مجموعة العشرين.. منصة الاقتصاديات الكبرى لدعم التعاون الدولي
مجموعة العشرين (G20) ليست مجرد تكتل اقتصادي؛ بل هي نبض الاقتصاد العالمي ومنصة للتنسيق بين أقوى الاقتصادات الدولية.
تأسست المجموعة كاستجابة للأزمات الاقتصادية المتلاحقة، وأصبحت منذ ذلك الحين محورًا رئيسيًا لمواجهة التحديات العالمية، من تعزيز الاستثمارات في البنية التحتية إلى تطوير برامج لدعم الدول النامية وتحفيز التجارة الحرة.
ما هي مجموعة العشرين؟
مجموعة العشرين هي منتدى اقتصادي عالمي يجمع 19 دولة تمثل أقوى الاقتصادات العالمية إلى جانب الاتحاد الأوروبي.
الهدف الأساسي للمجموعة هو تعزيز الاستقرار الاقتصادي العالمي من خلال تنسيق السياسات المالية والنقدية بين أعضائها ومناقشة القضايا الاقتصادية ذات الأهمية العالمية.
أبرز أهداف المجموعة:
1. تعزيز التعاون الاقتصادي الدولي.
2. مواجهة التحديات الاقتصادية والمالية العالمية.
3. تحقيق التنمية المستدامة من خلال دعم البنية التحتية والتجارة.
4. تقليل الفجوة بين الدول المتقدمة والنامية.
نشأة مجموعة العشرين وتطورها:
تأسست مجموعة العشرين في عام 1999 كرد فعل على الأزمة المالية الآسيوية عام 1997. بدأ نشاطها باجتماعات على مستوى وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية.
ومع الأزمة المالية العالمية عام 2008، تطورت القمم لتصبح لقاءات سنوية يحضرها رؤساء الدول والحكومات، مما منحها طابعًا أكثر شمولًا وتأثيرًا.
أبرز المحطات:
- 1999: تأسيس المجموعة لمعالجة الأزمات الاقتصادية الإقليمية والعالمية.
- 2008:لعبت المجموعة دورًا محوريًا خلال الأزمة المالية العالمية، حيث قدمت خطط تحفيز اقتصادية لدعم الأسواق العالمية.
- 2020: قادت المجموعة جهود التنسيق العالمي خلال جائحة كورونا، عبر تقديم حزم اقتصادية لدعم الدول الأعضاء والدول النامية.
الدول الأعضاء في المجموعة:
تضم المجموعة الدول الصناعية الكبرى (G7)، بجانب اقتصادات ناشئة وفاعلة. الأعضاء هم:
- أمريكا الشمالية: الولايات المتحدة، كندا، المكسيك.
- أمريكا الجنوبية: البرازيل، الأرجنتين.
- اوروبا: ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، المملكة المتحدة، الاتحاد الأوروبي.
-آسيا: الصين، اليابان، الهند، السعودية، كوريا الجنوبية، إندونيسيا.
- أفريقيا: جنوب أفريقيا.
- أوقيانوسيا: أستراليا.
القوة الاقتصادية للمجموعة:
تمثل دول المجموعة نحو:
- 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
- 75% من التجارة الدولية.
- ثلثي سكان العالم.
إحصائيات بارزة:
1. الولايات المتحدة:الناتج المحلي الإجمالي الاسمي: 23.31 تريليون دولار (24.1% من الاقتصاد العالمي).
2. الصين: الناتج المحلي الإجمالي الاسمي: 17.73 تريليون دولار (18.3% من الاقتصاد العالمي).
3. الاتحاد الأوروبي: الناتج المحلي الإجمالي الاسمي: 17.17 تريليون دولار (17.8% من الاقتصاد العالمي).
4. الهند:أسرع الاقتصادات نموًا بمعدل 4.4%.
5. السعودية: أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط بناتج محلي يبلغ 834 مليار دولار.
دور المجموعة في مواجهة التحديات:
تلعب المجموعة دورًا محوريًا في:
- محاربة الفساد المالي.
- تعزيز الابتكار والاستدامة البيئية.
- تشجيع استثمارات البنية التحتية.
- إزالة العقبات أمام التجارة الدولية.
- إطلاق مبادرات لدعم الدول النامية.
إنجازات بارزة:
1. دعم الأسواق المالية العالمية خلال أزمة 2008.
2. إطلاق مبادرات تمويل خلال جائحة كورونا لدعم الأنظمة الصحية والاقتصادية.
3. تقديم استراتيجيات لحل أزمة الغذاء والطاقة العالمية في السنوات الأخيرة.
قمة 2024 في البرازيل:
شهدت القمة الأخيرة في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل حضورًا بارزًا من القادة العالميين، حيث تمت مناقشة قضايا تتعلق بالتنمية المستدامة، ودعم الاستثمارات الخضراء، وتعزيز التعاون بين الشمال والجنوب. كما تخلل القمة إعلان عن شراكات استراتيجية تهدف إلى تعزيز التجارة والاستثمارات الدولية.
أطلق الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، التحالف العالمي ضد الجوع والفقر، اليوم الإثنين، خلال افتتاح قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها مدينة ريو دي جانيرو، على مدار يومين.
الرئيس البرازيلي يطلق التحالف العالمي ضد الجوع والفقر خلال قمة العشرين
وقال الرئيس لولا دا سيلفا: "إن البرازيل تدرك أن تحقيق هذا الهدف أمر ممكن وبفضل برامج مثل بولسا فاميليا وبرنامج التغذية المدرسية الوطني، تمكنت البلاد من الخروج من خريطة الجوع التي وضعتها منظمة الأغذية والزراعة في عام 2014".
ويسعى التحالف الذي يضم حتى الآن 141 عضوا، الذي اقترحته البرازيل خلال رئاستها لمجموعة العشرين، إلى زيادة توزيع الدخل وتحسين التغذية المدرسية والقضاء على الجوع في العالم.
وقال الرئيس البرازيلي إن التصدي لهذه الآفة التي تلحق العار بالإنسانية يقع على عاتق الجالسين حول هذه الطاولة ولهذا السبب حددنا إطلاق تحالف عالمي ضد الجوع والفقر كهدف أساسي لرئاسة البرازيل لمجموعة العشرين.
وأضاف أن الأمر متروك للمشاركين على هذه الطاولة لتولي المهمة التي لا مفر منها لوضع حد لهذه الآفة التي تخجل الإنسانية ولهذا السبب جعلنا إطلاق تحالف عالمي ضد الجوع والفقر الهدف الرئيسي للرئاسة البرازيلية لمجموعة العشرين.
وشكر الرئيس لولا القادة الذين حضروا قمة مجموعة العشرين، وأبرز أهمية القضايا التي سيتم مناقشتها خلال يومي القمة التي ستعقد يومي 18 و19 نوفمبر في ريو دي جانيرو.
وفي هذا الصدد، ألقى الرئيس المصري عبّد الفتاح السيسي، كلمة خلال الجلسة الأولى لقمة مجموعة العشرين "الشمول الاجتماعي ومكافحة الجوع والفقر" بالعاصمة البرازيلية [ريو دى جانيرو].
وجاء نص الكلمة كالتالي:
الرئيس لولا دا سيلفا..
رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية؛ أصحاب الفخامة.. رؤســـاء الـــدول والحــكـومــات؛
أتوجه في البداية بالشكر، لفخامة الرئيس "لولا دا سيلفا".. على دعوته الكريمة لمصر.. للمشاركة في القمة.. كما أثمن جهود الرئاسة البرازيلية لمجموعة العشرين.. لاسيما بعد إطلاق "التحالف العالمى لمكافحة الفقر والجوع".. واتصالًا بذلك، أعلن انضمام مصر للتحالف.. إيمانًا بأهمية التصدي لتلك التحديات.. باعتبارها تجسيداً لعدم المساواة فى العالم.
ولا يمكن أن نتحدث عن عدم المساواة.. دون التطرق للأوضاع المأساوية في فلسطين ولبنان.. جراء الحرب الإسرائيلية.. التي تجرى بسبب افتقاد العالم للفعل المؤثر لوقفها .. وفي هذا السياق، تشدد مصر على ضرورة الوقف الفوري لتلك المأساة اللا إنسانية.. وإنقاذ المدنيين ممن يعانون أوضاعًا معيشية كارثية.. بالإضافة إلى وقف التصعيد وتوسع رقعة الصراع.
الحضور الكريم،
إن مواجهة التحديات الراهنة.. وعلى رأسها تفاقم الصراعات.. وتزايد الفجوة التنموية والرقمية والمعرفية.. ونقص التمويل.. ومعضلة الديون في الدول النامية .. فضلاً عن عدم الوفاء بمساعدات التنمية الرسمية وتمويل المناخ.. إنما يتطلب حشد الإرادة السياسية.. لإعادة النظر في النهج الدولي الحالي.. وتجديد الالتزام بأهداف التنمية المستدامة.
وتؤمن مصر.. بأنه لا سبيل لمكافحة الجوع والفقر.. وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.. إلا بإقامة شراكات دولية متوازنة مع
الدول النامية.. تتضمن توفير التمويل الميسر للتنمية.. ونقل وتوطين التكنولوجيا والأدوات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعى.. بالإضافة إلى دعم جهود تحقيق الأمن الغذائى .. وفي هذا السياق، تجدد مصر دعوتها.. لتدشين مركز عالمي.. لتخزين وتوزيع الحبوب والمواد الغذائية على أرضها.. لضمان أمن الغذاء.. وتعزيز سلاسل الإمداد ذات الصلة.
كما نشير إلى جهودنا الوطنية الحثيثة في مجال التنمية البشرية.. ومن ضمنها مشروع "حياة كريمة" العملاق.. الذي يهدف لتحسين مستوى معيشة نصف سكان مصر.. فى المناطق الريفية.. وهم حوالى "60" مليون مصري.. يتم تطوير جميع مناحي حياتهم.. بداية بالبنية التحتية.. ووصولاً لمستوى الخدمات العامة وفرص العمل.
وختامصا، نتطلع لأن تسهم هذه الجلسة.. في صياغة حلول عملية للقضاء على الجوع والفقر.. انطلاقا من مسئوليتنا المشتركة.. لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وشكرًا.