واشنطن بوست: ترامب يعتزم نقل آلاف الوظائف خارج العاصمة واشنطن

قالت صحيفة واشنطن الأمريكية، إن الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب يعتزم نقل ما يصل إلى 100 ألف موظف حكومى فيدرالى إلى خارج العاصمة واشنطن، وهو ما ثبت فشله فى محاولته السابقة عندما كان رئيسا.
وذكرت الصحيفة على موقعها الإلكترونى أنه فى حين أن ترامب سيعود إلى البيت الأبيض، قال ترامب ومؤيدوه إنهم يريدون نقل 100 الف وظيفة حكومية من واشنطن إلى أماكن وصفوها بأنها أقل تكلفة، وأقرب إلى أصحاب المصلحة، وكما قال ترامب فى فيديو حملته، "مملوءة بالوطنيين الذين يحبون أمريكا".
وحاول ترامب نقل الوظائف الفيدرالية من واشنطن خلال ولايته الأولى - على نطاق أصغر بكثير - وأسفر ذلك عن مغادرة جماعية للموظفين ذوى الخبرة، وتوفير غير موثوق به للتكاليف، وانقطاعات واسعة فى العمل الحكومى.
ووفقا للصحيفة فإنه فى عام 2019، أعلنت إدارة ترامب أنها ستنقل مقر مكتب إدارة الأراضى ونحو 600 وظيفة إلى مدينة جراند جاكشن الصغيرة فى ولاية كولورادو، وعندما تم افتتاح المكاتب الجديدة بعد عام، دخل ثلاثة فقط من موظفى المكتب إلى المبنى.
وأضافت أنه تم تعيين حوالى 40 موظفا آخرين فى مكاتب أخرى فى الغرب. ولكن اختار ما يقرب من 90% من موظفى المقر ترك الوكالة أو العمل عن بعد بدلا من الانتقال إلى الغرب، وقالت ترايسى ستون-مانينج، التى تولت إدارة الوكالة تحت إدارة الرئيس جو بايدن فى عام 2021: "كانت تلك هجرة جماعية للعقول".
وبحسب الصحجيفة فقد نقلت إدارة ترامب أيضا مكتب خدمات البحث الاقتصادى التابع لوزارة الزراعة والمعهد الوطنى للزراعة والغذاء إلى مدينة كانساس سيتي. وأدى نقل حوالى 700 وظيفة إلى تعطيل عمل الوكالات وزيّنت الشكوك بشأن كونه قرارًا يوفر المال، وفقا للمقابلات وتقرير من مراقب حكومى نقدى أشار إلى أن الوكالات فقدت نصف موظفيها، بما فى ذلك فى المناصب الرئيسية.
وقالت لورا دودسون، الاقتصادية الزراعية ونائب رئيس اتحاد العمال المحلي: "كان ذلك عملية إعاقة غير ضرورية لأى وكالة".
ولم يرد فريق انتقال ترامب على طلب للتعليق. ودافع معهد "مشروع 2025"، وهو مجموعة تخطيط سياسات لفترة ترامب الثانية تم إعدادها من قبل مؤسسة "التراث"، عن نقل موظفى إدارة الأراضى قائلاً إنه "الجوهر الأمثل للحكومة الجيدة"، مضيفا أنه "كان قرارا مستنيرا ومنفذًا بكفاءة وفعالية مع مراعاة الموظفين المدنيين المتأثرين".
بينما يتمركز معظم موظفى الحكومة الفيدرالية البالغ عددهم 2.3 مليون موظف فى جميع أنحاء الولايات المتحدة، كان ترامب ومؤيدوه ينتقدون منذ فترة طويلة تمركز حوالى 320 ألف موظف حكومى فى العاصمة واشنطن وحولها. وغالبا ما كان ترامب يهاجم موظفى الحكومة فى واشنطن باعتبارهم جزءا من "الدولة العميقة" التى يريد تدميرها.
وأشارت الصحيفة إلى أن خطتهم الأخيرة ستؤثر على ما يقرب من ثلث الموظفين الفيدراليين فى منطقة واشنطن — وهى منطقة واسعة تضم 6.3 مليون شخص تمتد إلى ما وراء قاعات السلطة فى الكابيتول هيل إلى حدود ولاية بنسلفانيا وصولا إلى ولاية فيرجينيا الغربية، وفقا لمكتب إدارة شؤون الموظفين.
وأضافت أن وعد الحملة بنقل الوظائف الفيدرالية هو منفصل عن الوعود التى قطعها إيلون ماسك وفيك راماسوامي، المسؤولين عن كفاءة الحكومة فى فريق ترامب، بتقليص القوة العاملة الفيدرالية من خلال تسريحات جماعية وإغلاق وكالات كاملة.
وأوضحت أنه حتى الآن، كانت كلا الجهود تحمل الكثير من البلاغة لكن تفتقر إلى التفاصيل.
وقال معهد سياسات "أمريكا أولا"، وهو مجموعة انتقالية رئاسية متحالفة مع ترامب، إن نقل 100 ألف وظيفة وإعادة نقل وكالات بالكامل من واشنطن سيكسر "فقاعة الحزام" ويوفر 1.4 مليار دولار سنويا فى تكاليف الرواتب. وقد سمى الوكالتين الصغيرتين كمستهدفين رئيسيين: مكتب استصلاح وإعادة تأهيل المناجم، ليتم "مقره فى حقول الفحم" فى بيتسبرج، ومنظمة المرور الجوي، مركز القيادة للمراقبين الجويين فى البلاد، ليتم نقله إلى وجهة غير مسماة. معا، توظف الوكالتان أقل من ألف شخص فى منطقة العاصمة.
لكن من غير الواضح إذا كان يمكن نقل 100 ألف وظيفة من العاصمة دون اتخاذ إجراءات جذرية،ولكن ما هو واضح هو أن فقدان العديد من الوظائف الحكومية سيشكل ضربة قاسية للاقتصاد المحلى فى واشنطن، حسبما قال تيرى كلاور، مدير مركز التحليل الإقليمى فى جامعة جورج ميسون. سيكون لذلك أيضا آثار سلبية، مع فقدان القوة الشرائية من العديد من المناصب ذات الرواتب العالية التى ستغادر.
وقال كلاور: "سيؤخر ذلك تقدمنا الاقتصادى بشكل كبير".
قد يكون من المنطقى نقل بعض الوكالات الفيدرالية بعد تقييم عوامل مثل ما إذا كانت المنطقة المحلية مناسبة، وفقا لتقرير من معهد "بروكينجز" فى عام 2019، وهو مركز أبحاث بارز فى واشنطن.