وفود دبلوماسية بدمشق.. لقاءات مكثفة مع الشرع لرسم ملامح المرحلة المقبلة "تفاصيل"
تشهد العاصمة السورية دمشق نشاطا دبلوماسيا مكثفا بزيارات لوفود أجنبية وعربية لمناقشة تطورات الأوضاع الراهنة في البلاد، والتشاور حول سبل مساعدة الدولة السورية في بناء مؤسساتها الوطنية وضمان وجود عملية سياسية ديمقراطية تدفع نحو حل الأزمات التي تعاني منها البلاد.
وأجرت وفود دبلوماسية من السعودية وقطر والأردن مشاورات مكثفة مع قائد الفصائل المسلحة في سوريا أحمد الشرع، وذلك للتشاور حول مستقبل سوريا السياسي والتأكيد على وقوف الدول العربية إلى جانب الدولة السورية التي تعيش منعطف تاريخي بعد إسقاط نظام حكم الرئيس بشار الأسد.
وفود دبلوماسية تلتقي الشرع في دمشق
وفي قلب العاصمة السورية دمشق، شهدت الأيام القليلة الماضية موجة دبلوماسية غير مسبوقة، استقبل أحمد الشرع (الجولاني) جموعا من الوفود العربية والدولية، في مسعى لتعزيز التعاون الثنائي والتباحث حول قضايا إقليمية ذات الاهتمام المشترك.
واستقبل الشرع وفدًا سعوديًا رفيع المستوى برئاسة مستشار في الديوان الملكي، في لقاء تناول سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول آخر تطورات المنطقة.
وكان اللقاء فرصة لتبادل الآراء حول التحديات الإقليمية وكيفية إيجاد حلول منسقة، خاصة في ظل الأزمة المستمرة في المنطقة.
وفد أمريكي يلتقي الشرع
وفي ذات اليوم، كان اللقاء مع الوفد الأمريكي مؤثرًا أيضًا، حيث أعربت الولايات المتحدة عن دعمها المستمر للشعب السوري، مع تأكيد التزامها بالإسهام في الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار السياسي وإعادة إعمار البلاد. وقد سلط هذا اللقاء الضوء على الأبعاد الإنسانية والتعاون الدولي الذي يسعى لدعم سوريا في المرحلة المقبلة.
أما في 22 ديسمبر 2024، فقد استقبل الشرع وفدًا قطريًا رفيع المستوى، حيث تم تناول سبل تعزيز الاستقرار في سوريا ودور قطر الفاعل في تقديم الدعم لعملية إعادة الإعمار. كما تم بحث آفاق تطوير العلاقات الثنائية وتعميق التعاون على الأصعدة كافة.
من جهته، وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية، محمد الخليفي، أكد بعد لقائه مع الشرع أن الموقف القطري ثابت في دعم الشعب السوري في هذه الحرجة أكثر من أي وقت مضى. وتم بحث خطوات المرحلة الانتقالية مع التأكيد على أن الشعب السوري هو صاحب القرار النهائي، دون وصاية من أحد.
الشرع يستقبل وزير الخارجية التركي
وفي تطور مهم آخر، استقبل الشرع في 22 ديسمبر 2024، وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، حيث شهد اللقاء تأكيدا على ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين، مع التركيز على ضمان السيطرة الوطنية الكاملة على الأسلحة في سوريا، بما في ذلك تلك التي بحوزة القوات الكردية.
كما شدد وزير الخارجية التركي على ضرورة تفكيك وحدات حماية الشعب الكردية ورفع العقوبات المفروضة على سوريا لتسهيل إعادة الإعمار، وهو ما يعد نقطة مفصلية في تعزيز العلاقة التركية-السورية
وفي 23 ديسمبر، جرت محادثات مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في دمشق كذلك، حيث تم التركيز على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتناول قضايا اللاجئين والتعاون الأمني، بما يسهم في استقرار المنطقة.
وأكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، دعم بلاده للعملية الانتقالية في سوريا وصياغة دستور جديد، مشيرا إلى استعداد الأردن لدعم سوريا في إعادة إعمارها. كما تناولت المباحثات قضايا التجارة والحدود والمساعدات والربط الكهربائي.
الشرع يلتقي وليد جنبلاط
كما كانت اللقاءات مع زعماء سياسيين آخرين مؤثرة، مثل لقاء الشرع مع زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط في 22 ديسمبر،حيث أكد الشرع التزام سوريا بعدم التدخل في الشؤون اللبنانية واحترام سيادة لبنان، في الوقت الذي شدد فيه جنبلاط على ضرورة التعاون لتحقيق استقرار دائم في المنطقة.
وتكشف هذه اللقاءات المتواصلة عن مرحلة جديدة في السياسة السورية، مرحلة من الانفتاح على محيطها العربي والدولي، وفي وقت تسعى فيه دمشق لتعزيز مكانتها كمحور للحلول الإقليمية، فإن هذه الدبلوماسية النشطة تعد خطوة مهمة نحو تحقيق المصالحة الوطنية والاستقرار في المنطقة، في ظل المتغيرات السياسية والدبلوماسية التي تعيشها سوريا والمنطقة العربية.