مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

البرهان بعد رفض مشروع قرار بريطانيا: روسيا أحبطت التدخل في الشأن السوداني

نشر
الأمصار

أبدى رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني وقائد الجيش، عبدالفتاح البرهان امتنانه لاستخدام روسيا حق النقض «الفيتو» وتعطيل مشروع القرار المقدم من بريطانيا، بقوله: «البارحة شهدنا الموقف الروسي الداعم لسيادتنا ويمنع التدخل في شأننا.. فالسودان يعمل بشكل وثيق مع أصدقائه وأصدقاء شعبه، لمنع صدور القرار المعيب والخادش للسيادة السودانية»، ووصفه بأنه قرار دون أي إلزام لمن تسببوا في المشاكل. وتابع: «ليس فيه إدانة لداعمي المتمردين، أو حفظ لحق السودان في إيجاد حلول من داخل أراضيه، ونحن بوصفنا سودانيين نرفض أي تدخل أو إملاءات أو فرض حلول لا نقبلها».


واستخدمت روسيا «الفيتو»، الاثنين لإسقاط مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية في السودان، وقالت إنه محاولة لفرض صيغة «استعمارية» على الصراع الذي يدور منذ أبريل 2023، بين الجيش بقيادة البرهان، و«قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو (الشهير بحميدتي).

 

وتعليقًا على الموقف الروسي، قال المحلل السياسي المهتم بالشأن السوداني، على إدريس، إنه منذ أكثر من عام، يشهد السودان صراعًا مستمرًا وتدخلات خارجية من أطراف إقليمية ودولية، موضحا أن تلك التدخلات لم تكن مجرد عوامل جانبية بل لعبت دورًا حاسماً في تكوين الصراع، وزيادة شدته واستمراره.


وأشار إلى أن «هذه التدخلات لم تكتفِ بإشعال فتيل الحرب بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو»حميدتي«، بل أصبحت أيضاً أحد الأسباب الرئيسية لاستمرار النزاع، وتحول السودان إلى ساحة لصراعات القوى الكبرى، لتصفية الحسابات دون مراعاة للمعاناة المستمرة للشعب السوداني».


وأضاف المحلل، في تصريحات لقناة «العربية»، أنه «في نفس السياق، فشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في اعتماد مشروع قرار قدمته بريطانيا لتقنين التدخل العسكري الغربي بحجة»حماية المدنيين«في السودان، وذلك بعدما استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضده، كما قال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي، إن بلاده ترفض مسودة القرار البريطاني لأنه يحمل فهماً خاطئاً بشأن مسؤولية حماية المدنيين في السودان، ومن يجب أن يتخذ قراراً بشأن دعوة قوات أجنبية إلى السودان».

وتابع أن المملكة المتحدة حاولت لأكثر من مرة بإشعال الصراع في السودان، ابتداءا بتجهيز حمدوك للسلطة، متابعاّ بدعم قائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» سياسيا وعسكريا.


وأكد أنه «في يونيو من العام الجاري، تبنى مجلس الأمن الدولي قراراً بشأن مدينة الفاشر في السودان، صاغته المملكة المتحدة والذي يدعو لانسحاب المقاتلين الذين يهددون سلامة المدنيين، ويطالب بوقف الفوضى وإدخال المساعدات الضرورية لاثنين مليون نسمة، وحصل القرار على تأييد 14 دولة، بينما امتنعت روسيا عن التصويت، حيث أوضحت نائبة المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، آنا يفستيغنييفا، أن القرار السابق لوقف إطلاق النار في السودان الذي أيدته روسيا ودعمته ظل حبراً على ورق، بينما المندوبة البريطانية أكدت أن الهدف هو دعم التهدئة في السودان».


ويرى المحلل السياسي، أن القرار لا يُلزم قوات «الدعم السريع» فقط بوقف إطلاق النار وفك الحصار عن الفاشر، بل يُلزم الحكومة السودانية والجيش السوداني أيضاً بإدخال المساعدات والتعاون مع الجهات والمنظمات التي تريدها واشنطن ولندن، وهذا يعني أن القرار لا يعتبر قوات «الدعم السريع» جهة متمردة على الحكومة السودانية، مما يشير إلى نوايا غربية أخرى تجاه السودان.

كما شبه «الوضع الحالي في مجلس الأمن بما حصل مع سوريا والعراق، حيث إن قضية التدخل الدولي ليست عملية سهلة أو بسيطة، بل هي مسألة صعبة ومعقدة، وأن الذاكرة السياسية قد تحمل بعض التجارب الناجحة نسبياً في تواريخ سابقة، إلا أنها محملة أيضاً بتجارب فاشلة وخيبات متعددة لم تُسهم في تحقيق السلام، بل زادت الأوضاع تعقيداً، موضحا أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، قد شاركتا في التدخلات في الصومال وأفغانستان والعراق وسوريا وغيرها، ولديها الاستعداد لتكرار التجربة، ومسألة التدخل الدولي من خلال إرسال قوات، مهما كانت، لإرغام طرفي النزاع على وقف القتال واستخدام القوة ضدهما، تُعتبر أمراً مستحيلاً وغير قابل للتحقيق بشكل مطلق، ولا توجد أي فرصة لتحقيق هذا الأمر، وبهذا الشكل عبر مجلس الأمن الدولي لأسباب معروفة».


وأضاف أن «بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية تخطط من خلال هذا القرار لفرض التعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية غير الحكومية المدعومة من الغرب والولايات المتحدة على الحكومة السودانية وجيشها بشكل خاص