مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

تصعيد جديد بين إسرائيل والحوثيين.. ماذا وراء الغارات الجوية على اليمن؟

نشر
الأمصار

في تصعيد جديد للتوترات في الشرق الأوسط، شنّت إسرائيل فجر الخميس 19 ديسمبر 2024 غارات جوية على "أهداف عسكرية" تابعة للحوثيين في اليمن، وذلك بعد اعتراض صاروخ أُطلق من الأراضي اليمنية باتجاه إسرائيل.

 

هذا التطور يُضاف إلى سلسلة من الأحداث التي تعيد تشكيل خارطة الصراعات الإقليمية والدولية في المنطقة.

 

تفاصيل الهجمات الإسرائيلية

أعلن الجيش الإسرائيلي صباح الخميس عن تنفيذ غارات دقيقة استهدفت مواقع تابعة للحوثيين في اليمن، شملت موانئ وبنى تحتية للطاقة.

 

ووفقًا للبيان العسكري، جاءت هذه الغارات ردًا على هجوم صاروخي حوثي تم اعتراضه بنجاح، والذي أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في وسط إسرائيل وإثارة حالة من الذعر بين المواطنين. 

 

وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، صرّح بأن "ستُقطع يد كل من يرفع يده على دولة إسرائيل"، مؤكدًا أن الهجوم استهدف بنى تحتية استراتيجية تُستخدم لدعم الأنشطة العسكرية الحوثية.

ردود الفعل الدولية

 

قوبلت الهجمات الإسرائيلية بردود فعل دولية متباينة. إيران ندّدت بالضربات ووصفتها بأنها "انتهاك صارخ للقانون الدولي"، منتقدة الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل.

 من جانبها، أدانت الحكومة اليمنية الغارات وحمّلت الحوثيين مسؤولية التصعيد والانتهاك للسيادة الوطنية، داعية الجماعة إلى تغليب مصلحة الشعب اليمني على أي مصالح أخرى.

تصاعد الصراع بين إسرائيل والحوثيين

يأتي هذا التصعيد في سياق سلسلة من الهجمات المتبادلة بين إسرائيل والحوثيين. في نوفمبر 2024، شنّ الحوثيون هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، متهمين بأنها دعم لفلسطينيي غزة الذين يواجهون حربًا مع إسرائيل منذ أكتوبر 2023. إسرائيل تعتبر الحوثيين تهديدًا دوليًا بعد إطلاقهم عدة هجمات صاروخية وطائرات مسيّرة من الأراضي اليمنية تجاهها. 

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، أشار إلى أن "النظام الإيراني هو من يقف خلف الحوثيين ويمولهم ويؤجج نشاطاتهم الإرهابية ضد إسرائيل"، مؤكدًا أن إسرائيل ستواصل تحركاتها ضد أي تهديد في الشرق الأوسط.

التداعيات الإنسانية

أفادت مصادر حوثية بأن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن سقوط 9 قتلى و3 جرحى، بينهم مدنيون، جراء استهداف محطات كهرباء في صنعاء وموانئ في الحديدة. هذه الهجمات أدت إلى حرمان مئات الآلاف من الأسر من الكهرباء، مما يزيد من معاناة السكان في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها اليمن.

موقف الأمم المتحدة

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه البالغ إزاء التقارير الواردة بشأن الغارات الإسرائيلية على موانئ الحديدة ومحطات الكهرباء في صنعاء، داعيًا جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد الذي قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية المتدهورة في اليمن.

تحليلات وتوقعات مستقبلية

يرى محللون أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى تعقيد المشهد الإقليمي بشكل أكبر، خاصة في ظل التوترات المستمرة بين الولايات المتحدة وإيران. إسرائيل تسعى لتحييد تهديدات الحوثيين، لكنها تواجه تحديات في تحقيق ذلك دون التورط في صراع أوسع. من المحتمل أن تشهد الفترة القادمة تصعيدًا إضافيًا في العمليات العسكرية، مما قد يؤثر على الاستقرار في المنطقة ويزيد من معاناة المدنيين.

تُعد الغارات الإسرائيلية على اليمن وتبادل الهجمات مع الحوثيين مؤشرًا على تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، مما يستدعي جهودًا دبلوماسية مكثفة لاحتواء الأزمة ومنع انزلاق المنطقة إلى صراعات أعمق. المجتمع الدولي مطالب بالتحرك الفوري لتخفيف حدة التوتر وضمان حماية المدنيين والحفاظ على الاستقرار الإقليمي.

وكان أكد محمد علي الحوثي، عضو جماعة الحوثي، أن هدف الهجمات الأميركية البريطانية على اليمن كسر الحصار البحري عن السفن المرتبطة بالكيان الغاصب، وذلك بالتزامن مع الغارات الأمريكية البريطانية التي يتم شنها على عدد من المناطق في اليمن.

بيان عاجل من الحوثي:

وأوضح محمد علي الحوثي، أن استمرار الهجمات يؤكد استمرار أميركا وبريطانيا بدعم المذابح والإبادة واستخدام التجويع كسلاح ضد أبناء غزة.

 

 

وأكد رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبد السلام، أي غارات عدوانية على اليمن لن تمنع شعبنا وقواته المسلحة من مواصلة استهداف السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة.

 

أعلن مراسل الميادين في اليمن، أن العدوان الأمريكي البريطاني استهدف العاصمة صنعاء بأكثر من 5 غارات حتى الآن، وذلك حسبما جاء في نبأ عاجل.

 

غارات أمريكية بريطانية على عدد من المناطق في اليمن:


وفي وقت سابق، شن العدوان الأمريكي البريطاني 3 غارات على شرق مدينة "صعدة" في اليمن، حسبما أفادت قناة "المسيرة" التابعة لجماعة "أنصار الله" اليمنية (الحوثيون) فجر الثلاثاء.

هذا وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية، تدمير 4 صواريخ كروز "حوثية" مضادة للسفن، كانت مجهزة للإطلاق من اليمن على السفن في البحر الأحمر.

 

وأفاد مصدر في السلطات اليمنية، بأن 5 أشخاص أصيبوا إثر قصف طائرات أمريكية وبريطانية موقعا لجماعة "أنصار الله" في محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر غربي اليمن.

وفي وقت سابق، قال الحوثيون إن الاعتداءات الأمريكية والبريطانية وصلت إلى 300 ضربة منذ الـ12 من يناير الفائت، موضحين أن عدد الضربات مؤشر على حالة تخبط تعيشه واشنطن.

ويستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، ما أثر سلبا على حركة الشحن والتجارة والإمداد.

 

ودخلت التوترات مرحلة تصعيد لافت منذ استهداف الحوثيين في 9 يناير الماضي سفينة أمريكية بشكل مباشر، بعد أن كانوا يستهدفون في إطار التضامن مع قطاع غزة سفن شحن تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.