بعد اتفاق وقف النار في لبنان.. ماذا عن غزة؟
بوساطة أمريكية.. وافقت إسرائيل ولبنان، الثلاثاء، على اتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله اللبناني، من شأنه أن ينهي ما يقرب من 14 شهرا من القتال المرتبط بالحرب في قطاع غزة.
وجدير بالذكر، أن وقف إطلاق النار يمثل أول خطوة رئيسية نحو إنهاء الاضطرابات التي تشهدها المنطقة، بعد اندلاع الحرب في 7 أكتوبر من العام الماضي.
ووفقا للتوقيت المحلي في لبنان وإسرائيل، دخل فجر الأربعاء "اتفاق وقف إطلاق النار" حيز التنفيذ بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي.
وفي الساعة الرابعة فجرا بالتوقيت المحلي للبنان، والثانية فجرا بتوقيت غرينتش، ساد الهدوء على الضاحية الجنوبية في بيروت، مع سريان اتفاق وقف إطلاق النار، بعد ليلة من الغارات الإسرائيلية.
وطلب الجيش الإسرائيلي من سكان جنوب لبنان "عدم العودة إلى منازلهم حتى تحديد موعد لذلك".
ولكن قبل ساعات من دخول وقف إطلاق النار مع حزب الله حيز التنفيذ، شنت إسرائيل أعنف موجة من الضربات في بيروت وضاحيتها الجنوبية منذ بدء الصراع وأصدرت عددا قياسيا من التحذيرات بالإخلاء.
وقتل ما لا يقل عن 24 شخصا في غارات في جميع أنحاء البلاد، وفقا للسلطات المحلية، حيث أشارت إسرائيل إلى أنها تهدف إلى ضرب حزب الله قبل سريان وقف إطلاق النار المقرر في الساعة 4:00 صباح الأربعاء بالتوقيت المحلي، وهزت غارة جوية عنيفة أخرى بيروت بعد وقت قصير من إعلان وقف إطلاق النار.
أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان:
- إسرائيل لن تقوم بأي عمل عسكري هجومي ضد أهداف في لبنان.
- إسرائيل ولبنان تعترفان بأهمية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
- هذه الالتزامات لا تلغي حق إسرائيل أو لبنان في ممارسة حقهما الأصيل في الدفاع عن النفس.
- القوات الأمنية والعسكرية الرسمية في لبنان ستكون الجماعات المسلحة الوحيدة المرخص لها بحمل الأسلحة أو تشغيل القوات في جنوب لبنان.
- أي بيع وتوريد وإنتاج أسلحة أو مواد متعلقة بالأسلحة إلى لبنان سيكون تحت إشراف ورقابة الحكومة اللبنانية.
- سيتم تفكيك جميع المنشآت غير المرخصة المشاركة في إنتاج الأسلحة والمواد المرتبطة بالأسلحة
- سيتم تفكيك كافة البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة جميع الأسلحة غير المرخصة التي لا تفي بهذه الالتزامات.
- سيتم تشكيل لجنة تكون مقبولة لدى إسرائيل ولبنان، وتقوم بمراقبة ومساعدة ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.
- إسرائيل ولبنان سيبلغان اللجنة واليونيفيل عن أي انتهاك محتمل لالتزاماتهما.
- سينشر لبنان قواته الأمنية الرسمية وقواته العسكرية على كافة الحدود والمعابر والخط الذي يحدد المنطقة الجنوبية الموضح في خطة الانتشار.
- ستسحب إسرائيل قواتها بشكل تدريجي إلى جنوب الخط الأزرق خلال مدة تصل إلى 60 يومًا.
- ستعمل الولايات المتحدة على تعزيز المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل ولبنان للوصول إلى حدود برية معترف بها.
هل سيصمد الاتفاق؟
يعد اتفاق وقف إطلاق النار أمر ضروري جدا خاصة للمدنيين اللبنانيين، الذين قُتل المئات منهم في الغارات الجوية الإسرائيلية، وكذلك للإسرائيليين، الذين لجأ الملايين منهم إلى الملاجئ وسط وابل الصواريخ اليومي من حزب الله.
ولكن من المفهوم الإسرائيلي تعتبر ما تقوم به هو إجراءات عسكرية ردا على أي خرق، وهذا من شأنه أن يشعل فتيل الصراع من جديد، الأمر الذي يعرض الجهود الدبلوماسية التي تدعمها الولايات المتحدة للخطر.
وعن لبنان، فقد وافق حزب الله على اتفاق كان قد انتهك مثل الاتفاق نفسه في 2006،وهو سحب مسلحيه شمال نهر الليطاني، على بعد نحو 40 كيلومترا من الحدود الإسرائيلية اللبنانية عند أقصى نقطة لها.
ففي 2006، قام ببناء بنية تحتية ضخمة تحت الأرض في منطقة يشكل مسلحيه جزءا من النسيج الاجتماعي فيها، كما انتهكت إسرائيل اتفاق 2006 بإجراء طلعات جوية شبه يومية فوق لبنان.
واتاحت انتهاكات لحزب الله بتعزيز قواته بشكل هائل، في حين جمعت إسرائيل معلومات استخباراتية عن الجماعة المسلحة والتي أثبتت أنها ستغير قواعد اللعبة في حرب 2024.
ومع ذلك، استمرت هدنة 2006 لمدة تقرب من عقدين، وهي أطول فترة من الهدوء على هذا الخط السياسي منذ ستينيات القرن العشرين.
بعد وقف إطلاق النار في لبنان.. هل حماس جاهزة لاتفاق جديد؟
وبعد لبنان.. ماذا عن غزة؟ هل سيكون لهذا الاتفاق تأثير على الحرب في غزة؟
من غير المرجح أن يجد الفلسطينيون في غزة راحة إذا تم توقيع اتفاق لبنان
ومنذ اندلاع الصراع في غزة، دعت الدول العربية والأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة مرارا وتكرارا إلى إنهاء الهجوم الإسرائيلي، الذي أدى إلى نزوح ما يقرب من كل سكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني شخص وتدمير أحياء بأكملها.
كما أن الولايات المتحدة بذلت جهودا كثيرة لمحاولات وقف النار في غزة، أخرها، الأسبوع الماضي، فقد استخدمت أمريكا حق النقض (الفيتو) ضد قرار آخر لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة، بحجة أنه لم يربط بشكل كافٍ بين وقف إطلاق النار والإفراج الفوري عن الرهائن في القطاع.
ومن الجانب الأخر، قد يرسل الاتفاق مع حزب الله إشارة إلى حماس بأن إسرائيل وشركاءها سيبذلون قصارى جهدهم للتوصل اتفاق يعيد الرهائن المحتجزين في غزة.
حيث قالت حركة حماس، اليوم إنها ملتزمة بالتعاون مع أي جهود لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.
وأكدت حماس في بيان صدر بعد موافقة إسرائيل وحزب الله وقف إطلاق النار في لبنان: "نعرب عن التزامنا بالتعاون مع أي جهود لوقف إطلاق النار في غزة، ومعنيون بوقف العدوان على شعبنا، ضمن محددات وقف العدوان على غزة التي توافقنا عليها وطنيًا؛ وهي وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين، وإنجاز صفقة تبادل للأسرى حقيقية وكاملة".
وأضافت: "ندعو الدول العربية والإسلامية الشقيقة وقوى العالم الحر إلى حراك جاد وضاغط على واشنطن والاحتلال الصهيوني لوقف عدوانه الوحشي على شعبنا الفلسطيني، وإنهاء حرب الإبادة المتواصلة في قطاع غزة".
وقال قيادي في حماس، طلب عدم كشف اسمه أن الحركة “أبلغت الوسطاء في مصر وقطر وتركيا أن حماس ”جاهزة" لاتفاق وقف إطلاق النار وصفقة جادة لتبادل الأسرى، إذا التزمت إسرائيل".
ونوه القيادي إلى أن إسرائيل "تعطل وتتهرب من الوصول لاتفاق ويواصل حرب الابادة".
ووصف القيادي وقف إطلاق النار في لبنان بـ«الإنجاز الكبير»، مشدداً على أن حماس أبلغت «الوسطاء في مصر وقطر وتركيا بأن حماس جاهزة لاتفاق وقف إطلاق النار وصفقة جادة لتبادل الأسرى، إذا التزمت إسرائيل».
واعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن أن سكان قطاع غزة «يستحقون أيضاً وضع حد للنزاع وعمليات النزوح»، قائلاً: «لقد عاشوا في جحيم».