مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

تصاعد التوترات في جورجيا وسط غموض لمسار الاحتجاجات

نشر
الأمصار

نظم متظاهرون جورجيون مؤيدون لانضمام بلادهم إلى الاتحاد الأوروبي تظاهرات جديدة الجمعة في أعقاب زعم رئيس الوزراء تحقيق الانتصار في “معركة هامة” ضد المعارضة، وسط تعمّق الازمة التي انبثقت من انتخابات متنازع عليها.

تتواصل منذ أسبوع الاحتجاجات الليلية في العاصمة الجورجية ضد الحكومة الموالية لروسيا. ويريد المتظاهرون تأمين مستقبل البلاد بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وهو ما ترفضه الحكومة.

بداية الاحتجاجات في تبليسي

عمت التظاهرات تبليسي منذ أعلن حزب الحلم الجورجي الحاكم الذي يتهمه معارضوه بالاستبداد وجر البلاد نحو روسيا، فوزه في الانتخابات العامة التي أجريت في تشرين الأول/أكتوبر.

ومن جميع أنحاء البلاد، نزل عشرات الآلاف إلى الشوارع احتجاجا على مزاعم بتزوير الانتخابات وإعلان رئيس الوزراء إيراكلي كوباخيدزه الصادم الأسبوع الماضي تعليق محادثات انضمام جورجيا إلى الاتحاد الأوروبي حتى عام 2028.

مما دفع الشرطة لاستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ضد المتظاهرين واعتقلت المئات منهم، ما أثار الغضب في الداخل إضافة إلى إدانات دولية متزايدة.

وقام عدة آلاف من الأشخاص بإغلاق الشارع أمام البرلمان لليلة التاسعة تواليا الجمعة، وأطلق البعض صافرات الإنذار وآخرون الألعاب النارية.

ودهمت الشرطة مكاتب العديد من أحزاب المعارضة واعتقلت قادتها في وقت سابق من هذا الأسبوع، بينما تم اعتقال نحو 300 شخص في التجمعات.

واستقال العديد من السفراء ونائب وزير الخارجية بسبب قرار تعليق محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وتقدم حزب الحلم الجورجي الذي يتولى السلطة منذ أكثر من عقد، بتشريعات مثيرة للجدل في السنوات الأخيرة تستهدف المجتمع المدني ووسائل الإعلام المستقلة والحد من حقوق المثليين والمتحولين جنسيا.

كما نظم الآلاف مسيرات مناهضة للحكومة في باتومي ثاني أكبر مدينة على ساحل البحر الأسود. وأفادت وسائل إعلام محلية عن احتجاجات في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك في مدن كوتايسي وزوغديدي وروستافي وتيلافي.

ورغم أن الحشد كان أقل من الليالي الماضية والمزاج أكثر هدوءا، إلا أن المحتجين يرفضون المزاعم بأن حركتهم تتلاشى.

الآراء المحلية والدولية

محليًا

قال زعيم حزب ليلو المعارض ماموكا خازارادزه إن الحزب الحاكم “لم يعد لديه القوة أو الموارد للوقوف في وجه الشعب”.

وأضاف أن الحكومة “لجأت إلى اعتقال الناشطين الشبان والمعارضين السياسيين خوفا من الاحتجاجات العامة المتواصلة والعصيان المدني المتزايد من قبل الموظفين العموميين”، مؤكدا أن “النصر في متناول اليد، والنظام بدأ بالانهيار”.

وأعلنت وزارة الداخلية عن اعتقالات جديدة الجمعة، قائلة إن الشرطة اعتقلت ثلاثة أفراد بتهمة “المشاركة في عنف جماعي”، وهي تهمة يعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى تسع سنوات.

والجمعة، حُكِم على زعيم حزب أخالي المعارض نيكا غفاراميا بالسجن لمدة 12 يوما، بينما تم وضع ألكسندر إليشفيلي، زعيم تكتل “جورجيا القوية” المعارض، لمدة شهرين قيد الاحتجاز الاحتياطي.

يشعر معارضو حزب الحلم الجورجي بالغضب حيال ما يصفونه خيانته محاولة تبليسي الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، وهي عملية منصوص عليها في الدستور ويدعمها نحو 80% من المواطنين.

دوليًا

وندد وزراء خارجية فرنسا والمانيا وبولندا في بيان مشترك مساء الجمعة ب”الاستخدام غير المتكافىء للقوة ضد المتظاهرين المسالمين” في جورجيا، وب”استهداف المعارضة وممثلي وسائل الاعلام”.

وحذرت بروكسل من أن مثل هذه السياسات غير متوافقة مع عضوية الاتحاد الأوروبي، في حين يتهم المعارضون الجورجيون الحكومة بنسخها من روسيا.

وكانت الولايات المتحدة من بين الدول الغربية التي نددت بقمع الاحتجاجات.

واتهم أمين المظالم المعني بحقوق الإنسان ليفان يوسيلياني الشرطة باستخدام “التعذيب” ضد المتظاهرين المعتقلين.
وقال يوسيلياني الخميس إن 191 متظاهرا اعتقلوا خلال الأسبوع الماضي، أبلغوا عن تعرضهم لسوء معاملة أثناء احتجازهم، وخصوصا أن 138 منهم ظهرت عليهم إصابات واضحة.

وفي تحذير جديد، قال رئيس الوزراء الجمعة إن “قدرة الشرطة على الرد على المحاولات الثورية لا تنضب”.

ومع استبعاد الجانبين التوصل إلى تسوية، لا يبدو أن هناك سبيلا واضحا للخروج من الأزمة، من المتوقع أن تتفاقم الأزمة بعد 14 كانون الأول/ديسمبر عندما ينتخب نواب حزب الحلم الجورجي خلفا للرئيسة المؤيدة للغرب سالومي زورابيشفيلي التي تعهدت عدم التنحي حتى إعادة الانتخابات البرلمانية.