إلى أين يتجه مصير قوات سوريا الديموقراطية عقب سقوط نظام الأسد؟
قوات سوريا الديمقراطية يشار إليها باختصار قَسَدْ، هو تحالف متعدد الأعراق والأديان للميليشيات التي يغلب عليها الطابع الكردي، وكذلك للميليشيات العربية والآشورية/السريانية، وكذلك لبعض الجماعات التركمانية والأرمنية والشركسية والشيشانية في الحرب الأهلية السورية.
وتتألف قوات سوريا الديمقراطية في معظمها من وحدات حماية الشعب، وهي من الميليشيات الكردية في معظمها، وتقودها عسكرياً .
كان الأكراد يشكلون 40 في المائة من قوات سوريا الديمقراطية والعرب 60 في المائة في مارس 2017، على الرغم من أن مصادر أخرى تقدر المكونات العربية لقوات سوريا الديمقراطية بأنها أقل بكثير من ذلك.
أعلنت قوات سوريا الديمقراطية بأن مهمتها هي النضال من أجل إنشاء سوريا علمانية، ديمقراطية وفدرالية، على غرار الحملة الكردية في سوريا في شمال سوريا.
وينص دستور الفدرالية الديمقراطية لشمال سوريا الذي تم تحديثه في ديسمبر 2016 على تسمية قوات سوريا الديمقراطية قوة دفاعها الرسمية.
وبحسب مصادر فإن الخصوم الرئيسيين لقوات سوريا الديمقراطية وحلفائها هم الجماعات الأصولية السلفية والإسلامية المشاركة في الحرب الأهلية، ولا سيما تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وجماعات المعارضة السورية التي تدعمها تركيا، والجماعات المنتسبة لتنظيم القاعدة، وحلفاؤها.
وقد ركزت قوات سوريا الديمقراطية في المقام الأول على تنظيم الدولة الإسلامية، فطردته بنجاح من مناطق إستراتيجية هامة، مثل الهول، والشدادي، وسد تشرين، ومنبج، والطبقة، وسد الطبقة، وسد البعث، وعاصمة التنظيم السابقة في الرقة.
وقد أُعلن إنشاء قوات سوريا الديمقراطية في 11 أكتوبر 2015 خلال مؤتمر صحفي عقد في الحسكة، وقد بني التحالف على التعاون السابق الطويل الأمد بين الشركاء المؤسسين. وعلى الرغم من أن وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة تعمل في جميع أنحاء شمال شرق سورية، فإن الشركاء المؤسسين الآخرين متركزين جغرافيا في مناطقهم.
كان شركاء وحدات حماية الشعب في غرفة عمليات بركان الفرات المشتركة، والعديد من الفصائل السورية المتمردة الرئيسية التابعة للجيش السوري الحر، والتي ساعدت على الدفاع عن مدينة عين العرب خلال هجوم داعش على المدينة. كما كان لواء ثوار الرقة في بركان الفرات، وطردته جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من مدينة الرقة لكونه متحالفاً مع وحدات حماية الشعب منذ أبريل 2014. وشاركت الجماعة في عملية الاستيلاء على تل أبيض من تنظيم الدولة الإسلامية.
قانون أميركي لحماية قوات سوريا الديموقراطية “قسد ”
وفي ظل المخاوف من عملية عسكرية تركية واسعة ضد الأكراد في شمال سوريا، قدم عضوان في مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون مشترك بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي من شأنه فرض عقوبات على أنقرة.
وتتصاعد حدة الأعمال القتالية في شمال سوريا منذ الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد يوم 8 ديسمبر الجاري، وتوسطت الولايات المتحدة في وقف إطلاق نار هش في المنطقة بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية "قسد".
مشروع القانون المقترح الذي سمي "قانون مواجهة العدوان التركي لعام 2024"، يتيح فرض عقوبات تهدف إلى منع المزيد من الهجمات التركية أو المدعومة من تركيا على "قسد"، والتي تنذر بإعادة ظهور داعش ما يهدد الأمن القومي للولايات المتحدة.
الحرب ضد تركيا
وتعهدت قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد والمدعومة من الولايات المتحدة، الخميس، بقتال تركيا والجماعات التي تدعمها في مدينة عين العرب (كوباني) بشمال سوريا.
وقوات سوريا الديمقراطية تقودها وحدات حماية الشعب التي تعتبرها تركيا امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يقاتل مسلحوه الدولة التركية منذ 40 عاما.
وفي هذا الصدد، قال المرصد السوري إن اشتباكات عنيفة تدور في محيط سد تشرين، معلنا مقتل 300 من الفصائل وقوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وأشار إلى أن "قسد" تستخدم مسيرات خلال الاشتباكات، لافتا إلى أن أميركا تعزز قواعدها في شمال سوريا، في حين وصلت تعزيزات أميركية إلى عين عيسى، كما أن "10 طائرات شحن أميركية هبطت مؤخرا في الحسكة".
وفي وقت سابق، قالت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" إن تركيا وحلفاءها داخل سوريا يرسلون تعزيزات مكثفة إلى جنوب مدينة عين العرب الحدودية.
وقال المتحدث باسم قوات "قسد" إن القوات على اتصال بالتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لوقف هجوم تركي محتمل.
يأتي ذلك فيما قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن أنقرة ستفعل "كل ما يلزم" لضمان أمنها إذا لم تتمكن الإدارة السورية الجديدة من معالجة مخاوفها بشأن الجماعات الكردية التي تعتبرها تركيا "إرهابية".
وعندما سئل فيدان خلال مقابلة مع قناة "فرانس 24" عما إذا كان ذلك يشمل العمل العسكري، رد فيدان بعبارة "كل ما يلزم".