1000 يوم من الحرب الروسية الأوكرانية.. دمار هائل وأزمة إنسانية
مع دخول الحرب الروسية الأوكرنية يومها الألف رسمت تلك الحرب جوانب هامة من طبيعة التفاعلات الميدانية على الساحة الأوكرانية، بتحولاتها المرحلية، والتي يمكن الاستنتاج منها أن تلك المرحلة لا تعد سوي فصل من فصول قادمة ستواصل فيها روسيا عملياتها العسكرية في دول أخرى ولربما تجتاح أوروبا .
على عكس كل التوقعات، صمدت القوات الأوكرانية لمدة "1000" يوم أمام الهجمات الروسية المتتالية، وبالنسبة للبعض أصبحت أوكرانيا تحارب من أجل أوروبا كلها، وليس من أجل استقلال أوكرانيا والحفاظ على وحدة أراضيها، بل من أجل النظام العالمي السلمي، على حد وصف مسئولين غربيين.
وأسفر ألف يوم من الحرب في أوكرانيا عن حصيلة مروعة من الخسائر، بحسب الأمم المتحدة، حيث قُتل أكثر من 11 ألف مدني وجُرح أكثر من 22 ألفًا.
ومن بينهم نساء وأطفال وكبار السن، بالإضافة إلى ذلك، تضرر أو دُمر أكثر من 30٪ من المناطق السكنية في البلاد، فضلًا عن المدارس والمستشفيات وغيرها من المرافق المهمة.
فيما أجبرت الحرب ملايين الأوكرانيين على الفرار من منازلهم. ووفقًا لأحدث البيانات، لا يزال حوالي 8 ملايين شخص لاجئين داخل البلاد وخارجها، وهو ما يمثل تحديات اجتماعية واقتصادية خطيرة.
وقد كشفت العديد من المؤتمرات وخاصة في مقر الأمم المتحدة في جنيف، أنه : "فيما نقترب من فصل الشتاء ومرور 1000 يوم على الغزو الشامل من قبل الاتحاد الروسي عام 2022، نفكر في أكثر من 12 ألف شخص قُتلوا. لقد دُمرت البنية التحتية المدنية مع وقوع أكثر من 2000 هجوم على منشآت الرعاية الصحية وإلحاق أضرار بمليوني منزل".
ويحتاج ما يقرب من أربعة من كل عشرة أشخاص في أوكرانيا إلى مساعدات إنسانية، لكن أحد أكثر المخاوف إلحاحا يتعلق بالأشخاص الذين يعيشون في العمارات المرتفعة الذين يواجهون شتاء باردا للمرة الثالثة على التوالي، بسبب "الهجمات المنهجية" على البنية التحتية للطاقة.
وأكدت نقارير إن 65% من قدرة إنتاج الطاقة في أوكرانيا قد دُمر حتى الآن". حيثما أمكن، تقوم فرق المساعدات التابعة للأمم المتحدة والشركاء بتوفير الوقود الصلب والملابس الدافئة للمجتمعات الضعيفة، لكن الوضع أكثر خطورة بالنسبة للعدد الهائل من الأشخاص الذين يعيشون في المباني السكنية.
وتحدثت تلك التقارير عن صعوبة توصيل كميات كبيرة من الوقود الصلب إلى مبنى شاهق، وقال إن الملاجئ الجماعية في المدن والبلدات التي توفر وجبات دافئة وحمامات للاستحمام ومشروبات ساخنة جهد مرحب به، لكنها "ليست كافية".
النزوح الجماعي
"قد يكون هذا بمثابة نقطة تحول تجبر مزيدا من الناس على النزوح الجماعي داخل البلاد وخارجها. لذا، فإن الأمر لا يتعلق فقط بالحلول التقنية، بل يتعلق بحثّ المجتمع الدولي على القيام بدوره لوقف هذه الحرب".
حتى الآن، وصلت الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية والمنظمات التطوعية إلى 7.2 مليون شخص في أوكرانيا بنوع واحد على الأقل من المساعدات، وذلك بفضل 1.8 مليار دولار تم تلقيها للاستجابة الإنسانية.
للتحضير لفصل الشتاء وتلبية الاحتياجات الطارئة لـ 1.8 مليون شخص حتى آذار/مارس من خلال تسليم الوقود الصلب وضمان استمرار عمل أنظمة المياه وتوفير الإغاثة النقدية، تحتاج الأمم المتحدة والشركاء إلى 500 مليون دولار.
مجموعة السبع تؤكد دعمها لأوكرانيا
اعتبرت دول مجموعة السبع، السبت، أن موسكو هي "العقبة الوحيدة أمام سلام عادل" في أوكرانيا، في بيان صدر مع مرور ألف يوم على بدء الحرب الروسية الأوكرانية.
وأكد زعماء المجموعة تعهدهم بمواصلة فرض تدابير باهظة التكلفة على روسيا، من خلال فرض عقوبات وضوابط تصدير وغيرها من التدابير، وتعهدوا بدعم كييف مهما تطلب الأمر.
وجاء في البيان الصادر عن إيطاليا التي تتولى الرئاسة الدورية لمجموعة السبع أن "روسيا تبقى العقبة الوحيدة أمام سلام عادل ودائم"، مضيفا أن "مجموعة السبع تؤكد التزامها بفرض تكلفة باهظة على روسيا من خلال العقوبات وضبط الصادرات وتدابير أخرى فعالة. نبقى متحدين بجانب أوكرانيا".
خطط السلام بين الجانبيين
تبرز أكثر من أي وقت مضى الحاجة إلى السلام ووقف الحرب في أوكرانيا، ولا تزال النقاشات جارية بشأن صيغة السلام التي قدمها الرئيس فولوديمير زيلينسكي، والتي لا يزال يرفضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهي الصيغة التي تهدف إلى تحقيق تسوية طويلة الأمد وعادلة للصراع. وتستند خطة السلام الأوكرانية إلى مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وتقدم مسارًا لاستعادة السلام والاستقرار.
وتتضمن خطة النصر وصيغة السلام عدة عناصر رئيسية، حيث تصر أوكرانيا على وقف إطلاق النار الكامل والانسحاب الفوري للقوات الروسية من الأراضي المحتلة، وكذلك استعادة السيطرة على حدود أوكرانيا المعترف بها دوليًا وإطلاق سراح جميع المواطنين الذين تم ترحيلهم بشكل غير قانوني إلى روسيا، بما في ذلك أكثر من 20 ألف طفل أوكراني تم ترحيلهم قسرًا منذ بداية الحرب.