تقارير تؤكد إستعداد إسرائيل لشن هجمات على إيران فهل تشتعل الحرب ؟
خلال التوترات الإقليمية المتصاعدة التي يشهدها الشرق الأوسط، يتنامى القلق الدولي بشأن استعدادات إيران لشن هجمات عسكرية ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، وسط تبادل للاتهامات والتصريحات النارية من الطرفين بشأن تأجيج الصراع في المنطقة.
وبينما تتزايد التحذيرات من احتمالات هجوم وشيك، تتجه الأنظار إلى الإجراءات العسكرية التي تتخذها كل من الولايات المتحدة وإيران، التي تنذر بمواجهة عسكرية واسعة قد تتجاوز حدود الشرق الأوسط.
من جانبة قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، خلال اجتماع سابق لمجلس الوزراء، بأن إيران تسعى نحو الاستقرار والسلام في المنطقة، متهمًا الولايات المتحدة والدول الغربية باتباع سياسات مخادعة، وفقًا لوكالة "إرنا" الإيرانية.
وأضاف الرئيس الإيراني أن ما يحدث من أزمات هو من صنع إسرائيل، بدعم من واشنطن، مشيرًا إلى أن طهران تتحلى بضبط النفس حرصًا على وقف إطلاق النار وحماية الأبرياء.
تخطيط إسرائيلي بشن هجوم استباقي
أفادت القناة 12 الإسرائيلية، يوم أمس الأحد، بأن القيادة السياسية الإسرائيلية تعتقد أن إيران تواجه ضغطا متزايدا بسبب احتمال قيام إسرائيل بشن هجوم على مواقع استراتيجية داخل الأراضي الإيرانية.
ويأتي ذلك، وفقا لما نقلته القناة الإسرائيلية، في ظل تفكك المحور الشيعي وتراجع نفوذ الجماعات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط.
وبحسب للنقاشات الأخيرة داخل الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية، يربط الإيرانيون بين عدة تطورات رئيسية، من بينها: تدمير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية بشكل يتيح حرية تحرك الطيران الإسرائيلي، وتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، علاوة على انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
وأشارت تقارير إلى أن إيران تجري مشاورات مكثفة لتحديد ردها على هذه التطورات.
إسرائيل: من الضرورة منع إيران من إعادة تعزيز وجودها في سوريا ولبنان
كما أن إسرائيل، وفقًا للمناقشات، ترى ضرورة منع إيران من إعادة تعزيز وجودها في سوريا ولبنان، وهي الخطوة التي تستثمر فيها إيران موارد مالية كبيرة.
ومع ذلك، هناك توصيات إسرائيلية لتجنب الانخراط في مواجهات طويلة الأمد مع إيران، لما قد تحمله من تداعيات لا تصب في مصلحة إسرائيل.
وذكرت القناة 12 أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، أو غالبيتها، تدعم تنفيذ هجوم مباشر على الأراضي الإيرانية، خصوصا في ضوء تصاعد التهديدات من جماعة الحوثيين بعد تصعيد هجماتها ضد إسرائيل.
وتمتلك جماعة الحوثيين أسلحة متقدمة تشمل صواريخ كروز، طائرات مسيرة، وصواريخ أرض-أرض، وهو ما يصعب عملية التعامل معها بسبب انتشارها الجغرافي الواسع وصعوبة جمع المعلومات الاستخباراتية وتحديد الأهداف.
وتسعى إسرائيل إلى تعبئة المجتمع الدولي لتشكيل تحالف واسع تقوده الولايات المتحدة ضد الحوثيين، حيث تعتبر إسرائيل أن هذه المشكلة لا تخصها وحدها بل تؤثر على أمن المنطقة بأكملها.
كما تؤثر الهجمات الحوثية على شركات الطيران والاقتصاد الإسرائيلي، ما يزيد من أهمية التصدي لها.
الموساد يوصي بالهجوم على إيران
أوصى مُدير جهاز (الموساد) ديفيد برنياع، اليوم الأحد، المُشرعين الإسرائيليين بمهاجمة إيران، على خلفية ما وصفها بصواريخ الحوثيين المُصنعة في طهران، والتي يتم إطلاقها على إسرائيل.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تعهد ، في وقت سابق اليوم ، باتخاذ إجراءات حاسمة ضد هجمات الحوثيين الصاروخية على إسرائيل.
الولايات المتحدة تدخل على خط الأزمة
وردًا على تهديدات إيران، عمدت الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراءات عسكرية مكثفة في المنطقة، حيث أعلنت عن نشر قاذفات B-52 في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما وصفته واشنطن برسالة واضحة لإيران.
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل في حال وقوع أي هجوم، بطائرات مقاتلة إضافية وطائرات للتزود بالوقود، لتعزيز جاهزية الرد السريع.
ويعد نشر هذه القاذفات في الشرق الأوسط خطوة ذات دلالات كبيرة، فقد أوضحت مصادر أمريكية أن هذا الانتشار يأتي كإجراء رادع لإيران، في ظل احتمالية شن هجوم واسع ضد أهداف إسرائيلية، بما في ذلك المنشآت النووية.
وعلى الرغم من التوقعات بأن الدعم الأمريكي سيكون محدودًا فيما يتعلق بضرب المنشآت الإيرانية، إلا أن هذه التحركات تأتي كإشارة تهديد واضحة لطهران.