مفاوضات غزة| عقبات ونقاط الخلاف تُهدد مصير الاتفاق بين إسرائيل وحماس
تُشير «تقديرات إسرائيلية جديدة»، إلى تنامي «الخلاف» وتراجع «التفاؤل» في مفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وسط اتهامات في وسائل الإعلام الأمريكية بأن رئيس وزراء الاحتلال «بنيامين نتنياهو»، يتعمد تخريب الاتفاق المُرتقب، على خلفية محادثات شهدتها «القاهرة» وأخرى لا تزال تستضيفها «الدوحة» مُنذ الأسبوع الماضي لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق، ويُواجه الطريق إلى «اتفاق تبادل الرهائن» صعوبات أكبر مما كان مُتوقعًا، ما يعكس تعقيدات القضية وعُمق الخلافات القائمة.
المحادثات بين إسرائيل وحماس حول صفقة تبادل الأسرى
وفي هذا الصدد، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، نقلًا عن مصدر إسرائيلي مطلع أنه «لا يُوجد تقدم حقيقي» في المحادثات حول صفقة تبادل الأسرى، وأن إسرائيل تنتظر الآن ردًا من حركة حماس، مُشيرًا إلى أن «الوفد الإسرائيلي في قطر يُواصل العمل، ويضم مسؤولين كبار في الموساد واللواء نيتسان ألون، بالإضافة إلى ممثلين عن الشاباك».
وقال المصدر: «الآن نعتمد على رد حماس وليس من المُؤكد أنها ستُعطي ردًا إيجابيًا. من الصعب تصديق أنهم سيُوافقون على صفقة صغيرة مقابل وقف إطلاق النار دون وقف الحرب»، مُضيفًا: «لا يُوجد تقدم كما توقعنا. لم نعد نتحدث عن أيام».
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية «كان 11»، مساء يوم الإثنين، أن مسؤولين إسرائيليين أشاروا إلى «صعوبات جدية» في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع حماس ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
في المقابل، نقلت الهيئة عن مصدر أجنبي (لم تسمه) أن «المفاوضات تُسجّل تقدمًا في ما يتعلق بمسألة انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من مناطق في قطاع غزة، في إطار الصفقة المحتملة».
الانسحاب من محور نيستاريم
وأشارت القناة إلى «تقارير مصرية» تتحدث عن موافقة إسرائيل في إطار المحادثات على الانسحاب من محور نيستاريم الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه، وتقليص قواتها في محور فيلادلفيا (صلاح الدين).
وبحسب التقرير، فإن «إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، أوضحت لتل أبيب في إطار المحادثات الثنائية أن واشنطن لن تدعم إسرائيل في إصرارها على مواصلة السيطرة والتواجد في محور نيتساريم».
ولفتت القناة إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، كان قد ناقش قبل أشهر مع بايدن مسألة الانسحاب من محور فيلادلفيا والبقاء في عدد قليل من المواقع في المرحلة الأولى من الصفقة.
وشددت القناة على أن الوزراء في حكومة نتنياهو الذين أعلنوا عن معارضتهم لاتفاق حول تبادل أسرى ووقف إطلاق النار في غزة، لم يطلعوا على تفاصيل المفاوضات التي لم تعرض بعد على الكابينيت.
ونقلت صحيفة «هآرتس» العبرية عن مصادر مطلعة قولها: «من الصعب تقييم إمكانية الوفاء بالجدول الزمني الذي حدده الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للتوصل لصفقة بشأن الرهائن».
وأشار إلى أن «المفاوضات بحاجة إلى مزيد من الوقت وسد الفجوات رهن بقرارات القيادة السياسية»، كما شدد المصدر على أن «إسرائيل لم ولن تُوافق على الانسحاب من كامل محور فيلادلفيا».
مصير بعض الأسرى الإسرائيليين
من جانبه، قال الناطق العسكري باسم "كتائب القسام، أبو عبيدة، مساء الإثنين، إن مصير بعض الأسرى الإسرائيليين مرهون بتقدم جيشهم «مئات الأمتار في مناطق تتعرض للعدوان» في قطاع غزة.
وفي وقت سابق، قال نتنياهو أمام أعضاء الكنيست إنه تم إحراز «تقدم معين» في المفاوضات الرامية إلى الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
كما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن صعوبات تعترض طريق المفاوضات الرامية للتوصل إلى صفقة لوقف الحرب في قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس.
ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن "الخلافات تصاعدت بين حماس وإسرائيل في مفاوضات غزة خلال الأيام الأخيرة".
من جانبها، نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن مصدر أمني قوله: "لا تزال صعوبات كبيرة تُعيق التوصل إلى صفقة بين حماس وإسرائيل".
واكتسبت محاولة جديدة للوساطة من جانب مصر وقطر والولايات المتحدة لإنهاء القتال وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب زخمًا هذا الشهر، ومع ذلك لم يتم الإعلان عن أي تقدم حتى الآن.
إطلاق سراح رهائن محتجزين لدى حماس
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات إنه في حين تم حل بعض النقاط العالقة، لم يتم الاتفاق بعد على هوية بعض المعتقلين الفلسطينيين الذين ستُفرج عنهم إسرائيل مقابل إطلاق سراح رهائن محتجزين لدى حماس، وكذلك لم يتم الاتفاق بشأن تفاصيل النشر الدقيق لقوات إسرائيلية في غزة.
وجاء ما قاله المسؤول الفلسطيني مُتوافقًا مع تصريحات وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي الذي قال إن القضيتين لا تزالان قيد التفاوض.
ورغم ذلك قال شيكلي إن الجانبين أقرب إلى التوصل إلى اتفاق مما كانا عليه قبل أشهر.
وصرّح شيكلي لهيئة البث العامة الإسرائيلية قائلًا: "يمكن أن يستمر وقف إطلاق النار هذه المرة ستة أشهر أو يمكن أن يستمر عشر سنوات، وهذا يعتمد على التحركات التي ستتم على الأرض".
وشكلت مُدة وقف إطلاق النار نقطة خلاف أساسية خلال عدة جولات من المفاوضات غير المُثمرة.
وتُريد حماس إنهاء الحرب، في حين تُريد إسرائيل إنهاء إدارة حماس لقطاع غزة أولًا.
حرب غزة| «حماس» تُبدي مرونة بشأن اتفاق وقف النار وتُوافق على شرطين رئيسيين لإسرائيل
وفي وقت سابق، وافقت حركة «حماس»، على شرطين رئيسيين لإسرائيل من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في «قطاع غزة»، مما أثار الآمال في التوصل إلى اتفاق قد يُؤدي إلى «إطلاق سراح بعض الأسرى»، في غضون أيام على الرغم من الانهيار المتكرر للمفاوضات السابقة.