"علم الاستقلال" .. تفاصيل حول علم سوريا
تزامن مع اندلاع احتجاجات عام 2011 في سوريا عودة علم استقلال دمشق عن الاحتلال الفرنسي بالظهور بدلا من العلم الحالي الذي تم اعتماده من جانب النظام في سوريا منذ عام 1980.
رفع للمرة الأولى
رفع للمرة الأولى في دمشق عام 1932، وأصبح رمزاً للاستقلال عن فرنسا، وألغي بعد الوحدة بين سوريا ومصر، ليعاد استخدامه موقتاً بعد انهيار الوحدة، ثم فرض حزب البعث علماً جديداً.
وكانت سوريا جزءا من الدولة العثمانية منذ معركة مرج دابق عام 1516 وظلت هكذا حتى عام 1918 عندما رفعت علم الثورة العربية.
وفي عام 1920 احتلت فرنسا سوريا بعد معركة ميلسون وسيطرت على البلاد وقسمتها، لكن في عام 1932 رفع لأول مرة علم الجمهورية السورية وكانت البلاد لا تزال تحت الانتداب الفرنسي، وهو نفس شكل العلم الذي رفعته المعارضة المسلحة لنظام الأسد في الوقت الحالي.
ألوان العلم
يتكون العلم من عدد من الألوان يمثل اللون الأخضر الخلافة الراشدة، أما الأبيض فيمثل الدولة الأموية، أما اللون الأسود فيرمز للدولة العباسية.
أما النجوم الحمراء الثلاث فكانت في أصلها تمثل 3 مناطق في سوريا وهي حلب ودمشق ودير الزور.
وفي عام 1936 ضُم سنجق اللاذقية وجبل الدروز إلى سوريا، حيث تغيرت معاني النجوم الثلاث، حيث تمثل النجمة الأولى حلب ودمشق ودير الزور، أما النجمة الثانية تمثل جبل الدروز، أما النجمة الثالثة تمثل سنجق اللاذقية.
التطور التاريخي للعلم السوري
في الـ30 من سبتمبر (أيلول) 1918 انسحبت الحامية التركية من دمشق، بعد تقدم قوات الثورة العربية الكبرى، فقام الأمير سعيد الجزائري برفع علم الثورة العربية في دمشق وإنزال العلم العثماني، وبقي هذا العلم علم سوريا حتى تاريخ الثامن من مارس (آذار) 1920، وذلك عند إعلان استقلال سوريا رسمياً عن الدولة العثمانية.
علم الثورة العربية كان يتألف من أربعة ألوان، شريط أسود فوق، وشريط أبيض في الأسفل، يتوسطهما شريط أخضر، وعلى الجانب مثلث أحمر اللون.
في الثامن من مارس (آذار) 1920، أعلن قيام المملكة العربية السورية، واستخدم علم جديد يمثل المملكة الجديدة، العلم الجديد كان بنفس شكل وألوان علم الثورة العربية، لكن المثلث الأحمر الجانبي تتوسطه نجمة بيضاء، لكن هذا الأمر لم يستمر سوى أشهر قليلة، ففي الـ24 من يوليو (تموز) 1920 دخلت القوات الفرنسية دمشق بعد انتصارها في معركة ميسلون الجديدة، وأعلن الانتداب الفرنسي على سوريا، وبذلك انتهت المملكة العربية السورية، وانتهى معها العلم الذي لم يعش سوى أشهر.
بعد دخول الفرنسيين إلى دمشق اختير علم جديد لسوريا، وهو عبارة عن مستطيل أزرق اللون، يتوسطه هلال أبيض، وفي زاويته العليا علم فرنسي مصغر.
بعد أشهر من دخول فرنسا إلى سوريا ولبنان وبدء استقرارها في البلدين، قررت الإدارة الفرنسية تقسيم البلدين إلى ست دويلات، وهي دولة دمشق، ودولة حلب، ودولة جبل العلويين، ودولة لبنان الكبير، ودولة هاتاي، ولكل دولة من هذه الدول علم خاص بها له مزيج من الألوان، سنرفق في نهاية المقالة صورة لعلم كل دولة من هذه الدول، إلا أن هذه التقسيمة لاقت رفضاً شعبياً واسعاً فألغيت، وبقي العلم السوري هو نفسه علم الانتداب الفرنسي الأزرق ذو الهلال الأبيض.
استمرت التظاهرات والمقاومة المسلحة ضد الوجود الفرنسي في سوريا لسنوات عدة، وفي عام 1930 وافق الفرنسيون على قيام "الجمهورية السورية الأولى"، التي اعتمدت في دستورها علماً جديداً لسوريا، وهو عبارة عن مستطيل طوله ضعف عرضه، يحتوي على أربعة ألوان، في الأعلى شريط أخضر، وفي الأسفل شريط أسود، يتوسطهما شريط أبيض يحتوي على ثلاث نجوم حمراء، وهو العلم ذاته الذي استخدمته الثورة السورية في عام 2011.
"علم الاستقلال"
وعلى رغم اعتماده في عام 1930، إلا أنه رفع للمرة الأولى في دمشق يوم الـ11 من يونيو (حزيران) 1932، واعتمد كعلم رسمي لسوريا بعد استقلالها عن فرنسا في الـ17 من أبريل (نيسان) 1946، ويسمى أيضاً بـ"علم الاستقلال".
بالنسبة إلى ألوان العلم السوري الجديد، فاللون الأخضر يشير إلى فترة حكم "الخلفاء الراشدين"، والأبيض يمثل الراية التي كانت معتمدة لدى الدولة الأموية التي اتخذت من دمشق عاصمة لها، فيما يشير العلم الأسود إلى راية الدولة العباسية في بغداد، أما نجومه الحمراء الثلاث، فتشير إلى التنوع العرقي والطائفي الموجود في سوريا.
إعلان الوحدة بين مصر وسوريا
وفي عام 1946 أعلنت سوريا استقلالها واعتمدت العلم رسميا وظل هكذا حتى إعلان الوحدة بين مصر وسوريا في عام 1958 حيث ظهر ما يعرف بعلم الوحدة.
أخذ العلم الجديد الألوان الأحمر، والأبيض، والأسود من ألوان الوحدة العربية، كما وتم استبدال لون النجوم الموجودة على العلم من اللون الأحمر إلى اللون الأخضر.
بعد انهيار الجمهورية العربية المتحدة في 28 سبتمبر 1961، أعيد استخدام العلم السوري القديم في محاولة للتخلص من بقايا كيان جمهورية الوحدة الذي كان قد انهار.
سيطرة حزب البعث على مقاليد الحكم
بعد سيطرة حزب البعث على مقاليد الحكم في البلاد عام 1963 مر العلم بأطوار عدة انتهت باعتماد علم الجمهورية العربية المتحدة والذي يتكون من ثلاثة خطوط أفقية تبدأ بالأحمر ثم الأبيض ثم الأسود وفي المنتصف توجد نجمتان باللون الأخضر للدلالة على الرغبة في الوحدة العربية.
على إثر اندلاع احتجاجات عام 2011، بدأ العلم الأخضر الذي استخدم عند الاستقلال بالظهور مجددا، واستخدمه المتظاهرون على نطاق واسع بمختلف المحافظات خلال التظاهرات التي كانت تطالب بإسقاط النظام.
ثم تبنى الائتلاف السوري المعارض وما يعرف بالجيش السوري الحر هذا العلم بعد عام 2011، كما تم استخدامه من قبل الحكومة السورية المؤقتة التي شكلتها المعارضة.
وبعد سيطرة المعارضة السورية المسلحة على سوريا عاد العلم الأخضر للظهور وتم اعتماده رسميا.
علم "الثورة السورية" يحتوي على 3 مستطيلات أفقية متوازية ملونة من الأعلى للأسفل بالأخضر والأبيض والأسود، وفي داخل المستطيل الأبيض 3 نجوم خماسية حمراء اللون، وللألوان دلالات مختلفة، والنجوم الحمراء الثلاث تمثل 3 مناطق في سوريا.
العلم الأحمر الذي يرفع بمناطق النظام، فهو مكون من 3 مستطيلات أفقية متوازية ملونة من الأعلى للأسفل بالأحمر والأبيض والأسود، وفي داخل المستطيل الأبيض نجمتان باللون الأخضر.