وزير الخارجية الروسي يتحدث عن سُبل حل الأزمة في أوكرانيا
صرح وزير الخارجية الروسي «سيرجي لافروف»، بأن تنفيذ اتفاقية مينسك، والاتفاقيات التي حصلت خلال المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، هي «الحل للأزمة الأوكرانية»، جاء ذلك ردًا على سؤال الصحفي الأمريكي الشهير تاكر كارلسون: «ما هي الشروط التي ستوقف بها روسيا الأعمال القتالية؟»، حسبما أفادت وسائل إعلام روسية، اليوم الجمعة.
وقال لافروف: «قبل عشر سنوات، في فبراير 2014، تحدثنا عن ضرورة تنفيذ الاتفاق بين الرئيس (الأوكراني) فلاديمير يانوكوفيتش والمعارضة، لتشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات مبكرة. تم التوقيع على الاتفاقية. وتحدثنا عن ضرورة تنفيذها. لكن الذين نفذوا الانقلاب كانوا عديمي الصبر وعدوانيين تماما».
وأضاف: «ليس لدي أدنى شك في أن الأمريكيين كانوا يمارسون ضغوطا عليهم. إذ كانت نائبة وزير الخارجية الأمريكية آنذاك فكتوريا نولاند والسفير الأمريكي لدى كييف جيفري باييت قد اتفقا على تشكيل الحكومة، فلماذا انتظار خمسة أشهر لإجراء انتخابات مبكرة؟».
وتابع: «المرة التالية التي بدأنا فيها التحدث مرة أخرى عن ضرورة القيام بشيء ما، كانت عندما تم التوقيع على اتفاقيات مينسك. كنت هناك، واستمرت هذه المفاوضات 17 ساعة، وبحلول ذلك الوقت كانت شبه جزيرة القرم قد ضاعت أصلا من بين أيديهم. تم إجراء استفتاء هناك. ولم يطرح أحد في الغرب، بما في ذلك زميلي جون كيري الذي حضر اللقاء معنا، قضية شبه جزيرة القرم. كان الجميع يركزون على دونباس».
اتفاقيات مينسك
وأشار لافروف إلى أن «اتفاقيات مينسك نصت على سلامة أراضي أوكرانيا (باستثناء شبه جزيرة القرم). كان الأمر يتعلق بمنح وضع خاص لجزء صغير من دونباس (وليس حتى للإقليم بأكمله) وليس لنوفوروسيا بأكملها. وفقا لاتفاقيات مينسك، التي وافق عليها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كان يجب أن يكون لجزء من الدونباس الحق في التحدث والدراسة باللغة الروسية وتدريسها وأن تكون لديه وكالات لإنفاذ القانون محلية (كما هو الحال في الولايات المتحدة)، وأنه تجب استشارتهم عند تعيين القضاة والمدعين العامين، وكان ينبغي أن تكون لديهم علاقات اقتصادية أسهل وأسلس مع المناطق المجاورة لروسيا. هذا كل شيء. وقد وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإعطاء نفس الشيء لكورسيكا، وعلى حد علمي، لا يزال يفكر في كيفية القيام بذلك».
وشدد وزير الخارجية الروسي على أنه «تم تخريب هذه الاتفاقيات منذ البداية. بدايةً بترو بوروشينكو، ثم فلاديمير زيلينسكي. وكلاهما بالمناسبة أصبحا رئيسين تحت شعارات السلام. وكلاهما كذب. عندما رأينا أن اتفاقيات مينسك تتعرض للتخريب وشهدنا محاولات للاستيلاء على هذا الجزء من الدونباس بالقوة. في هذا الوقت بالذات اقترحنا مشروع معاهدة بشأن ضمانات أمنية مع حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة، وتم رفضه. وعندما أطلقت أوكرانيا ورعاتها الخطة البديلة، في محاولة للاستيلاء على هذا الجزء من دونباس بالقوة، أطلقنا العملية العسكرية الخاصة، ولو أنهم نفذوا اتفاقيات مينسك، لكانت أوكرانيا كيانا واحدا كاملا (باستثناء شبه جزيرة القرم)».
العملية العسكرية الروسية الخاصة
وأكد أنه «بعد أن أطلقنا العملية العسكرية الخاصة، اقترح الأوكرانيون إجراء مفاوضات. واتفقنا على ذلك، وكانت هناك عدة جولات من المفاوضات في بيلاروس وإسطنبول، وطرح الوفد الأوكراني على الطاولة وثيقة بنيت على المبادئ التي كانوا على استعداد للتحدث عنها. اتفقنا معهم».
ولفت إلى أن «الحديث بخصوص إسطنبول، كان ذلك في أبريل 2022. ونصت المبادئ التي تقوم عليها هذه الوثيقة على عدم انضمام أوكرانيا إلى الناتو، ولكن على أن يتم تزويدها بضمانات أمنية بمشاركة عدد من الدول وروسيا».
وأكمل لافروف: «على ألا تنطبق هذه الضمانات الأمنية على شبه جزيرة القرم أو شرق أوكرانيا، كان هذا اقتراحهم (الوفد الأوكراني) وقد بدأ طرحه من قبلهم. وأكد رئيس الوفد الأوكراني في إسطنبول، ديفيد أراخاميا، والذي لا يزال رئيسا لفصيل فلاديمير زيلينسكي في البرلمان الأوكراني، في مقابلة مؤخرا أن هذا هو ما حصل بالفعل. وكنا مستعدين لصياغة معاهدة على أساس هذه المبادئ».
روسيا تُؤكد: «نُعارض التدخلات الخارجية في شؤون فنزويلا»
من ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية الروسي «سيرجي لافروف»، خلال زيارته لفنزويلا أن موسكو تُعارض التدخل الخارجي في شؤون هذا البلد وفي جدلها مع غويانا بشأن منطقة إيسيكيبو، حسبما أفادت وسائل إعلام روسية، الأربعاء.