مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

محمد حيدر.. العقل الأمني لحزب الله وهدف إسرائيل في غارة بيروت

نشر
الأمصار

شهدت العاصمة اللبنانية بيروت فجر اليوم السبت واحدة من أعنف الغارات الإسرائيلية منذ بدء التصعيد الأخير قبل شهرين.

 الغارة، التي استهدفت منطقة البسطة المكتظة وسط المدينة، دمرت مبنى سكنياً مؤلفاً من ثماني طبقات بخمسة صواريخ، وأدت إلى سقوط 11 قتيلاً و23 مصاباً، وفقاً لتقارير الدفاع المدني اللبناني.

من هو محمد حيدر؟

محمد حيدر، المعروف بلقب "أبو علي"، يُعد من أبرز قيادات الصف الأول في حزب الله، حيث يشغل منصب رئيس قسم العمليات في الحزب. 

وويصفه المراقبون بأنه أحد العقول الأمنية الأكثر نفوذاً داخل الحزب، خاصة بعد رحيل قياديين بارزين مثل عماد مغنية ومصطفى بدر الدين.

حيدر ليس مجرد قيادي عادي؛ بل يعتبر "المهندس الأمني" الذي أسهم بشكل كبير في بناء منظومة حزب الله الأمنية على مدى سنوات طويلة.

ويمتاز بعمله خلف الكواليس بعيداً عن الأضواء، وهو ما اعتبره البعض سبباً رئيسياً في بقائه على قيد الحياة حتى الآن، رغم استهدافه عدة مرات.

ومن الناحية العائلية، يرتبط حيدر بعلاقات وثيقة داخل الحزب، حيث تجمعه صلة قرابة (عدلاء) بقياديين بارزين مثل محمد عفيف ووفيق صفا. 

كما يحمل في سجله مسيرة سياسية قصيرة شغل خلالها منصب نائب في البرلمان اللبناني عن محافظة بعلبك عام 1992، قبل أن يبتعد تماماً عن العمل السياسي ويتفرغ للمهام الأمنية.

محاولات استهداف سابقة

لم يكن استهداف حيدر اليوم هو الأول من نوعه، فقد حاولت إسرائيل اغتياله قبل سنوات عبر إرسال طائرتي "درون" إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، إلا أن الحزب نجح حينها في إسقاط الطائرتين.

 ويؤكد هذا التاريخ أن حيدر يمثل هدفاً دائماً لإسرائيل بسبب دوره الحيوي في العمليات الأمنية للحزب.

تفاصيل الغارة على البسطة

في الساعات الأولى من صباح السبت، استهدفت إسرائيل مبنى سكنياً في شارع المأمون بمنطقة البسطة وسط بيروت، مدعية أنه كان مقر إقامة محمد حيدر.

الضربة، التي استخدمت فيها خمسة صواريخ، حولت المبنى إلى أنقاض بالكامل، وخلّفت حفرة ضخمة في الموقع، وفقاً لمقاطع فيديو انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأسفرت الغارة عن أضرار جسيمة طالت المباني المجاورة، ما دفع فرق الإنقاذ إلى العمل لساعات طويلة لرفع الأنقاض باستخدام جرافات، وسط حالة من الهلع بين سكان المنطقة. 

وقد وصف الدفاع المدني اللبناني الحادثة بأنها "مجزرة مروعة"، بينما أكد شهود عيان أن أصوات سيارات الإسعاف وصرخات السكان كانت تُسمع في كل أنحاء المنطقة.

حتى الآن، لم يتم تأكيد مصير محمد حيدر، وما إذا كان ضمن القتلى أو المصابين. إلا أن مصادر إسرائيلية، منها القناة 12، ذكرت أن حيدر كان يقيم في شقة سرية داخل المبنى المستهدف، مما يجعل استهدافه مسألة وقت بالنسبة لإسرائيل.

الأبعاد الاستراتيجية للهجوم

تعتبر إسرائيل أن استهداف محمد حيدر خطوة نوعية في الحرب المفتوحة مع حزب الله، حيث يمثل أحد الأعمدة الأساسية في منظومة الحزب الأمنية.

ووتعتقد إسرائيل أن تصفية قيادي بهذا الحجم يمكن أن يوجه ضربة قاسية لهيكلية الحزب، لا سيما في ظل التصعيد المستمر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

ردود الفعل والمشهد الإقليمي

لم يصدر حزب الله أي تعليق رسمي حتى الآن بشأن الغارة أو مصير حيدر، ما يزيد من حالة الغموض. 

وفي المقابل، تتابع الأطراف الدولية بقلق تصاعد التوتر في لبنان، خصوصاً مع استمرار القصف المتبادل بين حزب الله وإسرائيل، والذي دخل شهره الثاني.

الغارة الإسرائيلية على بيروت تأتي في سياق سلسلة هجمات تستهدف مواقع لحزب الله في الضاحية الجنوبية والمناطق الحدودية. 

ويرى مراقبون أن هذه الهجمات تعكس محاولة إسرائيلية لتغيير قواعد الاشتباك في المنطقة، في وقت تحذر فيه الأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية في لبنان.

الخسائر البشرية والمادية

وفقاً للتقارير الرسمية، أسفرت الغارة عن سقوط 11 قتيلاً و23 جريحاً، بينهم أطفال ونساء.

 كما ألحقت أضراراً جسيمة بالبنية التحتية في المنطقة المستهدفة، ما دفع السلطات اللبنانية إلى إعلان حالة الطوارئ.

ختاما، تصعيد إسرائيل الأخير يشير إلى أن الحرب مع حزب الله قد تأخذ أبعاداً أكثر خطورة في الفترة القادمة، خاصة إذا تأكد مقتل محمد حيدر. 

ويبقى السؤال الأهم: هل تستطيع المنطقة تحمل المزيد من التوتر في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتأزمة في لبنان؟