ترفيع العلاقات بين مصر والبرازيل إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية
على ضوء مرور 100 عام على العلاقات الدبلوماسية بين مصر والبرازيل، التي تتسم بتعزيز التنوع وتعميق العلاقات الثنائية، فضلاً عن أواصر الصداقة التي تجمع بين شعبي البلدين، وأخذاً في الاعتبار أن كلا البلدين أعضاء في تجمع البريكس، وهو تجمع يقوم على روح الاحترام والتضامن والتفاهم المتبادل بين أعضائها، وتأكيداً لرغبة البلدين في العمل معاً لترسيخ السلام، وتعزيز نظام دولي أكثر تمثيلاً وعدالة، وتجديد وإصلاح النظام متعدد الأطراف، وتحقيق تنمية مستدامة ونمو شامل.
ووضعت البلدين على قائمة أولوياتهم، مكافحة الجوع والفقر وعدم المساواة، على الصعيدين المحلي والدولي، مع التأكيد كذلك على التزام البلدين بتعزيز مسارات التكامل الإقليمي الذي يتشاركان فيه، ودفع التجارة والتعاون بين دول الجنوب العالمي، ومع الإعراب عن الالتزام بتعزيز وتوسيع العلاقات الثنائية والتعاون في جميع المجالات ذات الاهتمام المُشترك؛
مجموعة العشرين
مجموعة العشرين، هي منتدى دولي يجمع الحكومات ومحافظي البنوك المركزية من 20 دولة والاتحاد الأوروبي، وقد تأسست المنظمة سنة 1989، وذلك بهدف مناقشة السياسات المتعلقة بتعزيز الاستقرار المالي الدولي، وأيضا معالجة القضايا التي تتجاوز مسؤوليات أي شخص. وسعت مجموعة العشرين جدول أعمالها منذ عام 2008، حيث أصبح يشارك في قممها رؤساء الحكومات أو رؤساء الدول، فضلاً عن وزراء المالية ووزراء الخارجية ومراكز الفكر.
تتكون مجموعة العشرين من 20 دولة عُضو بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي. يُمثل هذا الأخير في قمم المجموعة كُل من المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي. تُمثل اقتصادات الدول الأعضاء في مجموعة العشرين مجتمعة حوالي 90% من إجمالي الناتج العالمي، و80% من التجارة العالمية (أو 75% في حالة عدم احتساب التجارة البينية في الاتحاد الأوروبي)، وثلثي سكان العالم، وحوالي نصف مساحة اليابسة في العالم.
مع تزايد مكانة مجموعة العشرين بعد القمة الافتتاحية لقادتها في عام 2008، أعلن قادة المجموعة في 25 سبتمبر 2009 أن المجموعة ستحل محل مجموعة الثماني باعتبارها المجلس الاقتصادي الرئيسي للدول الغنية. منذ نشأتها، تعرضت سياسات عضوية مجموعة العشرين لانتقادات من بعض المُثقفين، وكانت قممُها مكانا لاحتجاجات كبيرة.
يُعد تأسيس مجموعة العشرين الأحدث ضمن سلسلة من المُبادرات التي أتت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية والتي هدفت إلى الزيادة من التنسيق الدولي حول السياسات الاقتصادية، وتشمل هذه المُبادرات مُؤسسات مثل بريتون وودز، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، ومنظمة التجارة العالمية.
تُنُبِّأَ بمجموعة العشرين في قمة كولون مجموعة الدول الصناعية السبع في يونيو 1999، وأُسِّسَت رسميًا في اجتماع وُزراء مالية مجموعة السبع في 26 سبتمبر 1999، وقرروا أن يكون الاجتماع الافتتاحي يومي 15 و16 ديسمبر 1999 في برلين. اختير وزير المالية الكندي بول مارتن كأول رئيس واستضاف وزير المالية الألماني هانز إيشيل الاجتماع الافتتاحي.
في عام 2007، استضافت جنوب إفريقيا قمة المجموعة، وقد ترأس وزير مالية جنوب أفريقيا آنذاك تريفور أ مانويل، أشغال قمة مجموعة العشرين.
في عام 2008، كان غايدو مونتيغا ، وزير المالية البرازيلي، رئيس قمة مجموعة العشرين لتلك السنة، واقترح إجراء حوار حول المُنافسة في الأسواق المالية والطاقات النظيفة والتنمية الاقتصادية والعناصر المالية للنمو والتنمية.
في 11 أكتوبر 2008 بعد اجتماع لوزراء مالية مجموعة السبع، صرح الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش أن الاجتماع المُقبل لمجموعة العشرين سيكون مهمًا في إيجاد حلول للأزمة الاقتصادية الناشئة في عام 2008.
وتناقش قمة العشرين، التي تنطلق فعالياتها اليوم الاثنين 18 نوفمبر 2024، في ريودى جانيرو بدولة البرازيل، التحديات الكبيرة التي تواجه العالم ، بمشاركة رفيعة المستوى من مصر بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وصل إلى مدينة "ريو دي جانيرو" بالبرازيل أمس؛ للمشاركة في قمة مجموعة العشرين، المقرر أن تُعقد يومي 18-19 نوفمبر الجاري.
تبحث قمة دول مجموعة العشرين في البرازيل عددا من الموضوعات الرئيسية من بينها التوتر الدبلوماسي بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية بعد أن وصل مفاوضون في محادثات للأمم المتحدة في أذربيجان إلى طريق مسدود بشأن تمويل المناخ.
يشارك الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في قمة العشرين بدعوة من الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، لتكون هذه هي المشاركة الرابعة لمصر إجمالًا في قمم المجموعة، عقب المشاركة في قمم الرئاسة الصينية عام 2016، واليابانية عام 2019، والهندية عام 2023، بما يعكس التقدير المتنامي لثقل مصر الدولي، ولدورها المحوري على الصعيد الإقليمي.
ومن المقرر أن قمة العشرين تناقش عددًا من الموضوعات ذات الأولوية للدول النامية، وعلى رأسها "الشمول الاجتماعي ومكافحة الفقر والجوع" و"إصلاح مؤسسات الحوكمة العالمية" و"تحول الطاقة في إطار التنمية المستدامة"، وسيلقي الرئيس كلمات مصر في جلسات القمة، التي ستتناول الجهود المصرية للتنمية، والتحديات التي تواجه الدول النامية في جهودها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصةً في ظل التقلبات الدولية الجارية على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ورؤية مصر بشأن أولوية التكاتف وتعزيز التعاون لمواجهة تلك التحديات.
نمو العلاقات التجارية المصرية البرازيلية
بلغ إجمالي الصادرات البرازيلية إلى مصر 2.3 مليار دولار، بانخفاض بنسبة 18.6% بالمقارنة مع العام 2022، أما الواردات فقد سجلت انخفاضًا كذلك بالمقارنة مع العام 2022 بنسبة 23.6% وبإجمالي 488.9 مليون دولار.
وتضمنت قائمة المنتجات الرئيسية البرازيلية التي صدرتها إلى مصر كل من السكر والذرة وخام الحديد، ومن ناحية أخرى، كانت الأسمدة هي المنتج الرئيسي الذي استوردته البرازيل من مصر، كما كانت مصر الوجهة الرئيسية الرابعة للصادرات البرازيلية بين الدول العربية.
صدرت البرازيل إلى مصر في العام 2023 منتجات بقيمة إجمالية وقدرها 2.3 مليار دولار، كانت البرازيل قد استوردت من مصر منتجات بقيمة إجمالية وقدرها 488.9 مليون دولار، واحتلت مصر المرتبة السابعة ضمن قائمة موردي المنتجات الرئيسيين إلى البرازيل في العام 2023.
ومن بين المنتجات الرئيسية التي صدرتها البرازيل إلى مصر، الذرة، وخام الحديد، ولحوم الأبقار والدواجن، وتعد الأسمدة المنتج الرئيسي الذي استوردته البرازيل من الدولة المصرية.
بيان المشترك لتدشين شراكة استراتيجية بين مصر والبرازيل
صدر بيان مشترك فى أعقاب قرار تدشين شراكة استراتيجية بين جمهورية مصر العربية وجمهورية البرازيل الاتحادية؛ وذلك فى ضوء زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى البرازيل.
ووقّع الرئيسان في أعقاب المقابلة على بيان مشترك بشأن ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، بما يحقق مصالح وتطلعات الشعبين الصديقين.
وبالإشارة إلى مذكرة التفاهم بين مصر والبرازيل بشأن إنشاء آلية للحوار الاستراتيجي، الموقعة في 27 ديسمبر 2009، ومذكرة التفاهم بشأن تدشين مشاورات سياسية بين مصر والبرازيل، الموقعة في 9 ديسمبر 2003، وكذا اتفاقية إنشاء لجنة تنسيق مشتركة مصرية برازيلية، الموقعة في 7 مارس 1985؛
فقد قررا تدشين شراكة استراتيجية بين جمهورية مصر العربية وجمهورية البرازيل الاتحادية، استناداً إلى الاعتبارات التالية:
1-الالتزام بالمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة وغيرها من قواعد القانون الدولي المقبولة عالمياً.
2-تعزيز الحوار والتفاهم من خلال تكثيف العلاقات الدبلوماسية واللقاءات الثنائية وتبادل الزيارات بين المسئولين رفيعي المستوى من البلدين والقطاعات الوطنية الأخرى.
3-التركيز على احتياجات التنمية الاجتماعية والاقتصادية لكلا البلدين، والسعي لتحقيق المنفعة المتبادلة.
4-تعزيز المشاورات والتنسيق حول القضايا المدرجة على جدول الأعمال الثنائي، وكذلك حول القضايا الإقليمية والمتعددة الأطراف ذات الاهتمام المشترك، على أساس أهداف السياسة الخارجية المشتركة بين البلدين.
5-الدفاع عن تعزيز التعددية وإصلاح المؤسسات الدولية، لاسيما الهيكل المالي العالمي والأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن التابع لها، لجعلها أكثر تمثيلاً وشرعية وفعالية، فضلاً عن ضمان أن تعكس الواقع الدولي للقرن الحادي والعشرين.
6-تكثيف التعاون في المجلات السياسية والدبلوماسية ومجالات السلام والأمن والدفاع والاقتصاد والتجارة والاستثمار والبيئة والزراعة والعلوم والتعليم والتعاون التنموي والثقافي والرياضي والسياحي، وغيرها من المجالات التي سيتم تحديدها لاحقاً.
7-وضع خطة عمل، من خلال القنوات الدبلوماسية، تحدد المبادرات اللازمة لتنفيذ الشراكة الاستراتيجية. وقد يتم تحديث خطة العمل بانتظام لتعكس ديناميكية العلاقات الثنائية.