تحديات جمة.. فون دير لاين تستعد للسير على «جمر» ترامب
تستعد رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، لمواجهة معضلة دونالد ترامب، لمدة 4 سنوات مقبلة، وذلك بعد سنوات من التحالف مع جو بايدن.
وفي أفضل السيناريوهات، قد تدخل رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، كتب التاريخ كرئيسة للمفوضية الأوروبية التي حررت القارة العجوز من اعتمادها العسكري على الولايات المتحدة، وأعادت تشغيل المحرك الاقتصادي للقارة.
وفي أسوأ السيناريوهات، ستكون هذه بداية النهاية، وفقا لما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
الأكيد أن عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ستؤدي إلى اضطرابات في طريق فون دير لاين التي تكافح في عدة ملفات من بينها دعم أوكرانيا، والحفاظ على أهداف المناخ الدولية، وإعادة النمو الاقتصادي لدول القارة التي قد تواجه حربا تجارية عالمية.
وخلال السنوات الخمس الماضية، نجحت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في فرض بصمتها كلاعب سياسي رئيسي على المستوى العالمي بعد نجاحها في تنسيق استجابة التكتل تجاه جائحة كوفيد 19، والحرب في أوكرانيا، وهو الملف الذي تدين فيه بالكثير لتعاونها الوثيق مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وبدأت الشراكة بين واشنطن وبروكسل قبل أشهر من الحرب، عندما حذرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، من احتمال اندلاع الحرب، وذلك خلال زيارتها للبيت الأبيض في نوفمبر 2021، حيث بدأت في التنسيق مع بايدن حول حزمة من العقوبات.
وبعد اندلاع الحرب، استمر التعاون، حيث عملت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، مع البيت الأبيض لتقلل تأثير قانون بايدن لحفض التضخم، على الاقتصاد الأوروبي.
ومع ذلك، فإن هذه العلاقة الوثيقة مع بايدن قد تكون عبئا الآن على رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، مع عودة ترامب للبيت الأبيض، خاصة وأن الرئيس المنتخب اعتاد على توجيه الانتقادات اللاذعة للاتحاد الأوروبي.
ونقلت "بوليتكيو" عن مصدر دبلوماسي أوروبي قوله "لم يكن ترامب حريصًا أبدًا على الاعتراف بالاتحاد الأوروبي كطرف في الحوار".
ومع توليه منصبه الشهر المقبل، فإنه من المتوقع أن تندلع عدة مواجهات بين ترامب والاتحاد الأوروبي أولها ما يتعلق بأوكرانيا، حيث تعهد الرئيس المنتخب خلال حملته بإنهاء الحرب بعد وقت قصير من دخوله للبيت الأبيض وهو الأمر الذي قد يتضمن خفض الدعم لكييف ما لم توافق على التنازل عن الأراضي لروسيا.
وخلال حملته، قال ترامب، إنه سيشجع روسيا على القيام "بكل ما تريده" تجاه الدول التي لم تحقق أهداف الإنفاق في حلف شمال الأطلسي "الناتو".
لكن القضية الأكثر إثارة للقلق هو الاقتصاد، وذلك بعدما تعهد ترامب بفرض تعريفات جمركية شاملة تتراوح بين 10 و20% على أوروبا.
كما هدد بفرض ضريبة بنسبة 60% على جميع السلع القادمة من الصين؛ الأمر الذي قد ينعكس على دول الاتحاد في حال قامت بكين بإغراق سوق التكتل بمنتجاتها.
مخاوف
إلى ذلك، أعرب دبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي عن مخاوفهم من أن يهدد ترامب بفرض تعريفات جمركية على الدول التي لا تقوم بزيادة إنفاقها الدفاعي.
من جانبها، فإن رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، تأمل أن تجبر هذه التهديدات دول الاتحاد الأوروبي على توحيد الصفوف والتعاون بشكل أوثق، مثلما حدث خلال جائحة كورونا، والأيام الأولى من حرب أوكرانيا.
وبفعل الضغوط الأمريكية، قد لا يكون هناك أي خيار أمام دول الاتحاد إلا أن تقوم بتعزيز إنفاقها الدفاعي، وتعزيز قطاع التكنولوجيا، وتوضيح موقفها من الصين.
وبشكل نظري، فإنه من المفترض أن تكونرئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، واحدة من المحاورين الأوروبيين الرئيسيين لواشنطن، وهو أمر قد لا يتحقق واقعيا في ضوء التوتر المحتمل في علاقتها مع ترامب، وفق "بوليتيكو".
ويعتقد دبلوماسيون أوروبيون أن رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، قد تضطر إلى الاعتماد على شخصيات أخرى لها علاقة أفضل مع ترامب مثل رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أو الأمين العام لحلف "الناتو" مارك روته.
الأكثر من ذلك، حاولت فون دير لاين تحسين العلاقة مع ترامب من خلال اقتراح أن تشتري بروكسل المزيد من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة مقابل تجنب التعريفات الجمركية الأمريكية.
ومع ذلك، قد يسعى ترامب إلى إبرام صفقات ثنائية مع حكومات ذات تفكير مماثل مثل حكومة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، حسبما ذكر أنتوني جاردنر، السفير الأمريكي السابق لدى الاتحاد الأوروبي.
وقال جاردنر، "سيستخدم ورقة فيكتور أوربان، وسيستخدم الأوراق الأخرى التي لديه.. الاتحاد الأوروبي الآن في حالة هشة للغاية، لذلك قد تنجح هذه الأساليب للأسف".