مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

تونس.. «وثيقة للاستخبارات الأمريكية» ضمن مداولات قضية اغتيال البراهمي

نشر
الأمصار

باتت وثيقة استخباراتية جزءا من مداولات قضية اغتيال السياسي القومي في تونس محمد البراهمي، المتورط فيها تنظيم الإخوان.

وقررت هيئة الدائرة الجنائية المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية في تونس، اليوم السبت، إرجاء النظر في قضية اغتيال البراهمي إلى جلسة يوم 17 يناير المقبل.

وكانت هيئة الدفاع عن محمد البراهمي طلبت استعراض المكالمات الهاتفية الصادرة والواردة على هواتف المتهمين، إضافة إلى سماع أقوال عدد من المسؤولين الأمنيين ووزير الداخلية خالد النوري، بشأن وثيقة استخباراتية حذرت من اغتيال البراهمي، قبل تنفيذ العملية بعدة أيام، التي تم إرسالها إلى وزارة الداخلية، لكنها لم تتخذ الإجراءات اللازمة لحمايته.

وشهدت جلسة المحاكمة، اليوم، إحضار المتهمين الموقوفين على ذمة القضية، وهم رياض الورتاني، كريم الكلاعي، عبدالرؤوف الطالبي، أحمد المالكي المكنى بالصومالي، ومحمد العوادي وعز الدين عبداللاوي.

وفي 25 يوليو 2013 استُهدف البراهمي بـ14 طلقة نارية أمام منزله بضواحي العاصمة في تونس، 6 منها اخترقت الجانب العلوي من جسده، و8 طلقات أصابت قدمه اليسرى، في حادثة مروعة جرت على مرأى ومسمع من زوجته وأبنائه.

ومطلقا النار كانا يستقلان دراجة نارية واستعملا مسدسا من عيار 9 ملم، وكشفت التحقيقات إثر ذلك أنهما إرهابيان يُدعيان أبوبكر الحكيم ولطفي الزين، وينتميان إلى تنظيم يُسمى "أنصار الشريعة" المحظور.

وثيقة الاستخبارات الأمريكية

وحسب وسائل إعلام محلية، فإن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أرسلت وثيقة إلى تونس تتضمن تحذيرا بإمكانية استهداف المعارض محمد البراهمي، وذلك في 15 يوليو 2013، أي قبل 10 أيام فقط من تنفيذ العملية.

وسبق أن اعترف وزير الداخلية في تونس الأسبق لطفي بن جدو، بأن الوزارة كانت على علم مسبق بعملية الاغتيال، من خلال امتلاكها وثيقة وردت إليها من وكالة استخبارات أجنبية قبل الحادثة بـ11 يوماً.

وفي تصريحات صحفية، قالت إيمان قزارة، عضو هيئة الدفاع عن البراهمي، إن "الجهاز السري لحركة النهضة خطّط لعملية الاغتيال، فيما تولّت أنصار الشريعة التنفيذ"، مشيرة إلى أنّ "أطرافا عدة بينها جهات رسمية تورطت في عملية الاغتيال، وحملتهم المسؤولية نتيجة عدم التفاعل الإيجابي مع التحذير الأمريكي والوثيقة الاستخباراتية".

وفي اعترافاته الأخيرة، أقر رياض الورتاني، المُكنى بـ"أبي جعفر"، (حكم عليه بالسجن 20 عاما في قضية اغتيال السياسي شكري بلعيد)، باستقطابه من قبل بعض العناصر المنتمية لتنظيم" أنصار الشريعة" المحظور.

واعترف الورتاني، بأنه إبان الإعلان عن اغتيال محمد البراهمي كان حينها رفقة لطفي الزين (قاتل البراهمي وأبوبكر الحكيم)، بمنزل بمحافظة سوسة (شرق تونس)، "حيث قام بأداء سجدة شكر وتكبير فرحاً بنجاح عملية الاغتيال".

وفي الخامس من ديسمبر الجاري، أكد رئيس تونس قيس سعيد، خلال لقائه بوزيرة العدل ليلى جفال، ضرورة بت القضاء في عدد من القضايا "حتى يأخذ كل ذي حقّ حقّه ويعلم التونسيون والتونسيات حجم الجرائم التي ارتُكبِت في حقّ الشعب التونسي من اغتيالات ونهب للمُقدّرات الوطنية وغيرها من العمالة والخيانة، وما صُدِمَ من مشاهدته أخيرا من تخريب ممنهج للمؤسسات العمومية والاعتداء على أملاك الدولة".