أمريكا تُواصل دعم أوكرانيا وتستعد لتقديم مساعدات عسكرية جديدة و«زيلينسكي» يستغيث بالغرب
تُواصل «الولايات المتحدة الأمريكية»، دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا، حيث تستعد إدارة الرئيس «جو بايدن»، لتقديم مساعدات عسكرية بقيمة 725 مليون دولار لكييف، في مسعى إلى تعزيز «النظام الأوكراني» قبل مغادرة منصبه، واستلام «دونالد ترامب» السُلطة في 20 يناير المُقبل.
إدارة بايدن تسعى لتقديم مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا
وتُخطط «إدارة بايدن»، لتوفير مجموعة متنوعة من الأسلحة المضادة للدبابات من المخزونات الأمريكية لصد القوات الروسية المُتقدمة، بما في ذلك الألغام الأرضية والطائرات المُسيّرة وصواريخ ستينغر والذخيرة لأنظمة الصواريخ المدفعية العالية الحركة هيمارس، حسبما أفادت وكالة «رويترز»، نقلاً عن مسؤول أمريكي مطلع، اليوم الخميس.
ومن المتوقع أيضًا أن «تتضمن المساعدات العسكرية ذخائر عنقودية، توجد عادة في صواريخ النظام الموجه (GMLRS) التي تُطلقها قاذفات هيمارس»، وفقًا لما نقلته الوكالة.
وقال أحد المسؤولين: «إن الإخطار الرسمي للكونجرس بشأن حزمة الأسلحة قد يأتي يوم الإثنين. وقد يتغير محتوى وحجم الحزمة في الأيام المقبلة قبيل توقيع بايدن».
وأشارت «رويترز»، إلى أن هذا يُمثل ارتفاعًا حادًا في حجم استخدام بايدن الأخير لما يُسمى بسلطة السحب الرئاسية، والتي تسمح للولايات المتحدة بالسحب من مخزونات الأسلحة الحالية لمساعدة الحلفاء في حالات الطوارئ.
وتراوحت إعلانات سلطة السحب الرئاسية الأخيرة عادة من 125 مليون إلى 250 مليون دولار. ويقدر أن بايدن لديه ما بين 4 مليارات و5 مليارات دولار في سلطة السحب الرئاسية التي سبق أن وافق عليها الكونجرس، ومن المتوقع أن يستخدمها قبل تولي الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترامب منصبه في 20 يناير المقبل.
الألغام الأرضية
ولم تُصدر الولايات المتحدة الألغام الأرضية مُنذ عقود، كما أن استخدامها مُثير للجدل بسبب الضرر المُحتمل للمدنيين. وعلى الرغم من أن أكثر من 160 دولة وقعت على معاهدة تحظر استخدامها، إلا أن كييف تطلبها مُنذ أن شنت روسيا عمليتها العسكرية في فبراير 2022.
وقال محللون ومدونو الحرب هذا الأسبوع إن القوات الروسية تُحقق حاليًا مكاسب في أوكرانيا بأسرع معدل مُنذ الأيام الأولى للعملية العسكرية، حيث حررت مساحة تقدر بنصف مساحة لندن خلال الشهر الماضي.
وتتوقع الولايات المتحدة أن تستخدم أوكرانيا الألغام في أراضيها، رغم أنها تعهدت بعدم استخدامها في المناطق المأهولة بالمدنيين.
وكان ترامب قد اختار يوم الأربعاء كيث كيلوغ، وهو ملازم أول متقاعد قدم له خطة لإنهاء الصراع في أوكرانيا، ليكون مبعوثًا خاصًصا للصراع. وكان إنهاء الأزمة الأوكرانية بسرعة أحد وعود حملة ترامب الانتخابية رغم أنه تجنب مناقشة كيفية القيام بذلك.
إدارة بايدن لا تمتلك الوقت الكافي لإرسال ما تبقى لديها من مخصصات لكييف
في غضون ذلك، أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، بأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لن يكون لديها وقت كاف لإرسال ما تبقى في جعبتها من أموال مخصصة لإمداد كييف بالأسلحة قبل مغادرته وتنصيب دونالد ترامب.
وجاء في منشور الصحيفة نقلا عن مسؤولين في الكونجرس الأمريكي طلبوا عدم الكشف عن هويتهم: «ليس لدى إدارة بايدن الوقت الكافي لاستخدام مليارات الدولارات التي خصصها المشرعون لتقديم أسلحة لأوكرانيا، قبل انتهاء ولايتها وتنصيب دونالد ترامب في 20 يناير 2025، مما يترك للرئيس المنتخب حرية تقرير ما الذي يجب فعله بالأموال المتبقية».
وأشار المسؤولون إلى أن «السلطات الأمريكية الحالية لا يزال لديها أكثر من 6.5 مليار دولار أمريكي متبقية لسحب الأسلحة من مستودعات الجيش الأمريكي».
علاوة على ذلك، تمتلك واشنطن حوالي ملياري دولار إضافية لعقد صفقات طويلة الأجل لتوريد أسلحة جديدة للقوات المسلحة الأوكرانية، بحسب ما ذكرت الصحيفة.
وبحسب المسؤولين فقد «وصل البنتاجون إلى الحد الأقصى المسموح به من حجم الأسلحة التي يمكنه تزويد كييف بها شهريا دون التأثير على جاهزيته القتالية، كما يواجه صعوبات لوجستية في إرسال المساعدات العسكرية».
ووفقًا للصحيفة، «إذا أرادت إدارة بايدن إنفاق كل الأموال المتبقية المخصصة لدعم أوكرانيا في صورة أسلحة وتسليمها لكييف قبل انتهاء ولايته، فإنها تحتاج إلى إرسال أسلحة بقيمة أكثر من 110 ملايين دولار يوميا، أي حوالي 3 مليارات دولار في شهر ديسمبر ومثلها تقريبا في يناير».
وأكد أحد مسؤولي الكونجرس للصحيفة أن هذا الأمر مستحيل.
ولفتت الصحيفة إلى أن «وزارة الدفاع الأمريكية تأمل أن تتمكن من إرسال أسلحة بمبلغ يتراوح بين 500 و750 مليون دولار شهريا إلى أوكرانيا وسيكون الجزء الأكبر منها ذخيرة ومدفعية يسهل شحنها، أما الأسلحة الثقيلة، بما في ذلك العربات المدرعة والدبابات، فيستغرق تسليمها شهورًا».
تزويد أوكرانيا بالأسلحة لمواجهة روسيا
وكانت إدارة بايدن قد طلبت في وقت سابق من هذا الأسبوع، مبلغ 24 مليار دولار إضافية من الكونجرس لتزويد أوكرانيا بالأسلحة، ومن هذا المبلغ، سيتم استخدام 8 مليارات دولار لعقود طويلة الأجل لتوريد الأسلحة لأوكرانيا، في حين سيتم استخدام ال 16 مليار المتبقية لتجديد المخزون الأمريكي، بحسب الصحيفة.
يُذكر أن إدارة بايدن دعمت كييف بنشاط، حيث قدمت موارد مالية وعسكرية كبيرة وشمل هذا الدعم إمدادات الأسلحة والتدريب العسكري الأوكراني والمساعدات الأخرى بعشرات مليارات الدولارات.
وتُؤكد موسكو أن تسليح الغرب لأوكرانيا يُعيق التسوية ويُورط دول الناتو والولايات المتحدة، بشكل مباشر في النزاع، وأشار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى أن أي شحنات تحتوي على أسلحة لكييف ستكون هدفًا مشروعًا لروسيا، ووفقًا له فإن الناتو مُتورط في الصراع بشكل مباشر، ليس فقط بتوريد الأسلحة، ولكن بتدريب الأوكرانيين أيضا على الأراضي البريطانية والألمانية والبولندية والإيطالية.
وعلى الرغم من كل محاولات الغرب الفاشلة، تتقدم القوات الروسية في العملية العسكرية الخاصة وسط خسائر فادحة في صفوف قوات كييف وباعتراف قادتها.
«زيلينسكي» يُناشد الغرب إرسال أنظمة دفاع جوي جديدة إلى أوكرانيا
وفي وقت سابق، ناشد زعيم نظام كييف «فلاديمير زيلينسكي»، شركاءه الغربيين إرسال أنظمة دفاع جوي جديدة لأوكرانيا، «"يُمكن أن تنجح»، برأيه، في اعتراض صواريخ «أوريشنيك»، حسبما أفادت وسائل إعلام أوكرانية، اليوم الخميس.