مشاهد توثّق خلو القصر الجمهوري.. هل غادر الأسد سوريا ؟

تداول ناشطون تسجيلات مصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يوثق خلو القصر الجمهوري الواقع على جبل قاسيون بدمشق بشكل تام بعد فرار رئيس النظام السوري، بشار الأسد من البلاد.

وأظهرت التسجيلات دخول مسلحين من فصائل المعارضة إلى غرف القصر وتوجه آخرين إلى إطلاق العيارات النارية على مدخله احتفالا بسقوط نظام الأسد.
ولا تعرف الوجهة التي ذهب إليها بشار الأسد، وما تزال المعلومات متضاربة بشأن الآلية التي اتبعها للفرار من دمشق.
متى غادر الأسد سوريا؟
وبحسب المرصد السوري، الذي أكد أن بشار الأسد غادر في تمام الساعة العاشرة مساء أمس السبت، من مطار دمشق الدولي.
وكان بشار الأسد يقيم منذ تسلمه السلطة في القصر الجمهوري الواقع على جبل قاسيون، ويعتبر هذا القصر المقر الرسمي لرئيس الجمهورية السورية، ومركز إدارة شؤون الحكم في البلاد.

مواقع أخرى يعتقد أن الأسد كان يستخدمها لإدارة مهامه
وبالإضافة إلى القصر الجمهوري هناك مواقع أخرى يعتقد أن الأسد كان يستخدمها لإدارة مهامه، خصوصا في ظل الأوضاع الأمنية القائمة في البلاد، وبينها "قصر الشعب" الذي يقع على قاسيون، والمكتب الرئاسي في كفرسوسة، ومواقع سرية أو بديلة، بحسب ما قال خبراء وباحثون في تقارير .
تحطيم تمثال حافظ الأسد
حطم سكان في مدينة اللاذقية السورية معقل عائلة رئيس النظام السوري ، بشار الأسد، تمثالا لأبيه حافظ في حي الشيخ ضاهر، وفقا لتسجيل مصور نشره صحفيين عبر مواقع التواصل .
وقال شهود عيان، أن إسقاط تمثال الأسد الأب جاء وسط احتفالات خرج بها المئات من أحياء متفرقة من اللاذقية الواقعة على الساحل السوري، بعد إعلان سقوط نظام الأسد.
ومنذ سنوات تعرف اللاذقية بأنها أحد الحواضن المرتبطة بعائلة الأسد، لكن غريب أشار إلى أن السكان في المدينة الساحلية الآن "باتوا على قناعة بأن الأسد تخلى عنهم وزواله يعني انتهاء الماضي. ولا حل إلا بسوريا جديدة".

وتابع الشهود أن قوات النظام السوري سحبت جميع حواجزها الأمنية في المدينة، وأخلت أفرع الأمن هناك .
مغادرة الأسد إلى واجهة غير معلومة
قال ضابطان بالجيش السوري، لوكالة رويترز، الأحد، إن الرئيس بشار الأسد غادر البلاد على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة.
يأتي ذلك مع تصاعد الأحداث في سوريا، ودخول تنظيمات مسلحة إلى العاصمة دمشق، بعد السيطرة على مدينة حمص.
أعلنت فصائل مسلحة في سوريا، فجر الأحد، أنها بدأت بالدخول إلى العاصمة دمشق، بعد ساعات على تأكيدها أنها سيطرت على مدينة حمص، ثالث كبرى مدن البلاد.

وقالت الفصائل في رسالة نشرتها على تطبيق تلغرام: "بدأت قواتنا دخول العاصمة دمشق"، في وقت تحدث سكان لوكالة فرانس برس عن سماع رشقات رصاص كثيفة في شوارع العاصمة.
ومن جهتها، قالت محطة "سي إن إن" الأميركية إن التنظيمات المسلحة دخلت دمشق فجر الأحد، مع انهيار الدفاعات في العاصمة.
ووفقا لوكالة أنباء رويترز، قالت التنظيمات المسلحة إنه "لا توجد مؤشرات لانتشار الجيش السوري في دمشق".
سقوط نظام الأسد
وأعلن عن سقوط نظام الأسد، فجر اليوم الأحد، وجاء وفق بيان أعلنته المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري.
وأكد على ذلك رئيس حكومة النظام السوري، محمد غازي الجلالي، إذ نشر بيانا مصورا أعلن فيه استعداده للتعامل مع "القيادة" الجديدة.

السفارة السورية في قطر تصدر بيان هام
أصدرت السفارة السورية في قطر، الأحد، بيانا بعنوان "تحرير سوريا"، بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
وقالت السفارة في بيانها "نزف إليكم إشراق شمس الحرية، وتحرير سوريا من قبضة الطغيان، وفتح صفحة جديدة في كتاب المجد والتاريخ".
وأضافت: "لقد صمد أبناء شعبنا لعقود أمام ظلم طغمة مستبدة، لم تتورع عن ارتكاب أفظع الجرائم بحقهم، وهدر كرامة الإنسان، وتدمير مقدرات الوطن. إلا أن الشعب السوري قال كلمته منذ اليوم الأول للثورة، ومضى في درب تحرير الأرض والإنسان، حالما ببناء وطن الحرية والكرامة، وطن لكل السوريين، يسود فيه القانون، وينعم بالعدل والسلام".
وتابعت "وفي هذا اليوم التاريخي، نترحم على أرواح" من قتلوا و"نحمد اللّٰه على تحرير أبنائنا من غياهب المعتقلات، ونُجدد العهد بأن تبقى تضحياتهم أمانة في أعناقنا. كما نوجه الرسالة إلى كل أبناء شعبنا السوري بأن الطريق أمامنا طويل وشاق، وعلينا أن نمدّ الكف للكف، ونشدّ الساعد بالساعد، متحملين مسؤولياتنا لاستعادة بلدنا وبناء مستقبل يليق بهذا الوطن العظيم".
وخرج السوريون إلى الشوارع بعدة مدن سورية احتفالا وابتهاجا بسقوط النظام، وأسقطوا تماثيل لحافظ الأسد بمناطق متفرقة