بالفيديوجراف| السودان في 2024.. حرب تبعثر خريطة السيطرة والنفوذ
في عام 2024، شهد السودان تحوّلاً كبيراً في موازين القوى بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مع تغييرات جذرية في مناطق النفوذ، في ظل حرب مستعرة منذ أكثر من 18 شهراً.
واندلعت الحرب في أبريل/نيسان 2023، ما دفع الأطراف المتنازعة للقتال بشراسة لفرض سيطرتها على الأرض، في وقت تتزايد فيه أعداد القتلى والجرحى، ويواجه المدنيون أزمة نزوح كبيرة.
معركة السيطرة والنفوذ
في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2024، أعلن الجيش السوداني استعادة سلسلة جبال مويا في ولاية سنار، التي كانت تحت سيطرة قوات "الدعم السريع" منذ يونيو/حزيران.
وقد نجح الجيش في قطع طرق الإمداد عن مناطق النيل الأبيض، الجزيرة، كردفان ودارفور، وبادر بتحريك قواته لاستعادة المدن الرئيسية في ولاية سنار، بما في ذلك مدينة "سنجة" في 23 نوفمبر/تشرين الثاني.
ومن جهة أخرى، تمكنت قوات "الدعم السريع" من التوغل في ولاية النيل الأزرق وسيطرت على منطقتي "قلي" و"بوط"، مع محاولة التوسع لتأمين خطوط إمداد جديدة عبر الحدود مع جنوب السودان.
توزيع السيطرة على الأراضي
في الخرطوم، يتقاسم الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" السيطرة على عدة مناطق استراتيجية.
في حين يسيطر الجيش على العديد من الثكنات العسكرية والمرافق الحيوية مثل "القيادة العامة" ومعسكرات متعددة في أم درمان وشرق النيل، تسيطر قوات الدعم السريع على العديد من المنشآت الكبرى بالعاصمة، مثل القصر الرئاسي، مطار الخرطوم، وبنك السودان المركزي، بالإضافة إلى العديد من الوزارات والمرافق الحكومية.
كما تشهد العديد من الولايات السودانية تقاسمًا في السيطرة. ففي حين يسيطر الجيش على ولايات البحر الأحمر، نهر النيل، القضارف والنيل الأزرق، تسيطر قوات "الدعم السريع" على جنوب وشرق وغرب دارفور، وبعض المناطق على الحدود مع تشاد وأفريقيا الوسطى. كما بدأت قوات الدعم السريع مؤخرًا في التوغل إلى ولاية النيل الأزرق.
أزمة إنسانية متفاقمة
وفي خضم هذا الصراع، يعاني السودان من واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، حيث يقدر عدد النازحين بحوالي 14 مليون شخص، بينما يواجه الملايين مجاعة بسبب نقص الغذاء نتيجة استمرارية القتال. وتزداد الدعوات من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإنهاء الحرب في السودان، تجنبًا لكارثة إنسانية تفاقم معاناة الشعب السوداني.
وتستمر الحرب بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في دفع البلاد نحو حافة الهاوية، حيث يتسارع التصعيد العسكري، وتتزايد الخسائر البشرية، فيما يبقى مصير السودان مجهولًا في ظل حالة من التوتر والدمار الذي يعصف بجميع أنحاء البلاد.