مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

صراع السودان.. هل بدأ العد التنازلي نحو الانهيار الشامل؟

نشر
الأمصار

مع كل رصاصة تطلق وكل قنبلة تسقط، تتلاشى آمال السلام في السودان، بعد أكثر من عام ونصف العام من القتال المحتدم، والأوضاع الإنسانية المتدهورة، وبات العالم يحصي العد التنازلي نحو الانهيار الشامل للبلاد.

وبينما تصل مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي، أنيت ويبر، إلى مدينة بورتسودان الأسبوع المقبل، لمناقشة سبل حماية المدنيين، أعلن الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند، بدء العد التنازلي نحو الانهيار الشامل، في ظل معاناة 20 مليون سوداني.

قصف عنيف

وأفادت مصادر عسكرية، الأحد، أن "منطقة جنوب العاصمة الخرطوم شهدت مواجهات محتدمة وقصف مدفعي عنيف هو الأشد منذ عدة أشهر".

وطبقا للمصادر العسكرية، فإن القصف المدفعي أدى إلى تدمير منازل كليا وجزئيا مع تصاعد ألسنة اللهب والدخان في سماء المنطقة، ما أدخل الرعب في صفوف المواطنين.

تدمير طائرات حربية

ومع تصاعد وتيرة العنف، أعلنت قوات "الدعم السريع" في بيان، استهداف منطقة "وادي سيدنا" العسكرية شمالي مدينة أم درمان، في عملية نوعية وتدمير طائرات حربية من طراز أنتونوف و(K8)، وطائرات مسيرة وآليات ومعدات عسكرية أخرى بالقاعدة.

وذكر البيان، أن العملية النوعية تأتي ضمن الخطة (ب) التي ستستمر لتشمل جميع المقرات والمواقع العسكرية للجيش السوداني.

ولم يصدر تعليق فوري من الجيش السوداني، حول الهجوم على القاعدة العسكرية، وتدمير عدد من الطائرات الحربية بمدينة أم درمان.

ضحايا الفاشر

ومع تصاعد العنف في دارفور، قالت السلطات الصحية بولاية شمال دارفور، إن إحصائية ضحايا المعارك من المدنيين في مدينة الفاشر تجاوزت 9 آلاف بين قتيل وجريح وذلك منذ اندلاع القتال في أبريل/نيسان من العام 2023.

وشهدت الأسابيع الأخيرة تصاعدا كبيرا في العمليات العسكرية بالفاشر، في سياق المعارك العنيفة المستمرة منذ مايو/أيار الماضي بين الجيش وحلفائه من الحركات المسلحة، وقوات "الدعم السريع" التي تسعى للسيطرة على آخر معاقل السلطة المركزية في الإقليم.

وقال المدير العام لوزارة الصحة بالولاية، إبراهيم خاطر، في تصريحات إعلامية، إن "عدد الإصابات جراء المعارك في الفاشر بلغ 9131 إصابة، و516 وفاة منذ 15 أبريل/نيسان 2023 وحتى 21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري."

وأشار إلى أن "عدد القتلى قد يكون أكبر من الأعداد المسجلة في المستشفيات، حيث تم دفن أكثر من 300 شخص بواسطة ذويهم قبل وصولهم إلى المستشفيات".

وأوضح أنه "تم إجراء حوالي 3,127 عملية جراحية، من بينها 1,541 عملية متعلقة بجراحة العظام نتيجة الإصابة بطلق ناري"، بالإضافة إلى العديد من الإصابات الطفيفة التي يتم علاجها في مراكز الرعاية الصحية الأولية.

وأشار إلى أن "النظام الصحي في عاصمة شمال دارفور يقترب من الانهيار شبه الكامل، بعد توقف أغلب المستشفيات عن العمل نتيجة وقوعها في مناطق المواجهات العسكرية، بالإضافة إلى استهداف قوات الدعم السريع للمرافق الطبية بالمدفعية، مما أدى إلى تدمير عدد كبير منها.

معاناة المدنيين

ومع استمرار معاناة المدنيين بسبب الحرب، أفادت تقارير إعلامية بأن مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي، أنيت ويبر، ستزور، الأحد المقبل، مدينة بورتسودان (العاصمة الإدارية المؤقتة) للقاء المسؤولين في البلاد.

وطبقا للتقارير الإعلامية، فإن ويبر، ستناقش مع مسؤولين سودانيين حماية المدنيين، إلى جانب نقل فحوى ورسائل مسؤولين من دول عربية وأفريقية.

وتناقش المسؤولية الأوروبية تقديم مقترحات بشأن سلامة المنشآت الحيوية التي تشمل السدود والخزانات ومحطات الكهرباء، إلى جانب متطلبات فتح مكتب الاتحاد الأوروبي في بورتسودان.

في الأثناء أعلن الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند، عن معاناة 20 مليون سوداني من عنف مستمر وقال إنه بعد عام ونصف من الحرب في هذا البلد، بدأ «العد التنازلي نحو الانهيار الشامل».

وقال إيغلاند في تصريح أعقب نهاية زيارة للسودان الأسبوع الماضي: "قبل عشرين عامًا، قمنا بحشد الرؤساء ورؤساء الوزراء لوقف الفظائع في دارفور. يوجد الآن أضعاف عدد الأشخاص المعرضين للخطر – هذه أسوأ أزمة في العالم – ولكننا نواجه صمتا مدويا. يجب أن نوقظ العالم قبل أن تلتهم المجاعة جيلاً من الأطفال."

وأضاف: "رأيت بعيني في دارفور وفي الشرق النتائج المدمرة للهجمات العشوائية والحرب العبثية. في الشهر الماضي فقط، قُتل أكثر من 2,500 شخص ونزح أكثر من 250,000 آخرين."

وقال إيغلاند: "واحد من كل خمسة أشخاص في السودان يُعد نازحا. المناطق الآمنة القليلة المتبقية مكتظة للغاية، حيث تعيش مئات الأسر في مخيمات مزدحمة بالكاد تستطيع البقاء على قيد الحياة بالموارد المحدودة المتاحة."

وفي جميع أنحاء السودان، يتسبب الجوع الشديد في وفاة أشخاص كل يوم. يُقدر أن 24 مليون شخص، أي نصف السكان، في حاجة ماسة إلى الغذاء، بما في ذلك 1.5 مليون شخص على حافة المجاعة.