين القوات الفيدالية ومليشيات فانو بالقرب من أديس أبابا
تستمر المعارك العنيفة على مشارف أديس أبابا - عاصمة إثيوبيا، حيث تواجه قوات الحكومة الفيدرالية مليشيات فانو المتمردة، ما جعل الحكومة تنشر قوات إضافية لتأمين المدينة والمناطق المحيطة بها.
كانت ميليشيات فانو تزحف باتجاه عاصمة إثيوبيا على مدار الأيام الماضية، وتشن هجمات مضادة ضد التعزيزات الحكومية.
وفي محاولة لتعزيز دفاعات المدينة، ورد أن حكومة إثيوبيا، زادت من وجود القوات الفيدرالية في أديس أبابا، والتي تعد أيضا المقر الرئيسي للاتحاد الأفريقي، وقد أدى الاضطراب إلى تعطيل الحركة عبر مناطق متعددة داخل إثيوبيا.
تعمق هذا الصراع المستمر في إثيوبيا منذ عام 2020 عندما أشعلت الخلافات حول الانتخابات الإقليمية في تيغراي أعمال عدائية بين القوات الإقليمية والفيدرالية، ثم انتقل الصراع إلى إقليم أمهرة المجاور.
أزمة الملاريا في إثيوبيا تتفاقم بولاية أمهرة.. إصابة 600 ألف بـ90 يومًا
تشهد ولاية أمهرة في إثيوبيا أزمة صحية خطيرة بسبب انتشار وباء الملاريا، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 50 ألف حالة إصابة جديدة خلال أسبوع واحد فقط، ليصل الإجمالي إلى حوالي 600 ألف حالة خلال ثلاثة أشهر.
دفع هذا الوضع المقلق معهد أمهرة للصحة العامة إلى إصدار بيان يحذر من الانتشار السريع للمرض.
تفاصيل انتشار الملاريا في ولاية أمهرة
بحسب معهد أمهرة للصحة العامة، فإن 72% من حالات الملاريا تتركز في 40 مقاطعة في الولاية، مما يعكس خطورة الوضع. منذ عام 2017، شهدت المنطقة ارتفاعًا كبيرًا في حالات الإصابة بالملاريا، حيث أظهرت الإحصائيات زيادة بنسبة 65.8% في عدد الحالات مقارنة بالسنة المالية السابقة.
وأكد بيلاي بيزابه، المدير العام لمعهد أمهرة للصحة العامة، أن أكثر من 1.5 مليون شخص تأثروا بالملاريا في السنة المالية السابقة، مما يدل على التحديات المستمرة التي تواجهها المنطقة.
ووفقًا للمعهد، فإن الظروف المناخية الملائمة لتكاثر البعوض، والتي تزامنت مع موسم الأمطار، تعتبر من العوامل الرئيسية وراء هذا الارتفاع الكبير في الإصابات.
التحديات الأمنية وتأثيرها على مكافحة الملاريا
التحديات الأمنية المستمرة في ولاية أمهرة تعيق جهود الوقاية والعلاج من الملاريا. وقد أشار بيزابه إلى أن هذه الاضطرابات يمكن أن تؤدي إلى نقص في الأدوية الأساسية، مما يهدد حياة المواطنين.
فالتوترات السياسية والنزاعات المسلحة تعرقل الوصول إلى مناطق معينة، مما يؤثر سلبًا على توزيع الأدوية والعلاج.
كما أن ظروف الحياة الصعبة الناتجة عن النزاعات تؤدي إلى ضعف الوعي بين المواطنين بشأن طرق الوقاية من الملاريا، مما يزيد من انتشار المرض.
ومن المهم أن يكون لدى المجتمعات المحلية المعرفة الكافية بأعراض المرض، حتى يتمكنوا من طلب العلاج في الوقت المناسب.
جهود الحكومة لمواجهة الوباء
استجابة لهذه الأزمة، أعلن المعهد عن إطلاق "حملة مكافحة البيئة المجتمعية" التي من المقرر أن تبدأ في 27 أكتوبر 2024.
وتهدف الحملة إلى إشراك المجتمعات المحلية في جهود الوقاية، من خلال تصريف المياه الراكدة، وتنظيف الخنادق، وحرق القمامة، وتعزيز استخدام الناموسيات.
وسيتم أيضًا زيادة الوعي بأعراض الملاريا وطرق الوقاية، مما يعد خطوة ضرورية في مواجهة هذا الوباء.
وصرحت دامتي لانكير، منسقة برنامج الملاريا، بأن هذه الجهود تهدف إلى تقليل انتشار المرض وتحسين صحة المجتمع.