روسيا تُحبط مشروع قرار بريطاني حول أزمة السودان.. والبرهان: لا نقبل التدخل في شئوننا
أحبطت روسيا، من خلال استخدام حق "الفيتو" مشروع قرار بريطاني، في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية في السودان، وقالت إنه محاولة لفرض صيغة "استعمارية" على الصراع الذي يدور منذ أبريل 2023، بين الجيش بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (الشهير بحميدتي).
في أعقاب ذلك، أبدى رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني وقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان امتنانه لاستخدام روسيا حق النقض «الفيتو» وتعطيل مشروع القرار المقدم من بريطانيا، بقوله: « يوم الاثنين شهدنا الموقف الروسي الداعم لسيادتنا ويمنع التدخل في شأننا.. فالسودان يعمل بشكل وثيق مع أصدقائه وأصدقاء شعبه، لمنع صدور القرار المعيب والخادش للسيادة السودانية»، ووصفه بأنه قرار دون أي إلزام لمن تسببوا في المشاكل.
وتابع قائلًا: «ليس فيه إدانة لداعمي المتمردين، أو حفظ لحق السودان في إيجاد حلول من داخل أراضيه، ونحن بوصفنا سودانيين نرفض أي تدخل أو إملاءات أو فرض حلول لا نقبلها».
وهو ما اتفق معه وزير الخارجية السوداني د. علي الشريف، الذي وجه رسالة شكر لنظيره وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، على موقف بلاده الداعم للسودان في مجلس الأمن، باستخدام حق الفيتو ضد مشروع القرار البريطاني.
وقال الشريف، إنّ الموقف الروسي القوي تعبيرٌ عن الموجهات الراسخة في سياسة روسيا الخارجية التي ترتكز على دعائم واضحة تتمثل في احترام السيادة المتساوية لكل الدول وعدم التدخل، ورفض الإملاءات والتبعية.
وأضاف في بيان له أن ذلك الموقف التاريخي يعزز علاقات البلدين الثنائية في جميع المجالات، وسيظل خالداً في وجدان السودانيين لأنه يجسد الصداقة الحقيقية في أوقات الشدة.
وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي المهتم بالشأن السوداني، على إدريس، إنه منذ أكثر من عام، يشهد السودان صراعًا مستمرًا وتدخلات خارجية من أطراف إقليمية ودولية، موضحا أن تلك التدخلات لم تكن مجرد عوامل جانبية بل لعبت دورًا حاسماً في تكوين الصراع، وزيادة شدته واستمراره.
وأشار إلى أن «هذه التدخلات لم تكتفِ بإشعال فتيل الحرب بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو»حميدتي«، بل أصبحت أيضاً أحد الأسباب الرئيسية لاستمرار النزاع، وتحول السودان إلى ساحة لصراعات القوى الكبرى، لتصفية الحسابات دون مراعاة للمعاناة المستمرة للشعب السوداني».
وأضاف المحلل، في تصريحات لقناة «العربية»، أنه «في نفس السياق، فشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في اعتماد مشروع قرار قدمته بريطانيا لتقنين التدخل العسكري الغربي بحجة»حماية المدنيين«في السودان، وذلك بعدما استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضده، كما قال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي، إن بلاده ترفض مسودة القرار البريطاني لأنه يحمل فهماً خاطئاً بشأن مسؤولية حماية المدنيين في السودان، ومن يجب أن يتخذ قراراً بشأن دعوة قوات أجنبية إلى السودان».