قد يقف حجر عثر أمام التنمية في سوريا..ماذا تعرف عن قانون قيصر؟

قانونُ قيصر هو قانون تم وضعه لحماية المدنيين في سوريا وهو اسمٌ للعديد من مشاريع القوانين التي أصدرت من الحزبين في الكونغرس الأمريكي موجّهة ضد الحكومة السورية السابقة.
يستهدفُ مشروع القانون أيضًا الأفراد والشركات الذين يقدمون التمويل أو المساعدة لرئيسِ سوريا؛ كما يستهدفُ عددًا من الصناعات السورية بما في ذلك تلك المُتعلِّقة بالبنية التحتية والصيانة العسكرية وإنتاج الطاقة عدى عن استهدافهِ للكثير من الكيانات الإيرانية والروسية التي تقدّم الدعم لحكومة الأسد خلال الحرب الأهلية السورية.
وأقرَّ مجلسُ الشيوخ القانون في منتصف كانون الأول/ديسمبر 2019 وفي حالة ما وقَّعهُ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فسيُصبح «قانونًا جاريًا» بدل «مشروعِ قانونٍ مقترحٍ»؛ ما يعني البدء فعليًا في فرضِ العقوبات على الكيانات التي تتعامل مع الحكومة السورية ووكالاتها العسكرية والاستخبارية.
وقالت لجنة الشؤون الخارجية في المجلس في بيان لها صدر في 22 من يناير/كانون الثاني 2019 إن مجلس النواب الأمريكي صوّت على تفعيل قانون "قيصر" لحماية المدنيين السوريين" من أجل فرض عقوبات جديدة على حلفاء سوريا في مجالات الطاقة والهندسة والأعمال والنقل الجوي.
وجاء في بيان الخارجية الأمريكية أنه بموجب قانون "قيصر" لحماية المدنيين في سوريا، "سيُطلب من الرئيس الأمريكي فرض عقوبات جديدة على أي شخص أو جهة يتعامل مع الحكومة السورية أو يوفر لها التمويل، بما في ذلك أجهزة الاستخبارات والأمن السورية، أو المصرف المركزي السوري".
وسُمِّي مشروع القانون باسمِ قيصر نسبةً لشخصٍ مجهولٍ قيل أنّه سرّب معلومات وصور لضحايا «تعذيب» في سوريا بين عامي 2011 و 2014.
ففي يناير/كانون الأول 2014، أصدر فريق من المحققين الدوليين في جرائم الحرب والخبراء الجنائيين تقريرا يقيم «مصداقية منشق من سوريا، كان يخدم في الشرطة العسكرية للحكومة السورية»، الذي «هرب، أثناء عمله، عشرات الآلاف من صور جثث صورها هو وزملاؤه», في المجمل، أبلغ الخبراء أن المنشق السوري، الذين أطلقوا عليه اسما رمزيا هو «قيصر»، هرّب ما يقارب 55 ألف صورة هو وسوريون آخرون.
الخبراء الذين قابلوا قيصر فحصوا مؤهلاته العسكرية، وأجروا تحاليل الطب الشرعي لعيّنة من 5500 صورة (قدروا أنها تمثل 1300 جثة). وجدوا أن 42% من الجثث مصابة بالهزال، وبدت علامات «الإصابة بصدمات» (أو رضّ) على 20% منها. كما لاحظوا أن هناك صورا لأشخاص «بدا عليهم تغير اللون وتقرحات في منطقة القدمين وقصبة الساق بالأساس».
التحقيق في قانون قيصر
وقد أثارت صور قيصر حين نشرها ضجّة وجدلًا كبيرين؛ بل طالبت هيومن رايتس ووتش بالتحقيق في تقرير قيصر ثمَّ أصدرت تقريرًا إضافيًا بعنوان «إذا كان الموتى يستطيعون الكلام»؛ وفيه عُرضت أدلة فوتوغرافية من تقرير قيصر كما عُرضت تلكَ الأدلة في متحف ذكرى الهولوكوست بالولايات المتحدة وفي الأمم المتحدة.

أصبحَ قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا عام 2019 جُزءًا من قانون إقرار الدفاع الوطني للسنة المالية 2020 وفقًا لتقرير مجلس النواب 116-333.
وقد وافقَ مجلسُ النواب ونفس الأمر بالنسبة لمجلس الشيوخ في 17 كانون الأول/ديسمبر 2019 على قانون قيصر.
وبعد بضعة أيام، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مشروع القانون هذا الذي يحتوي على هذه النسخة من حكم قيصر ليصبح قانونًا.
قانون "قيصر" أو "قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا" سُمِّي بهذا الاسم نسبة إلى شخص عُرف بلقب "قيصر"، وهو اسم مستعار لمصور عسكري سوري سابق.
سبب تسمية القانون بهذا الاسم
انشق "قيصر" عن نظام الأسد عام 2014، وسرّب 55 ألف صورة لـ 11 ألف سجين قُتلوا أثناء عمليات تعذيب، وكان يتعاون مع شخص آخر عُرف باسم حركي، "سامي"، واستخدم المصور اسم "قيصر" لإخفاء هويته الحقيقية، وعُرضت صوره في قاعات مجلس الشيوخ الأمريكي، وأثارت ردود فعل عالمية غاضبة في ذلك الوقت.
ونشرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية مؤخرا مقابلة حصرية مع "سامي"، التي أعرب فيها عن ترحيبه بالتغيير الذي طرأ على سوريا في ظل سيطرة المعارضة على دمشق، مشدداً على ضرورة "المحاسبة"، ومحذّرا من تبعات "الدخول العشوائي للمواطنين إلى السجون وأماكن الاحتجاز"، مشيراً إلى أن ذلك "أدَّى إلى إتلاف أو فقدان وثائق وسجلات رسمية مهمة للغاية تكشف عن انتهاكات منذ عشرات السنين".
وتوصل الكونغرس الأمريكي خلال القانون إلى ما يلي:
أصبح أكثر من 14 مليون سوري لاجئاً أو نازجاً داخلياً خلال السنوات الخمس الأولى من الصراع.
مات أكثر من 60 ألف سوري بينهم أطفال في السجون السورية بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
صرح جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي في ذلك الوقت، بأنه متأكد تماما من استخدام بشار الأسد للأسلحة الكيمياوية ضد شعبه.

منع الأسد وصول المساعدات الطبية إلى المدنيين الذين كانوا في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة بحسب ما جاء على الموقع الرسمي للكونغرس.
رأى الكونغرس أن أعمال بشار الأسد ضد الشعب السوري أدت إلى مقتل مئات الالاف وتدمير أكثر من 50 في المئة من البنية التحتية الحيوية في سوريا، وشرّدت أكثر 14 مليون شخص وتسببت بأكبر أزمة إنسانية منذ اكثر من 60 عاماً.