مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

مهد انتفاضة الحجارة تتحول إلى تدمير وأنقاض.. جباليا تعاني الأمرين

نشر
جباليا
جباليا

باتت مدينة جباليا الآن شاهدة على كل أشكال الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العدوان على القطاع، لا سيما الحصار الأخير على الشمال الذي بدأ في أكتوبر الماضي، وبعد أن كانت الأكثر ازدحاما بالسكان.. جباليا تتحول إلى مدينة أنقاض وأشباح بفعل العدوان الإسرائيلي.

جباليا وانتفاضة الحجارة:

ومن مهد انتفاضة الحجارة عام 1987 إلى مدينة اطلال يسكنها الدمار والموت، جباليا تلك المدينة المحاصرة في شمال قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي. 

لم يعد خافيا حتى على الإعلام الإسرائيلي، ما ارتكبه الاحتلال الإسرائيلي من إبادة جماعية وتدمير وانتهاكات في شمال غزة، فقد وصف عاموس هاريل المحلل العسكري الإسرائيلي جباليا.

جباليا مدينة أشباح  

 في مقال نشرته صحيفته “هارتس” بأنها مدينة أشباح  بعد أن كانت قبل الحرب أحد أكثر الأماكن ازدحاما، الكاتب الإسرائيلي كشف أن الجيش الإسرائيلي دمر 70% من المنازل والمباني في مخيم جباليا نتيجة القصف الإسرائيلي وعملية التجريف لأراضي المدينة، حتى المباني القليلة المتبقية تضررت وتشوك على السقوط.

ومخيم المدينة لم يعد صالح للعيش نهائيًا بعد أن أقدم الاحتلال ليس فقط على تدمير المنازل بل كذلك البنية التحتية للكهرباء والمياه والصرف الصحي كما أعدم كل مقدرات الحياة ونسف أبراجا سكينة كانت تضم عشرات الوحدات السكنية، أجبر الاحتلال نحو 69 ألف فلسطيني على النزوح قسريًا من مخيم جباليا تحت تهديد الدبابات وقصف المدفعية.

وفي الشمال من جباليا تحديدا في بيت لاهيا تقف مستشفى كمال عدوان هناك صامدة في وجه العدوان الإسرائيلي الذي يستهدفها بشكل يومي كهدف عسكري، ورغم أن المستشفى تعد أخر ملاذ للمصابين والمرضى في قطاع شمال قطاع غزة، إلا أن الاحتلال طالب بإخلاء المستشفى في ظل عجز الطاقم الطبي عن نقل المرضى والجرحى.

في ظل استمرار الصراع في شمال غزة وتفاقم الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق، تقف فاطمة، سيدة من جباليا، وسط واقع يصعب وصفه بالكلمات، حيث تجتمع مع أفراد عائلتها الثلاثين حول بقايا خبز يابس وقليل من الماء غير الصالح للشرب. 

هذه الصورة ليست مجرد لقطة عابرة؛ بل تجسد واقعاً مريراً يعيشه عشرات الآلاف ممن وجدوا أنفسهم وسط أزمة إنسانية تتصاعد كل يوم، مع اشتداد العمليات العسكرية في الشمال. لقد أدت هذه العمليات إلى دمار واسع النطاق، وحولت أحياء بأكملها إلى مناطق منكوبة حيث يفقد السكان أبسط سبل الحياة اليومية.

أزمات المياه والطعام

تعيش فاطمة في بيت يفتقر إلى المياه النظيفة بعد تدمير خزانات المياه بسبب الشظايا المتطايرة جراء الضربات الجوية الإسرائيلية. تعتمد العائلة على كميات محدودة من الماء، لا تكفي لتلبية حاجات الجميع، ناهيك عن صعوبة الحصول على طعام كافٍ، حيث أصبحت الوجبات نادرة للغاية. تقول فاطمة إن "حتى التفكير في طعام الغد لم يعد ممكناً، لأننا نعيش يومًا بيوم ونتوقع الأسوأ في أي لحظة".

ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، يواجه الفلسطينيون معاناة النزوح المتكرر، إذ يأمر الجيش الإسرائيلي أهالي مناطق وأحياء سكنية بإخلائها استعدادا لقصفها وتدميرها والتوغل فيها.

ويضطر مليونا نازح من أصل 2.3 مليون نسمة إلى اللجوء إلى المدارس أو إلى منازل أقربائهم أو معارفهم، أو إقامة خيام في الشوارع والمدارس أو أماكن أخرى مثل السجون ومدن الألعاب، في ظل ظروف إنسانية صعبة، إذ لا تتوفر المياه والأطعمة الكافية، وتنتشر الأمراض.

وفي سياق منفصل، شارك عدد من ذوي المعتقلين والمتضامنين معهم من ممثلي فصائل العمل الوطني، وقفتهم الأسبوعية، الثلاثاء، دعمًا للمعتقلين أمام مكتب الصليب الأحمر في مدينة طولكرم.