إدمان الفيديوهات القصيرة يهدد عقول المراهقين.. تدهور القدرات المعرفية وضبابية التفكير
يظل الهدف الأساسي لدى الكثيرين من “الفيديوهات القصيرة” هو الهروب من واقعهم المليء بالمشكلات والمشاغل.
إدمان الفيديوهات القصيرة
ويقضي ملايين الأشخاص حول العالم ساعات طويلة يوميًا يتابعون المحتوى المرئي الذي يتم بثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دون اكتراث بفحوى المحتوى أو هدفه، وهو ما جاء في تقرير تحت عنوان "إدمان الفيديوهات القصيرة.. خطر يهدد التركيز والإدراك العقلي".
وأُثيرت قضية تأثير هذا الإدمان على الصحة النفسية والعقلية، حيث إن الدراسات الحديثة كشفت أن قضاء ساعات طويلة أمام الإنترنت، خاصة في متابعة المحتوى الرديء وغير الهادف، يؤدي مع مرور الوقت إلى نتائج سلبية على الصحة النفسية والعقلية، لا سيما لدى المراهقين والأطفال.
أبرز الأعراض الناتجة عن التعرض المفرط للمحتوى غير الهادف تشمل، تدهور القدرات المعرفية، ضبابية التفكير، وقصر فترة الانتباه، والإفراط في مشاهدة محتوى الإنترنت قد يؤدي إلى أعراض أكثر حدة، مثل الاكتئاب لدى المراهقين، إلى جانب مشكلات اجتماعية مثل الانطواء وصعوبة التفاعل مع العالم الخارجي.
حذّر مختصّون من مخاطر إدمان الأطفال المقاطع المصورة القصيرة (الريلز) على وسائل التواصل الاجتماعي، وأن تعرّضهم لمحتويات عشوائية وغير مناسبة، وصعوبة فهم الأطفال المخاطر التي تحيق بهم نتيجة التعرض لمحتويات غير آمنة.
آثار سلوكية وصحية
تترك المقاطع القصيرة العشوائية آثاراً مختلفة، سلوكية وصحية، إذ قد تقودهم إلى الإدمان وتثير في أنفسهم العدوانية والتشويش والقلق والاكتئاب، وتالياً الاضطرابات النفسية.
وتتضمن شروط الخدمة على بعض مواقع التواصل أن يكون الحد الأدنى لعمر المستخدم 13 عاماً إلا أن هذا الشرط لا يتضمن آلية للتحقق من العمر، ما يسهل على الأطفال دون هذه السن التسجيل والوصول إلى محتوى غير مناسب، وقد يكون خطراً.
إدمان مقاطع الفيديو القصيرة Shorts
على الرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعي أحدثت تغييراً شاملاً في تواصلنا مع بعضنا بعضاً، ومع العالم من حولنا، إلا أنها تركت أيضاً آثاراً سلبية نحتاج أن نتوقف عندها، ونتابع الدراسات الحديثة التي بدأت تتزايد وتؤكد المخاطر المتوقعة، وأولها الإدمان، لاسيما أن هذا الجيل هو الأول الذي تنتشر لديه وسائل التواصل الاجتماعي منذ الولادة.
تغييرات جديدة في مقاطع الفيديو القصيرة Shorts
أعلنت منصة مشاركة الفيديو يوتيوب تغييرات جديدة في مقاطع الفيديو القصيرة Shorts، تشمل إطالة الحد الأقصى لتلك المقاطع، وإضافة أدوات جديدة لصنّاع المحتوى، ومن المنتظر طرح هذه التحديثات خلال الأسابيع القادمة.
وبدايةً من منتصف شهر أكتوبر الجاري، ستسمح يوتيوب بتحميل مقاطع فيديو قصيرة Shorts تصل مدتها إلى 3 دقائق، وهو ما يعادل 3 أضعاف الحد الأقصى الحالي الذي يبلغ دقيقة واحدة.
وينطبق هذا التغيير على مقاطع الفيديو المربعة والعمودية. وأوضحت الشركة أنها ستعمل على تحسين خوارزميات التوصية بتلك المقاطع بمرور الوقت.
وستقدّم يوتيوب عدة أدوات جديدة لصنّاع المحتوى، مثل إدماج نموذج Veo من شركة DeepMind – التابعة لغوغل – لإنشاء خلفيات ومقاطع فيديو بالذكاء الاصطناعي.
وبالإضافة إلى ذلك، تقدّم يوتيوب تحسينات على تجربة التفاعل مع المستخدمين، ومنها إضافة صفحة مقاطع الفيديو الأكثر رواجًا في كل دولة إلى قسم مقاطع الفيديو القصيرة Shorts، مع إمكانية استعراض التعليقات بسهولة، وإمكانية تخصيص الموجز بإضافة خيار "إظهار عدد أقل من Shorts" في الصفحة الرئيسية للمستخدمين الذين لا يرغبون في مشاهدتها.
وتأتي هذه التحديثات في إطار المنافسة بين يوتيوب ومنصات أخرى مثل تيك توك وإنستغرام في سوق مقاطع الفيديو القصيرة. وقد يؤدي إطالة مدة مقاطع الفيديو إلى تقليص الفجوة بين المحتوى القصير والمحتوى التقليدي في المنصة.
